العطر الأصلي إن وُجد بات مكلفًا.. والعطر التركيب بـ 15 دولار
صدى وادي التيم-متفرقات/
عندما تنطق كلمة “هدية”، تأخذك مخيّلتك حتمًا ومن دون استئذان إلى شراء العطر.
والعطر هو من أفضل وأرقى أنواع الهدايا، لاسيّما أنّه حاجة أساسية لكل فردٍ لكافة الأعمار والأجناس.
ويعتبر العطر أيضًا، جزءًا جوهريًا من شخصية المواطن اللبناني، على اعتباره ورغم كل الظروف الصعبة التي يمرّ به، هاويًا للموضة ومهتمًا بنظافته وترتيبه أينما كان. لكنّ المشكلة باتت اليوم في ارتفاع سعر العطور الأصلية. فهل زمن “العطر الجميل” ولّى؟
العطور الأصلية والتقليد
يميل البعض إلى العطور الثقيلة والعالية الديمومة والثبات كالعود العربي، والروائح الأجنبية المعروفة مثل “شانيل” و”سوفاج” وغيرها فيما يفضل آخرون العطور الخفيفة الحمضية ورحيق الفواكه.
ولكن، العطر لم يعد يهمّ شريحة كبيرة من المواطنين اللبنانيين، على اعتبار أنّ الرخاء والرفاهية باتا من ماضي الزمن الجميل. وبدأت مرحلة البحث عن بدائل أقل تكلفة في زمن الانهيار المالي وبلوغ الدولار رقمًا قياسيًا لامس المئة ألف ليرة لبنانية تقريبًا.
لذلك، تعتمد محال العطارة الصغيرة على بيع العطور البديلة أو الأصناف غير الأصلية على اعتبارها أقلّ سعرًا، فيما تنشط شركات تؤمن زيوتًا عطريةً مستوردةً من الخارج. وهناك أيضًا بعض وكلاء العطور الأجنبية الذين يحاولون قدر المستطاع تأمين سلعهم بأسعارٍ مدروسةٍ لهدف بيع أكثر ومنافسة أكبر ولو بربحٍ أقلّ.
العطور المُهرّبة والتّقليد
يعتمد البعض على شراء العطور المُهربة، بطريقة غير شرعية، على اعتبارها ذات جودة عالية وفي الوقت عينه بأسعارٍ جيّدة.
بينما يحاول القسم الآخر، تشجيع العطور المحلية الطبيعية، التي تبيعها المشاريع الصغيرة والمُربحة في لبنان.
الأغنياء الأوفياء للعطور؟
تباع عبوات العطور الأصلية بـ200 دولار وصولًا للـ400 دولار وأكثر.
وصحيح أنّ محال العطور الأصلية، حافظت على زبائنها الأوفياء، لكنّها في المقابل خسرت ذوي الدخل المتوسط والموظفين وأيضًا ميسوري الحال، وباتت تعتمد فقط على الأغنياء لبيع عطورها.
التوجّه نحو شراء العطور المركبة
بات واضحًا توجّه العديد من اللبنانيين (الفقراء- ذوي الدخل المحدود والموظفين) إلى محال تركيب العطور البديلة لشراء عطورهم اليومية التي باستطاعتهم استعمالها متى شاؤوا.
ولاحظ أصحاب محال بيع العطور ازديادًا في الطلب على العطور المركبة (لاسيما الزيوت الفرنسية المشابهة للعطور الأصلية) ليستخدموا التركيبة المشابهة، لأنّه ورغم كل شيء، يبقى الفرد اللبناني أنيقًا ومواكبًا للموضة.
العطورات المميزة حكرًا على الأغنياء فقط
وفي حديثه لموقع “الأفضل نيوز”، يؤكد الأستاذ رامي كسار، صاحب عطورات مركّبة في جونية، أنّ “العطورات المميزة أصبحت حكرًا على الأغنياء فقط، متأسفًا، نتيجة تدهور وضع المواطن اللبناني على اعتبار أنّ العطورات الأجنبية بقيت على حالها، بأسعارها بالدولار.
ويؤكد أنّ قنينة العطر التي كانت بـ100 دولار، ارتفع سعرها ليصبح 200 وأكثر.
وعن سؤال كيف تأثرت عملية البيع والشراء في مجال العطور، أشار كسار إلى أنّ “البيع تأثر بشكلٍ كبيرٍ لاسيّما العطورات الفخمة، كون أسعارها عالمية، لذلك خفّت القيمة الشرائية للعديد من الزبائن.
أمّا العطور المركبة، أيضًا لا زالت متأثرة بالأزمة الاقتصادية حتى الساعة، لأنّ شريحة كبيرة من الزبائن، أي الطبقة الشعبية، التي كنّا نعتمد عليها، يستصعب عليها جدًا تركيب العطورات اليوم.
وعن كيفيّة مواجهة هذا القطاع، اعتبر أنّ “الحلّ الوحيد اليوم، هو دراسة الأسعار ومحاولة استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن المختلفة، وبيع العطر الأصلي (100 مل) بـ100 دولار، وبيع عطورات التركيب التقليد (أيضًا 100 مل) وبنفس الحجم، بـ10 دولار فقط. لكنّ الأمر صعب اليوم.
لا رقابة ولا نقابة
على الرغم من أنّ هذا قطاع يفيد الاقتصاد المحلي ويحرّك العجلة الاقصادية، إلّا أنّه متروك من قبل الدّولة.
والمشكلة الأساس تكمن في عدم وجود نقيب حتّى الساعة لهذا القطاع.
أمّا المشكلة الأكبر تقع على عاتق التجار الذين يحاولون احتكار السوق بمنتجاتهم وبيعها بأسعارٍ متفاوتة من دون حسيبٍ أو رقيب.
وأنتَ؟ أيّ صنفٍ من العطور تشتري؟
المصدر: مارينا عندس – الأفضل نيوز