حاخام “السفرديم” الأكبر: إذا أجبرونا على التجنيد في “الجيش” سنغادر “إسرائيل”
صدى وادي التيم – أمن وقضاء /
أثار تصريح الحاخام الأكبر لـ”السفارديم” في كيان الاحتلال، يتسحاق يوسف، بشأن التهديد بـ”السفر إلى الخارج في حال إلزامهم بالتجنيد”، والذي نقله موقع “واي نت” التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، ضجةً كبيرة داخل الكيان.
وهدّد يوسف بمغادرةٍ جماعية لـ”إسرائيل”، حيث قال على خلفية مناقشة قانون التجنيد: “قبيلة ليفي معفاة من الجيش، ولن يتم أخذهم تحت أي ظرف من الظروف، إذا أجبرونا على الذهاب إلى الجيش سوف نشتري التذاكر ونسافر جميعاً إلى الخارج”.
وانتقد يوسف من وصفهم بـ”الإسرائيلييين العلمانيين”، مُعتبراً أنّهم الذين “لا يفهمون أنّه من دون التوراة لن يكون هناك نجاح للجيش”، ومعتبراً حديثهم عن المساواة في العبء “كلاماً فارغاً وأكاذيب”.
وقال يوسف: “هم (في إشارةٍ إلى العلمانيين) من يتهربون من التزام يهودي عمره ثلاثة آلاف عام، لا نحن، وليس الأمر أننا نساهم في تحمل العبء فقط، بل نحن وحدنا الذين نساهم”.
يُذكر أنّ والد الحاخام الأكبر الحالي، هو زعيم حزب “شاس”، عوفاديا يوسف، والذي كان قد أطلق تهديداًَ مماثلاً في العام 2013، حيث قال إنّ “خطراً شديداً يحوم فوقنا، إنّه تجنيد المدارس الدينية”، ومضيفاً: “إننا في حزن وخطر عظيمين، احفظوا أبناءكم، احفظوا أبناء أبنائكم الذين سيشتغلون بالتوراة. مهما كان الأمر، فسوف يخرج عن أيدينا، سيتعين علينا مغادرة إسرائيل بأمان، والسفر إلى الخارج”.
وتأتي خطورة تصريح يوسف الأخير، في توقيته الذي يتزامن مع المعارك المستمرة التي يخوضها الاحتلال منذ أكثر من خمسة أشهر على جبهتين، في قطاع غزة وفي شمالي فلسطين المحتلة، ويتكبّد فيها خسائر قاسية بصورةٍ يومية، مع اهتزاز واضح في جبهته الداخلية، وخلافات حادة بين قادته السياسيين، وتعرض عدد كبير من جنوده لأزمات نفسية، وفقاً لما ينقله الإعلام الإسرائيلي.
ويأتي تصريح يوسف تعبيراً عن حالة من الغضب تسود في أوساط اليهود المتشددين مع تصاعد الضغوط لأجل إلغاء سياسة الإعفاء الشامل لطلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية.
تصريحات يوسف خلفت ردود فعل معترضة، حيث قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد: “كلمات الحاخام يوسف هي وصمة عار وإهانة لجنود الجيش الإسرائيلي الذين يخاطرون بحياتهم من أجل حماية الدولة. الحاخام هو موظف دولة، يتقاضى راتباً من الدولة، لا يستطيع أن يهدد الدولة”، مضيفاً: “لن يحصل على فلس واحد من دولة إسرائيل”.
وبدوره، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، كتب على حسابه على موقع “إكس”: “بدون واجبات لا توجد حقوق. من العار أن يواصل الحاخام يتسحاق يوسف، ورجال الأعمال الأرثوذكس المتطرفين الإضرار بأمن إسرائيل”.
حركة “أمهات على الجبهة” اعتبرت أنه لا تعارض بين تعلم التوراة والالتحاق بـ”الجيش”، مستشهدة بالعبارة المأخوذة من التوراة “إخوتكم يذهبون إلى الحرب وأنت تجلسون هنا؟”، لتخلص إلى أنّ “لا يخشى التجنيد إلا من ضعف إيمانه”.
وقالت منظمة “إخوة السلاح” الإسرائيلية: “بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لا مكان لنا ولهم في إسرائيل، وما كان لن يكون. انتهت 75 سنة من عدم المساواة. هذا الخميس سنشارك جميعاً في مسيرة من أجل المساواة في تحمل الأعباء، لأننا لن نسمح بعد الآن بالتمييز بين الدم والدم”.
وكانت المواجهات قد تجدّدت، الأحد الفائت، بين عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ومتظاهرين من “الحريديم”، خلال احتجاجهم على قانون التجنيد في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت “القناة 12” الإسرائيلية، بأنّ المئات من “الحريديم” يتظاهرون ويغلقون الطريق السريع في القدس المحتلة. وهتف متظاهرو “الحريديم” بـ “نموت ولا نتجنّد”، كما أكّد الإعلام الإسرائيلي أنّ منطقة الاحتجاج شهدت توتراً كبيراً بين قوات الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين.
وتأتي الاجتجاجات على خلفيّة إبلاغ المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، المحكمة العليا للاحتلال، أنّه اعتباراً من 1 نيسان/أبريل 2024، لن يكون هناك أساس قانوني لتجنّب تجنيد اليهود المتشددين “الحريديم” في “الجيش” الإسرائيلي.
وتعد مسألة مشاركة “الحريديم” في “الجيش” من أكثر المواضيع حساسية وتوتراً في “إسرائيل”، إذ يعارض العلمانيون عدم تجنيد اليهود المتدينين واكتسابهم ميزاتٍ أكثر من غيرهم.
يُذكر أنّ اليهود المتشدّدين يتمتعون منذ فترة طويلة بالإعفاءات من الخدمة العسكرية، إذ يعدّون الاندماج مع العالم العلماني “تهديداً لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم”..
(الميادين نت)