إسرائيل تريد وقف الحرب!
صدى وادي التيم-متفرقات/
لفتت مصادر مطلعة على الملف التفاوضي إلى أن عدة مؤشرات إيجابية لاحت في الأفق ما يعكس جدية في التفاوض, لكن هناك معوقات وعقبات عدة أمام إنجاز اتفاق هدنة في غزة لأسباب داخلية “إسرائيلية” وأسباب أخرى تتعلق بالمقاومة في غزة, إذ أن “إسرائيل” لا تستطيع وقف الحرب بشكل دائم في الوقت الراهن وكذلك الخضوع لشروط حركة “حماس”, وبدورها الأخيرة لا تستطيع التفريط بالإنجازات التي تحققت في عملية “طوفان الأقصى” ولا التفريط بصمود المقاومين وبسكان غزة الأسطوري. ولا يمكن أمام هذا الصمود والتضحيات إلا انتزاع أثمان تتعلق بالقضية الفلسطينية وبالحقوق الفلسطينية الطبيعية.
ما سيطيل أمد التفاوض لا سيما أنه دخل في التفاصيل انطلاقاً من المقترح الذي قدّمته حركة “حماس”, وعلى وقع استمرار الحرب في الميدان والعمل العسكري الإسرائيلي لاستغلال الوقت لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات العسكرية والأمنية الوهمية. لكن المصادر ترجّح التوصل الى اتفاق هدنة بدفع أميركي وبالضغط على “إسرائيل” وعلى الوسطاء الذين يتفاوضون مع حركة “حماس”.
وسجلت الجبهة الجنوبية تراجعاً نسبياً في وتيرة العمليات العسكرية على الحدود, مع تراجع احتمالات توسيع الحرب لأسباب عدة وفق ما يشير مصدر مطلع على الوضعين الميداني والسياسي لصحيفة “البناء” والذي يلفت الى أن لا “إسرائيل” تتحمل توسيع الجبهة مع لبنان في ظل غرقها في وحول حرب الاستنزاف في غزة إضافة الى قوة حزب الله العسكرية والصاروخية والاستخبارية والميدانية والتي أظهر جزءاً بسيطاً منها. وقد وجّه رسائل نوعية عدة تلقفتها “إسرائيل” والتزمت بقرار عدم خوض حرب واسعة النطاق لأن من شأن ذلك إلحاق دمار هائل في كامل أنحاء “إسرائيل” وتعميق الهزيمة الاسرائيلية بعد هزيمة غزة, ولا حزب الله بدوره يريد توسيع الحرب لتجنيب لبنان التداعيات. لكن أي عدوان واسع على لبنان فإن حزب الله سيخوض هذه الحرب بلا أيّ تردد.
وتشير أوساط دبلوماسية مطلعة لصحيفة “البناء” إلى أن “إسرائيل أنهِكت خلال شهور الحرب وهي لم تعتدْ على خوض حروب أكثر من 4 أشهر, لذلك وصلت إلى طاقتها القصوى في الحرب ولا تستطيع الاستمرار أكثر, لذلك تريد وقف الحرب لكن بشروط وضمانات وصورة توحي بالعلن على أنّها انتصرت ولم تهزم, أو على الأقل تخفيف حدّة وتداعيات الهزيمة. وكذلك الأمر توسيع الحرب لم يعُد خياراً واقعياً وعملياً. وهذا ما يدركه المسؤولون الإسرائيليون وكذلك الإدارة الأميركية التي تبذل جهوداً كبيرة لمنع توسيع الحرب على الحدود اللبنانية لأنها تدرك عواقبها وتداعياتها على إسرائيل أولاً وعلى معادلات الردع وميزان القوى في المنطقة”.
واستبعدت الأوساط قيام “إسرائيل” بحرب شاملة على لبنان, مرجحة بقاء الوضع ضمن الوتيرة نفسها, حتى التوصل الى هدنة أو وقف إطلاق النار في غزة, ما ينسحب على جبهة الجنوب.