معركة طائرات في سماء لبنان.. هذا ما قد تشهده بيروت!
صدى وادي التيم-امن وقضاء/
حادثة إسقاط “حزب الله”، أمس الإثنين، لطائرة مُسيرة إسرائيلية فوق إقليم التفاح – جنوب لبنان، حملت رسائل “نارية وعسكرية” لا يمكن التغاضي عنها أبداً.
عملياً، فإن ما حصل لم تستطع إسرائيل تحمله، ولهذا السبب شنّت غارات في عمق لبنان استهدفت مدينة بعلبك البعيدة عن الحدود الجنوبية مسافة 100 كلم تقريباً. “الإنتقام الإسرائيلي” كان واضحاً وتجلّى أيضاً في تنفيذ عملية إغتيال طالت المسؤول في “الحزب” حسن سلامة في بلدة المجادل.
إن تم النظر في عمق ما فعلته إسرائيل، سيتبين أن الإصرار على “تعميق الإستهدافات” بات وارداً بشدّة طالما تعتبرُ أن “حزب الله” يلجأ إلى “المس” بـ”خطوط حمر عسكرية” من الممكن أن تكسر من هيبة الجيش الإسرائيلي أو تضع حداً لـ”ورقة قوة” يتمتعُ بها.
ما هي رسائل ضربة “إسقاط الطائرة”؟
الرسالة الأولى من “إسقاط الطائرة” تتجلى في أن “حزب الله” أبلغ العدو عبر الميدان بأن لديه أنظمة دفاع جوية متطورة، يمكنها إستهداف ما يحلو لها من طائرات، سواء مُسيرة أم حربية.
المسألة هذه تعتبرُ “مُرعبة” جداً بالنسبة للإسرائيليين، وهو أمرٌ تحدثت عنه وسائل إعلام عديدة في تل أبيب خلال الساعات الماضية. فما يظهر هو أن الحزب أعطى إنذاراً لإسرائيل بأنّ القدرة الجوية الإسرائيلية ستكون تحت الإستهداف، وبالتالي لا يمكن لإسرائيل أن تتصرف براحتها في أجواء لبنان مثل السابق.
الرسالة الثانية قد لا تكون للمدى الحالي، بل قد تمتد لمدى أبعد وأبعد. بالأمس، كان القصف الذي طال الطائرة لافتاً من حيث “الخط الناري” الذي ظهر لحظة سقوطها فوق جبل الرفيع في الجنوب. المشهدُ هذا كان مهماً وبشدة وغير مألوف، ويحمل دلالات مباشرة باتجاه الإسرائيليين مفادها أنّ كل الطائرات في المستقبل القريب أو البعيد ستشهد السيناريو ذاته، وذلك في حال قررت إسرائيل اختراق أجواء لبنان، وتحديداً بعد إرساء تسوية سياسية تُنهي أزمة الجبهة مع لبنان من دون الذهاب إلى حرب.
الرسالة الثالثة وهي الأقوى تتمثل في إبلاغ “حزب الله” إسرائيل من الميدان بأنّ أنظمته تستطيع أن تتفوق على “أنظمة الإعتراض”، كما أنها كشفت عن “هشاشتها” في لحظة الحقيقة.
وتفصيلاً، فإن الحزب أطلق صاروخاً باتجاه الطائرة، إلا أن منظومة الدفاع الإسرائيلية المتمثلة بـ”مقلاع داوود” تمكنت من إعتراض الصاروخ الذي وجّهه الحزب باتجاه الطائرة. عندها، قام الأخير بإطلاق صاروخ آخر، فاستهدف المُسيرة وأسقطها.
إذا نظرنا قليلاً في خفايا الإستهداف، يتبين أنّ الحزب وجه ضربة جديدة لـ”مقلاع داوود”، فعملية إطلاق صاروخ ثانٍ مباشرة بعد الأول وبطريقة مباغتة، يمثل ثغرة أمنية قد لا تنجح إسرائيل في معالجتها إن شهدت تدفقاً للصواريخ باتجاهها.
الرسالة الرابعة وهي الأقسى، وتتمثل بأن يكون “حزب الله” قد نشرَ أنظمة الدفاع الجوي الخاصة به في مختلف المناطق اللبنانية وليس في الجنوب فقط. المسألة هذه واردة بشدة، وتقول مصادر معنية بالشؤون العسكرية إنه ليس مُستبعداً أن يكون الحزب قد نصبَ أنظمة الدفاع الجوي في بيروت، أو حتى في البقاع أو ضمن مناطق أخرى، وأضافت: “ما الذي يمنع ذلك؟ حزب الله بخطواته هذه بات بإمكانه التحكم بشكل أو بآخر بالمجال الجوي، وعندها ستشعر إسرائيل بالخوف والرعب، وستلجأ إلى تخفيف طلعاتها أكثر فأكثر حينما تتلقى ضربات قاضية مالياً وعسكرياً على صعيد الطائرات المُدمرة”.
وبحسب المصادر، فإنه في حال استخدم الحزب أسلحته المضادة للطائرات، عندها سيكون قد دفع بالإسرائيليين لإعادة حساباتهم المرتبطة بأي عدوان جوي، لاسيما أن مصير الطائرات الإسرائيلية في قلب المعركة سيُصبح مُهدداً بـ”التدمير”.
المفارقة الأكبر هنا هي أنّ إسرائيل ستكون غير قادرة على إعتراض أي صاروخ يُطلقه “حزب الله” باتجاه طائرات إسرائيلية فوق لبنان وتحديداً في مناطق جغرافية بعيدة عن الحدود. عندها، فإن دور “مقلاع داوود” سيندثر وكذلك القبة الحديدية، وبالتالي ستكون الطائرات تحت مرمى الحزب بسهولة، كما أن إسقاطها سيكونُ سهلاً.
لهذا السبب، فإنّ كانت النظرة الإسرائيلية إزاء ما قام به الحزب متسمة بـ”الصدمة”. وفي خلاصة القول، فإنّ ما يتبين هو أنّ “حرب المسيرات” باتت أكثر صعوبة وتتأجّج يوماً بعد يوم، وما يظهر أيضاً هو أن “حزب الله” يُحضر الكثير جوياً.. فهل سنرى طائرات تسقط فوق بيروت؟ وهل سنرى حرباً جوية من نوع جديد فوق لبنان؟