إسرائيل لن تنفّذ القرار ٢٧٢٨ وتتّجه إلى حربٍ واسعةٍ وشاملةٍ
صدى وادي التيم-متفرقات/
لن يلتزم العدوُّ الإسرائيليُّ، بالقرار ٢٧٢٨ الذي صدر عن مجلس الأمن الدّولي قبل أيّام، وأيّدته ١٤ دولة، وامتنعت أميركا وحيدة دون غيرها عن التّصويت، وحاولت كما في مرّات ثلاث سابقة أن تضع “فيتو” على القرار، لكن إجماع أعضاء المجلس أحرجها، إضافة إلى أنّ الإدارة الأميركيّة برئاسة جو بايدن، لم تعد تحتمل أداء الحكومة الإسرائيليّةِ برئاسة بنيامين نتنياهو في إدارة العمليّة العسكريّة التي أوصلها الجيش الإسرائيليُّ إلى مرحلة الإبادة الجماعية، التي دانتها محكمة العدل الدوليّة، ودعت إلى وقفها فورًا، وحاولت أميركا بكلّ الطّرقِ عدم فرض عقوبات على الكيان الصّهيونيّ، كما عملت مع سوريا ودول أخرى.
فالعدوان التّدميريّ مستمرٌّ، لا بل توعّد نتنياهو، بأن لا يوقفه قبل تحقيق أهدافه بالقضاءِ على حركة “حماس”، وكل مقاومة في غزّة أو الضفة الغربية التي يشنّ عليها حربًا لا تقل خطورة عن ما يجري في القطاعِ، وهو ما يفعله أيضًا في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلّةِ مع لبنان.
فإسرائيل لم يردعها أي قرار دولي، ولم تنفّذه منذ نشأة كيانها على أرض فلسطين في العام ١٩٤٨، فأنشأت قوّة عسكريّة هي الأبرز في الشرق الأوسط، الذي هدّدت به دوله، فاحتلت أراض، واغتالت قيادات فلسطينيّة ولبنانيّة وعربيّة، الذين انخرطوا في المقاومةِ، التي لم ينتظر العدوُّ الإسرائيليُّ، أن تنشأ وتقوى ضدّه، فكان لبنان النموذج الذي سبق دولًا عربية في تحرير أرضه بالمقاومة، في وقت كانت أنظمة عربيّة، ومنها منظّمة التّحرير الفلسطينيّة، إلى الاعتراف بالكيان الغاصب، والتّطبيع معه.
من هنا، فإنّ الحرب على غزّة لن تتوقّف، بسب التّمرّد الصّهيوني على المجتمع الدّولي، الذي إن لم يلجأ إلى القوّة عبر الأمم المتحدة مع إسرائيل، فإنّ حرب الإبادة لن تتوقّف، ومعها التّجويع والتّهجير وتدمير الأحياء السّكنيّةِ والمنازلِ والمؤسّسات على شتّى أنواعها.
ومن سيمنع نتنياهو من استمراره في الحرب، هو قرار أميركيّ بوقف مدّ الجيش الإسرائيليّ بالسّلاح والذّخائر، وهو ما بحثه وزير الدفاع الصهيوني يواف غالانت في أثناء زيارته الأخيرة إلى واشنطن، فقدّم مع الفريق العسكري الذي رافقه، لائحة بالأسلحة، ومنها طائرات “أف – ٣٥” و”أف – ١٥”، إضافة إلى آليات ومدافع وصواريخ، لأنّه يحسب للحرب مع لبنان الذي سيوسّعها، إذا ما حقّق أهدافه في غزة، فلم يتأخّر جيش العدوِّ عن محاولات توسيع الحرب على لبنان بالوصول إلى مسافات بعيدة عن الجبهة التي وصلت إلى نحو ٢٠٠ كلم، بالقرب من الهرمل والبقاع الشمالي، متخطّيًا بعلبك وجوارها.
فاستمرار الحرب على غزّة، ومتابعة المواجهات العسكريّة مع لبنان، فإنّ المنطقة متّجهة نحو التّصعيدِ أكثر، في ظلّ عدم توقّف الحوثيين في اليمن عن قصف كلّ باخرة تتّجه إلى الكيان الصّهيونيّ، ولا “الحشد الشّعبي” في العراق أوقف قصفه، الذي وسّعه إلى داخل الكيان الصّهيونيّ.
ومع مرور ستّة أشهر على الحرب في غزّة، فإنّ مدّة استمرارها، لا أحد يعرفها، وسبق لقادة عسكريين وسياسيين أن تحدّثوا عن سنة وربما أكثر، وهذا يفتح باب توسّع الحرب إلى حدود أن تصبح إقليميّة وشاملة، وهذا ما تخشاه الإدارة الأميركية، وتسعى مع الحكومة الإسرائيلية إلى أن تبقى محدودة إلّا أن القرار الإسرائيليّ هو إلى حرب مفتوحة إلى أن يضمن الكيان الصّهيونيّ أمنه، وهو أمرٌ صعبٌ جدًّا أن يتحقّق في ظلّ محور المقاومة.
المصدر: كمال ذبيان – الأفضل نيوز