المشروع الحلم… أين أصبح نفق ضهر البيدر؟

صدى وادي التيم-لبنانيات/

تهدّد الانهيارات المستمرة على طريق ضهر البيدر بقطع شريان حيوي أساسي يربط الساحل بالبقاع، ومنه بسوريا والعراق. والأخطر أن الدولة عاجزة عن اتخاذ أي اجراءات عملية لتأهيل الطريق الدولية، في حين أن وزير الأشغال علي حمية يرفع الصوت لزيادة موازنة وزارته كي يتمكن من تأهيل البنى التحتيّة والطرقات. 

هذا الخطر المحدق بضهر البيدر، هذه الطريق التي تُعتبر أساس قطاع الترانزيت الذي طالما تميّز به لبنان، يعيد الأضواء الى نفق ضهر البيدر الذي أُقرّ في العام 2019، والذي كان سباقاً من حيث الرؤية لربط لبنان بالمنطقة وتفعيل حركة التجارة عبر لبنان وإحياء منطقة البقاع صناعياً، هذا إضافة إلى وضع حد لمعاناة المرور على هذه الطريق والتخلّص من أزمة الشاحنات. فماذا حلّ بهذا المشروع؟

أشار النائب ميشال الضاهر إلى أن هذا المشروع كان يرتبط بمرفأ بيروت ويهدف لتحويله الى مرفأ تجاري يخدم سوريا والعراق، متسائلاً “هل هي صدفة أن ينفجر مرفأ بيروت بعد أقل من شهرين على إقرار مجلس النواب مشروع نفق ضهر البيدر؟”.

أقرّ المشروع في العام 2019، أي قبل 4 سنوات من اتفاق قادة الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات، إضافة إلى دول من الاتحاد الأوروبي، على إنشاء ممر التجارة من الهند، في اجتماعهم في نيودلهي على هامش قمة العشرين في أيلول 2023، والذي سيعبر دول الشرق الاوسط وصولاً الى حيفا، مع استثناء لبنان الذي لا زال يلملم تداعيات انفجار الرابع من آب الذي أخرجه من معادلة المنطقة.
وهنا يعلّق الضاهر عبر موقع mtv بالقول: “لا أعرف الرابط بين إقرار المشروع عبر طريقة الـBOT وانفجار المرفأ. ربما علينا أن نعرف ماذا يحصل في حيفا”.
ورداً على سؤال حول المطلوب لتنفيذ المشروع وأين أصبح، يقول الضاهر بحسرة على ما آلت إليه البلاد: “المطلوب أولاً أن يكون لدينا دولة وقضاء وبلد مستقر كي تأتي الشركات وتستثمر بالنفق”، سائلاً: “في ظل بلد غير مستقر أي شركة ستأتي وتستثمر؟”.
وفيما كشف أن تكلفة المشروع تبلغ مليارين و٣٠٠ مليون دولار، لفت إلى أن “الدولة لا تستطيع القيام بهذا المشروع، في حين أن الشركة التي ستتقدّم ستقوم باستثماره على مدى فترة زمنية محددة”.

المشروع أكثر من ضروري، وكفيل بإعادة لبنان إلى الخارطة التجارية في المنطقة، إضافة إلى حلّ معضلة كبيرة تتمثل بطريق ضهر البيدر، لكن المسألة لا تبدو في متناول اليد والمطلوب أن يكون لدينا دولة أولاً، وحينها قد يبصر النفق النور خصوصاً وان دولاً عدة كانت مستعدة للاستثمار فيه لا سيما اليابان وغيرها… فهل سيبقى نفق ضهر البيدر مجرّد حلم؟ وإلى ذلك الحين كيف سيُمنع عزل البقاع عن بيروت في حال كبرت الانهيارات في ظل العواصف المقبلة؟

المصدر: نادر حجاز – mtv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى