الغاز اللبناني الى الواجهة من جديد

صدى وادي التيم-لبنانيات/

يُظهر الاكتشاف الأخير للغاز في حقل “كاريش” الواقع في جنوب لبنان، بغاية الوضوح أن على لبنان فعل كل ما في وسعه ليمهّد الطريق أمام صناعة النفط والغاز البحرية الخاصة به، وعلى وجه التحديد من خلال تسوية الحدود البحرية مع قبرص وسوريا، فليس مستغرباً أنهم وجدوا المزيد، وذلك يؤكد ما كان يعرفه الخبراء منذ سنوات عدة ولم يتمكنوا من تحديد موقع جميع الموارد الموجودة في قاع بحر شرق المتوسط، بما في ذلك الرواسب النفطية التي تنتظر الاكتشاف قبالة سواحل لبنان.
والموضوع الأهم يكمن في مشكلة ألا وهي المأزق السياسي المعقّد الذي يعيشه لبنان قد تسبّب بتأخيرٍ كبير في تطوير قطاع الهيدروكربونات البحرية الناشئ في البلاد.
من جهة أخرى، وبعد سنة ونصف السنة مضت من الفراغ في سدة الرئاسة والبلاد ما زالت تلف وتدور في ذات الحقل الحافل بالتناقضات ولم يسجل اي تراجع من اي طرف عن شروطه التي احبطت المساعي الداخلية ومحاولة صياغة التوافق على رئيس واحبطت الجهود الفرنسية وكذلك القطرية وخيبت مساعي اللجنة الخماسية من دون ان تستغل فرصة الحل التي توفرها لاعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان، ما يؤكد بما لا يقبل الشك ان بعض الاطراف الفاعلة المحلية لا تريد رئيسا للجمهورية بل لا تريد بلدا.  
وهذا ما يعزز اليقين بالبقاء على هذه الحال من الفراغ الرئاسي ليس فقط حتى نهاية ولاية المجلس  النيابي الحالي انما لسنوات طويلة ، فالتوازن السلبي القائم يجعل من الصعب الرهان على امكان انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور الا اذا حدثت صدمة من شأنها دفع الجميع لجعل الاستحقاق امرا واقعا.
وهذه المشهدية تنسحب على كل من الحراكين المحلي بدءا من دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الحوار وصولا الى تحرك كتلة الاعتدال الوطني وما بينهما، والخارجي المتجسد في مسعى الدول الخماسية الرامي الى تقريب وجهات النظر ووضع خارطة طريق لالية انتخاب الرئيس من غير الدخول في الأسماء، غير ان الجامع المشترك بين كل هذه الطروحات الرئاسية هو التوافق المفقود الذي من دونه لا انتخاب رئيس ولا قيامة للبنان المرتكز الى هذا المبدأ الذي ما اختل الا وانتج المصاعب والمشكلات على ما شهدنا منها منذ العام 1975الى اليوم .
في حين أفادت تقارير بأنّ بعض المكونات المعنية بالملف الرئاسيّ بدأت تراهن على متغيّرات، في مرحلة ما بعد الحرب ووقائع جديدة، في المنطقة وفي لبنان، قد تتيح لها ما تعتبره حسم الانتخابات الرئاسية لمصلحتها.
كما تشير معلومات ان النائب محمد رعد وضع الرئيس السابق ميشال عون في اجواء اجتماع الرئيس نبيه بري  مع اموس هوكستين ، وان النائب رعد ابلغ عون بان هناك تسوية يجري العمل عليها مع الامريكان عنوانها تطبيق 1701 مقابل انتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ، وبان حزب الله حريص على مشاركة التيار في الصفقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى