14 آذار… شهداء على طريق لبنان
صدى وادي لتيم-لبنانيات/
تبقى الذكرى السنوية ل14 آذار 2005، ماثلة في أذهان اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والسياسية والحزبية، إذ التقوا في لحظة تحوّل تأسيسية في تاريخ لبنان على موقف واحد، تجاوزوا فيه كل الإنقسامات الطائفية والسياسية والمناطقية، في ساحة الشهداء وفرضوا مشهداً وطنياً معبّراً عندما احتشدوا متجاوزين كل العقبات من أجل الإعتراض على الإغتيال السياسي الذي بدا في ال2005، واستمرّ لسنوات سقط خلاله شهداء بالعشرات “على طريق لبنان”. فتحوّلت 14 آذار من تظاهرة إلى حركة إجتمع فيها مئات الآلاف تحت عناوين واحدة هي الحرية والسيادة والإستقلال، وما زالوا حاضرين رغم غياب الإطار السياسي لتحالف 14 آذاربعد تشرذم مكوّناته.
واليوم وعشية هذه الذكرى، وبينما يمرّ لبنان في أصعب وأحلك وأخطر مراحله، ويتعرّض لحرب إسرائيلية مدمّرة جديدة، يستذكر الأمين العام السابق لقوى الرابع عشر من آذار، الدكتور فارس سعيد مشهدية 14 آذار وشهداءها، مشيراً إلى أنه “منذ 20 عاماً هناك من استشهد من أجل لبنان ووحدته، ونفّذت إنتفاضة سلمية أخرجت الجيش السوري من لبنان، وهؤلاء الشهداء كانوا مسلمين ومسيحيين وهم مع الوحدة الوطنية والدستور والقوانين”
ويذكِّر سعيد، أنه “في العام 2006 وخلال حرب تموز، فاوضت الحكومة مع الخارج من أجل القرار 1701، وكان حزب الله وراء الحكومة، بينما اليوم، وبعد انهيار الوسط السياسي اللبناني الذي أحدث توازناً مع حزب الله، أصبح المفاوض مع الخارج هو حزب الله، والدولة اللبنانية هي خلف الحزب”. ويلفت إلى أنه “في حال أراد الغرب أو دوائر القرار العربية الإستقرار في المنطقة، وضمان أمن جنوب لبنان وأمن إسرائيل، هناك عنوان واحد هو حزب الله ومن خلفه إيران، بينما في السابق كان العنوان حكومة لبنان ومن خلفها 14 آذار”.
ويشدّد الدكتور سعيد، على أن “الشهداء الذين سقطوا من ثورة الأرز، إنما هم سقطوا على طريق لبنان، من أجل أن يعود الجنوب إلى كنف القرار اللبناني لتنفيذ القانون وضبط الحدود اللبنانية ـ السورية، ومن أجل أن يكون تمثيل ديبلوماسي بين لبنان وسوريا وليكون الدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية وقرارات الشرعية العربية الفيصل لاستقرار لبنان”.
ويخاطب سعيد، “الذين يدّعون بأنهم في وجه حزب الله”، مؤكداً أن “الحل ليس في وحدة المعارضين أو في وحدة الطوائف، بل إنه في وحدة لبنان”، معتبراً أن “14 آذار لن تتكرّر، ولكن مبادئها يجب أن تعود بالإسم الذي يراه اللبنانيون مناسباً، بمعنى أن البقاء على المبدأ هو وحدة اللبنانيين في وجه المصاعب، وليس وحدة السنّة أو الشيعة أو المسيحيين، أو الدروز، فالمسيحيون كانوا يتحدثون عن انتخاب رئيس للجمهورية، فباتوا يتحدثون عن انتخاب رئيس للبلدية، والسنّة كانوا يقولون نحن أمة فباتوا يريدون زعيماً مثلهم مثل غيرهم، والدروز يقولون إنهم يكتفون بإدارة مدنية، والشيعة يعتقدون أن الهواء في عباءتهم وسيبقى فيها”.
المصدر: ليبانون ديبايت – فادي عيد