الم الاسنان علاجه الدّولار…!
صدى وادي التيم-متفرقات/
إنّ الاهتمام بصّحة الأسنان، عنوان الحصول على ابتسامة برّاقة وجذّابة في آنٍ واحد، وكسب المرء الثّقة بالنّفس؛ لأنّ عدم العناية بها يمثّل عاملًا أساسيًّا لتسوسها ونخرها، وعندما تدفعه آلامه إلى العيادات الخاصّة، يجد نفسه عاجزًا عن تسديد تكاليف علاج باهظة الثّمن.
إنّ معظمَ المستلزمات والموادَّ الطبيّة مستوردةٌ، ومن الطّبيعيِّ أن تزيدَ الكلفة على المُواطن بغضِّ النظر عن الأتعاب التي يتقاضاها الطّبيب.
في هذا الصّدد، تحدّث موقعُ الأفضل نيوز مع طبيب الأسنان حسام سعيد الذي قال: “إنّ الخدمات الطبيّةَ المختصّة بالأسنان، تأثّرت كثيرًا في بِداية الأزمة، فحين ارتفع سعر الدّولار، انخفضت أسعار المواد والأدوات المستخدَمة في طبّ الأسنان إلى أقلَّ من النّصف (بالدّولار)، ونتيجةً لارتفاع سِعر الدّولار مقابل العملة اللّبنانيّة، قلَّت أعداد المَرضى الذين يرتادون عِيادات الأسنان”.
وتابَع سعيد: “بعد فترةٍ قصيرةٍ عاوَدت أسعار الموادّ والأدوات الطبيّة إلى الارتفاع، واعتادَ النّاسُ على ارتفاع سعر الصّرف، وزاد الإقبال على عيادات طبّ الأسنان وكأنّنا لسْنا في أزمةٍ ماليّة؛ ليبقى المُواطن الفقير عاجزًا عن الحصول على الخدمات الطبيّة”.
اشتدّت الأزمةُ على أطبّاء الأسنان، وبالتّالي على المُواطن الذي يتحمّل العبءَ الأكبر. فهذا الارتفاع الكبير في الأسعار، قد يمنعه من التّوجه إلى عيادة طبّ الأسنان، مهما كانت الحالةُ ملحّةً لذلك.
في هذا الإطار، تقول السيّدة جنى لموقعنا: “إنّني أُعاني منذ فترةٍ طويلةٍ من ألمٍ في أسناني وصعوبة في المضغ، لكن أجّلتُ علاج أسناني وأضراسي حتى تتحسّنَ أحوالنا الماديّة، وأعتمد على العلاجات المؤقتة؛ لتسكين الألم”.
وأضافت: “الأولويّةُ اليوم هي لتأمين الطعام والشّراب وسُبل عيش العائلة، فزيارة طبيب الأسنان باتت مغامرة وأصبحت حكرًا على ميسوري الحال”.
على الرغم من كونِ أمراض الأسنان مِن أكثر الأمراض التي تستدعي التّدخّل الطّبي، إلّا أنّ الكثيرين يتغاضون عن ذلك، ويحاولون التّحايل على أنفسِهم باستعمال الطُّرق البدائيّة في تخفيف حدّة الآلام.
في هذا السّياق، تحدثت لموقعنا السيّدة رُبى (سكرتيرة طبيب أسنان): “إنّ العددَ الأكبرَ من المواطنين غيرُ قادرين على تغطية تكاليف علاج أسنانهم؛ الأمرُ الذي يَدفعهم للاستدانة، لا سيّما أنّ الكثير مِنهم تخلّوا عن متابعة العلاج نظرًا لعدم قدرتهم على تسديد أقساطه”.
في خضّم الأزمات، لم يبقَ للمُواطن إلّا الخَيار الأقلُّ سوءًا… فالمجتمعُ بكامله، يحتاجُ إلى الخروج مِن غرفة الإنعاش؛ ليَعيَ ما يُحيط به مِن أخطارٍ، ويضع الضّوابط والآليّات لمحاصرة كلّ أشكال الإهمال، حتّى يتوقفَ هذا النّزيف.
والسّؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل بتنا اليوم في زمن التأقلم مع نقص حاجاتنا الملّحة، أَم أنّنا فقط في صراعٍ من أجل البقاء؟.
المصدر: أماني النّجار – الأفضل نيوز