عرض زواج بين القبور

 

عرض زواج بين القبور

🔹لاحظ “باسم” حالة “عبير” النفسيّة المتردّية بعد أن شاهدها داخل إحدى المقابر تقرأ الفاتحة عن روح والدتها. اقترب منها محاولاً تهدئتها ومسح دموعها. داخل المقبرة عرض الشاب الزواج على الفتاة ومن ثمّ اصطحبها الى الفندق. لكن هل تمّ الزواج فعلاً ولماذا تقدّمت “العروس” بشكوى قضائيّة بحق “عريسها الموعود”؟.

التفاصيل أوردها حكم قضائي صادر عن محكمة جنايات بيروت برئاسة القاضي سامي صدقي جاء فيه:

تعمل “عبير” مع شقيقتها الكبرى في صالون للتزيين النسائي تملكه الأخيرة، وقد حصل خلاف بينهما ما دفع الأولى الى مغادرة الصالون قاصدة الجبّانة الكائنة في محلّة قصقص لتزور قبر والدتها. وأمام القبر وقفت “عبير” تقرأ الفاتحة عن روح الوالدة وهي تذرف الدموع اشتياقاً. من بعيد كان “باسم.ع” يُراقب المشهد، وما إنّ همّت الصبيّة بالخروج حتى اقترب منها ومسح دموعها وسألها عمّا إذا كانت على خلاف مع ذويها.

أومأت الفتاة للشاب الثلاثيني بالإيجاب، حينها عرض عليها المساعدة وطلب منها الزواج فوافقت. لم يفِ “باسم” بوعده وبدل أن يصطحب الفتاة الى رجل دين لعقد قرانهما، أخذها الى أحد الفنادق حيث قام بممارسة الجنس معها ثمّ نقلها الى منزل أهله حيث مكثت هناك ستّة أيّام كان خلالها يُمارس الجنس معها وعاد ونقلها الى مخيم عين الحلوة حيث أقاما في منزل يعود لصديقه وبعد عدّة أيّام أعادها الى منزل ذويها.

سارعت “عبير” الى تقديم شكوى بحق “باسم” الذي تخلّف عن حضور جلسات التحقيق في مراحله الأوليّة الإستنطاقيّة، فيما تبيّن أنّ المدعى عليه هو من أصحاب السوابق في قضايا مخدّرات وسرقة. لكنّ المتهم عاد وحضر أمام الهيئة الإتهامية وباستجوابه أنكر ما نُسب اليه، زاعماً أنّه قام بمساعدة المدّعية وتهدئتها حين وجدها بحالة سيئة وكانت تودّ الإنتحار، فاصطحبها الى منزل أهله حيث باتت مع شقيقاته ولم يُمارس الجنس معها فيما أكّدت هي ذلك خلال التحقيق.

أمام المحكمة تخلّفت المدعية عن الحضور، وأصرّ المتهم على السير بالمحاكمة من دون محامٍ بعد إفهامه حقوقه القانونيّة، وخلصت المحكمة الى تجريمه بالإجماع وانزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقّتة به لمدّة ثلاث سنوات على أن تحسب مدّة توقيفه، ولم تحكم المحكمة بعطلِ وضرر للمدعية بسبب تخلّفها عن الحضور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى