دعوها تعبر بسلام …حول وظائف الطيور المهاجرة
صدى وادي التيم – متفرقات/
من خلال تحديد قيمة الوظائف المتعددة التي تؤديها سواء في النظام البيئي أو للأراضي الزراعية، يمكن تقدير أهمية دور الطيور المهاجرة التي تمر في سماءنا وتستريح في ارضنا والمستنقعات وعلى الشواطئ وفي كل تلك المواقع تؤدي فيها وظائف غاية في الحيوية:
١- تنظيم اعداد طرائدها المختلفة باختلاف انواعها من الحشرات والقوارض والبرمائيات ..وهي في ذلك تلعب دور المكافح البيولوجي الذي يوفر على الفلاح فاتورة المبيدات الحشرية وضررها على المحاصيل والتربة والمياه .
فيما تعمل الانواع القمامّة منها التي تقتات على بقايا الجيف على توفير خدمات من نوع آخر تفيد عملية اعادة التدوير الايكولوجي أو دورة المغذيات في النظام البيئي nutrient cycle بحيث تدفع بدورة توزيع المغذيات والطاقة على عناصر عدة جلها يفيد خصوبة التربة فيما تحد بذلك من انتشار الأوبئة في الارياف .
ويؤدي بعضها الآخر من انواع آكلات الفاكهة Frugivore وظيفة نشر بذار الاشجار مما يتيح للتلك الانواع النباتية الانتشار حيث توفر بدورها وطائف لانواع اخرى كما يزيد من حيوية وتنوع الانظمة والمساحات الحرجية ويزيد ذلك من منعتها تجاه الآفات، كما ان بعض الانواع المهاجرة تعد ملقحات تعتمد عليها انواع عدة من الزهور والنباتات البرية للتلقيح وطورت سمات خلال مسار زمني طويل فيما يعرف بمتلازمات التلقيح Pollination syndromes- كما في انواع عدة اكثر شيوعاً في المناطق الاستوائية – سمات جذب لهذه الطيور لتؤدي وظيفتها الحيوية الحاسمة تلك.
وتخلف الطيور البحرية على الشواطئ والترسات الصخرية الروث او الذرق guano والذي يعد أحد أفضل أنواع الأسمدة الطبيعية وهو يشكل مغذياً لدورة الانواع الشاطئية من النباتات والحشرات وصولاً الى الاسماك ..
هذا من دون ذكر الفوائد الاقتصادية التي توفرها السياحة البيئية المعتمدة على مراقبة birdwatching نشاط هذه الطيور اثناء هجرتها واستراحتها على اطراف البلدات وقد شجعنا عدد من البلديات على تنظيم برامج رعاية ومراقبة للطيور مما يفيد البلدات والفلاحين ويسهم في دفع العجلة الاقتصادية في موسمي الهجرة السنوية.
بالقياس على ذلك يمكن تقدير القيمة الاقتصادية لوظائف الطير المهاجر الواحد التي يؤديها على طول مسار هجرته ، والذي قد ينتهي به الأمر مقتولاً لغاية التسلية على يد بعض المختلين التافهين وسيجد هؤلاء من يتدخل لحمايتهم على ارتكابهم جرائمهم بحق تلك الارواح الجميلة الحيوية المسالمة من دون اي رادع اخلاقي او قانوني، اذا ما تم ايقافهم
