الحريري ينصح برئيس كيف ما كان: إقبلوا بلا شروط
صدى وادي التيم-لبنانيات/
كان اللافت تأكيد الرئيس سعد الحريري لبعض الوفود السياسية إتجاه المنطقة إلى تسوية كبرى، وخصوصاً سعودية – إيرانية، وأمام هذه التسوية دعا إلى إنتخاب رئيس «كيف ما كان»، والمهم أن يجلس في قصر بعبدا لأنّ خطر إطالة أمد الفراغ الرئاسي سيؤثّر على الدور والحضور المسيحيين.
ينطلق الحريري من نظرته للواقع من معطى التسوية التي قد تتم وتحمل رئيساً لا ترغب به المعارضة لكنه سيكون أمر واقع، ما يعيد إلى الأذهان محاولته إبرام تسوية 2015 مع رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية تُكرّس إنتصار إيران ومحور «الممانعة».
وبنفس المنطق، ردّد الحريري أمام زواره التمسكّ بـ»اتفاق الطائف» ونصح المسيحيين بانتخاب رئيس حتى لو لم يحظَ بدعم الأغلبية المسيحية، وذلك خوفاً من المؤتمر التأسيسي لأن مثل هكذا مؤتمر سيحدّ من الدور المسيحي بفعل موازين القوى الداخلية، فالمكون المُسلم قادر على تدبير أموره بينما المشكلة ستكون عند المسيحيين.
لم يذكر الحريري إحياء تسويته الرئاسية عام 2015 القاضية بانتخاب فرنجية أو التسوية الفرنسية السابقة، ولم يتناول أمام زوّاره مسألة من سيقطن السّراي بعد الرئيس نجيب ميقاتي وما إذا كان على متن التسوية الجديدة أو ستمرّ من دونه أيضاً، بل ركّز في كل محادثاته على القبول بالتسوية وعدم مواجهتها ولو كانت على حساب البعض.
يمكن تفسير كلام الحريري بعدّة معانٍ، وذهب بعض الأطراف إلى تلميح الحريري بقبول منطق «الثنائي الشيعي» بفرض الرئيس الذي يريده سواء كان فرنجية أو غيره، في حين هناك قراءة أخرى تنطلق من حرص الحريري على موقع الرئاسة الأولى ودور المسيحيين في النظام، لكن في كلتا الحالتين، ترى أطراف سياسيّة أن المواجهة مع مشروع «حزب الله» ومنطق «ربط النزاع» الذي إنتهجه الحريري مع «الحزب» لم يوصلا إلى أي مكان، لذلك لن يتم تسليم مفاتيح بعبدا مجدداً إلى «الحزب» مهما كانت التسوية، علماً أن الترويج بأنّ التسوية ستكون لمصلحة إيران كلام غير صحيح.
المصدر: نداء الوطن-ألان سركيس