الأوتوستراد العربي يجسّد التفلّت الأمني في البقاع
صدى وادي التيم-لبنانيات/
مع الانهيار الاقتصادي الذي يرخي ظلاله على حياة اللّبنانيّين، يَنشد النّاس الأمن حيث تنتشر عصابات السّرقة و”التّشليح” على الطّرقات، وتزداد الأمور سوءًا في البقاع خصوصًا على طريق الأوتوستراد العربي في المنطقة الممتدة من المرج إلى مفرق عنجر، حيث تبدو أكثر وضوحًا وقد تحوّلت إلى مسرح لعملية السّلب والسّطو بقوّة السّلاح حتّى في وضح النّهار.
كمال أبو جودة: لا نستطيع ضبط الوضع بشكلٍ كامل
عشرات الاعتداءات على المواطنين من السّلب والسّرقة والسّطو تَحدث بشكلٍ يوميّ في البقاع والتي تقوم بها عشرات العصابات التي تَنشط في قُراه وبلداته وعلى طرقاته.
في هذا السّياق تحدّث موقع الأفضل نيوز مع محافظ البقاع كمال أبو جودة الذي قال: “هناك عمليات سلب على الأوتوستراد العربي، وقد قُمنا بتكليف دوريات لهذه الغاية، ولكننا لا نستطيع ضبط الوضع بشكلٍ كامل؛ بسبب الأوضاع الماليّة وكلفة إرسال الدوريات”.
وأضاف: “إنّ عملية الرّشق بالحجارة على السّيارات منها لغاية السّطو ومنها لغاية الأذية مِن قِبل بعض الفتيان الساكنين على جانبي الأوتوستراد”.
وتابع قائلًا: “قد قامت بلديات عنجر واتّحاد بلديات البقاع الأوسط بإرسال كتاب لي بهذا الخصوص، وقُمت بإبلاغ قيادة المنطقة لكل من مديرية مخابرات الجيش ومديرية الأمن الداخلي، وقاموا بتسيير دوريات ولكن ليس بشكلٍ دائم . وليس لدينا إمكانيات لوضع كاميرات نظرًا لانقطاع الكهرباء لفترات طويلة كما إنها ستصبح عرضة للسّرقة كما حصل بخصوص كابلات التمديدات الكهربائية”.
الأمن الذاتي هو الحل
ارتفعت الأصوات الدّاعية لاعتماد الأمن الذاتي في المناطق؛ بسبب تعذّر وجود عناصر أمنيّة على الأرض وارتفاع نسبة السّرقة.
في هذا الصدّد، تحدّث موقعنا مع أحد رتباء القوى الأمنيّة وقال: “خلال الشّهر الحالي أُبلغنا بست حالات سلب، تعرّض لها العابرون بسيارتهم على الأتوستراد العربي، كما تمّت خلال هذا الشّهر سرقة كابلات الكهرباء الداخلية للأتوستراد والتي تبلغ قيمتها حوالي ال ٣٠٠ ألف دولار أميركي، وتبيّن أنها عصابات معظم أفرادها من السورييّن”.
أمّا في ما خصّ الدّوريات المسؤولة عن أمن محيط منطقة الأوتوستراد قال: “إنها قليلة نظرًا للوضع المالي الذي تعانيه مديرية قوى الأمن الدّاخلي كباقي مؤسّسات الدّولة، بحيث إن هناك عجزًا في تأمين الوقود لآلياتها وصيانتها، ما يحول دون تواجدها على الدّوام ويكاد يكون خروجها نحو أي مكان على إثر بلاغ من أحد المواطنين، فعنصر القوى الأمنية الذي يتقاضى راتبًا أقل من ٢٠٠ دولار في الشّهر لن يرمي نفسه في الخطر”.
وأضاف: “من يتّم إلقاء القبض عليه من أفراد عصابات السّرقة فإنه يُسجن لمدّة شهرين أو ثلاثة أشهر”.
سالك طريق الأوتوستراد العربي يقع في المصيدة
تتكرّر حوادث السّطو والسّلب على طريق الأوتوستراد العربي، حيث بات كل العابرين على هذه الطّريق عرضة أن يكونوا ضحيّة هكذا أعمال، وتقوم هذه العصابات بتكليف أولاد صغار لرشق السّيارات العابرة بالحجارة ووضع عراقيل في طريقهم، وعند نزول السّائق لتفقّد الأضرار، ينقضّ عليه أفرادها لسلبه ما يحمل من أموال وأشياء ثمينة وفي بعض الأحيان يسلبون منهم سياراتهم.
ومن الأمثلة، السّيد ع.أ. الذي تواصلنا معه وقال: “منذ أسبوع تعرّضت لاعتداء، نتَجت عنه أضرارٌ ماديّة في سيارتي جرّاء الرّشق بالحجارة لكني أكملت طريقي حتّى لا أقع في مصيدتهم”
انتُهكت جميع حقوق المُواطن اللّبناني الصّحيّة والاجتماعيّة والماليّة والأمنيّة نتيجة تفكّك الدّولة وانحدارها نحو الانهيار التّام. وفي حال استمرت الأمور من دون إجراءات أمنية حازمة فنحن في طريقنا للفلتان الأمني والفوضى التي ستكون سببًا لدعوات الأمن الذاتي وهنا تكمن الكارثة الكبرى. والسّؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل نحن أمام المجهول في كلّ مِفصلٍ من مفاصل حياتنا؟.
المصدر: أماني النّجار – الأفضل نيوز