حوش باي.. ملاذاً لاستجمام زوجة حاكم بعلبك في العصر الروماني

صدى وادي التيم-متفرقات/

«حوش باي»، موقع أثري يحوي بين ثناياه قنطرة من الآثار الرومانية تتموضع في الجنوب الشرقي لبلدة طاريا، وتمثل حتى اليوم نموذجاً لأقدم الآثار الرومانية في بعلبك ـــ الهرمل، وأكبر الموارد المائية في المنطقة، لاحتوائها على خمسة ينابيع عذبة، وتشير مصادر عدة أن «حوش باي» كان ملاذا للإستحمام بني لزوجة حاكم بعلبك الروماني.

يشير المؤرخ اللبناني عيسى اسكندر المعلوف في كتابه «تاريخ مدينة زحلة»، إلى أنّ «أضخم هيكل أقيم لجوبيتر هو في بعلبك، وأن مصغرات الهيكل أقيمت في حوش باي ونيحا»، موضحاً أن الرومان بنوا القنطرة المقببة من جملة ما بنوه في عام 60 قبل الميلاد. ويقول المعلوف إنّ الأب جوليان اليسوعي ذكر في كتابه (بعلبك وآثارها) أن «حوش باي قرية صغيرة بين شمسطار وكفردبش التابعة لبعلبك في منطقة قرب تلة باسمها، وفيها أطلال قلعة قد سقطت أعمدتها القنينية الشكل ونقلت حجارتها، وهناك آثار حمامات. ومن هذه الأطلال، قنطرة ضخمة من الحجارة ينبجس منها ينبوع غزير المياه يسقي أراضيها وما يجاورها، وهي الآن تابعة لقرية طاريا قرب شمسطار، وعلى هذه القنطرة كتابة رومانية تعريبها للمشتري الصالح جداً والعظيم جداً الهيليوبولي كوينتوس بربيوس روفوس».
وجد المعلوف في أطلال «حوش باي» حجراً رُسم عليه رأس ناتئ وحوله كتابات رومانية ظاهرة، فعمد من بعدها المعلوف إلى إرسال الكتابة إلى الأب سيبستيان رونزفال اليسوعي، والذي رد عليه بأن هذه «الكتابة لاتينية وهي تعني: نذر قيوس بن الفلان لأجل سلامته وسلامة زوجته وبنيه». وتمكنت قنطرة «حوش باي» التي لا تزال ماثلة حتى اليوم بحجارتها الكبيرة المتماسكة، من الصمود في وجه زلزال ضرب المنطقة في عام 1759، وأسقط قلعة «حوش باي» وثلاثة أعمدة من جوبيتر في بعلبك.

أما بالنسبة إلى التسمية، أن «حوش باي» من المصطلحات المستخدمة في العصر المملوكي، وهي تنقسم إلى كلمتين: «حوش» وتعني بيتاً، و«باي» وتعني الزعيم أو الملك، لتصبح التسمية «بيت الزعيم».