إسرائيل تُحضّر مسرح الحرب: جولة سفراء وتهديد نصرالله

صدى وادي التيم-متفرقات/

لم يقتصر التصعيد على الجبهة الجنوبية منذ ليل الثلاثاء – الأربعاء وطوال أمس، على لهيب نار الغارات والمسيّرات والصواريخ فحسب، وما ألحقه من خسائر بشرية ومادية، إنما ترافق مع تصعيد في التحركات والمواقف الإسرائيلية في شكل غير مسبوق. وبدت التطورات غير بعيدة عن تداعيات اغتيال القائد في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في ضواحي دمشق، واتهام إيران إسرائيل بالمسؤولية عن تصفيته.

غير أنّ الجديد في المواقف الإسرائيلية التصعيدية، هو تهديد وزير الخارجية الإسرائيلية إيلي كوهين الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله مباشرة، قائلاً له: «أنت التالي»، ما أوحى أنّ كوهين يشير الى قتل الجنرال الإيراني موسوي قبل يومين، كما قرأته وسائل الإعلام .

وفي المقابل، توقفت مصادر ديبلوماسية عبر «نداء الوطن» عند زيارة كوهين وبعض السفراء الحدود مع لبنان وإطلاق التهديدات ضد نصرالله. كما توقفت عند زيادة وتيرة القصف على جانبي الحدود، فرأت فيهما مؤشراً الى وجود نوايا تصعيدية. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، إنّ الخارجية «ستعيد التأكيد من خلال الاجتماعات الأسبوع المقبل مع المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض والخارجية على موقف لبنان الداعي الى تطبيق القرار الدولي 1701 من الجانبين اللبناني والإسرائيلي على حد سواء».

كيف بدا المشهد الميداني على الجبهة الجنوبية؟ الشرارة التي ألهبت المواجهات على جانبي الحدود، هي قتل عنصر في «حزب الله» واثنين من أفراد عائلته وإصابة شخص رابع من العائلة أيضاً، في غارة جوية إسرائيلية على منزلهم في مدينة بنت جبيل، وردّ الحزب بإطلاق صواريخ على شمال إسرائيل.

أما على المستوى السياسي، فاختار وزير الخارجية الإسرائيلية يوم التصعيد الميداني لترؤس جولة سفراء أجانب على الحدود الشمالية، حيث قال: «يجب على نصر الله أن يفهم أنه التالي في الصف. وإذا كان لا يريد أن يكون التالي عليه أن ينفّذ فوراً قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701». وأضاف: «هناك خياران لاستعادة الأمن على الحدود الشمالية: خيار سياسي يتضمّن تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 عام 2006 وانسحاب «حزب الله» الإرهابي الى شمال نهر الليطاني، أو خيار عسكري تتصرف فيه إسرائيل فتطرد «حزب الله» من الحدود مع إسرائيل». وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنّ «حزب الله» أطلق صواريخ على رأس الناقورة خلال جولة وزير الخارجية والسفراء .

وأشار عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى أنّ «الوضع على الحدود الشمالية يُلزم العمل على حل سياسي، وإن لم يتم ذلك، فجيش الدفاع جاهز للعمل». وأوضح أنّه «إذا لم يبتعد «حزب الله «عن الحدود فإنّ الجيش الإسرائيلي سيجبره على ذلك» .

وفي السياق نفسه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي خلال زيارة للقيادة الشمالية إنّ الجيش «في مستوى عالٍ جداً من الاستعداد»، وسط تصاعد هجمات «حزب الله» من لبنان. وأضاف: «مهمتنا الأولى هي إعادة السكان بأمان، وهذا سيستغرق وقتاً. اليوم وافقنا على مجموعة متنوعة من الخطط للمستقبل، ونحن في حاجة إلى أن نكون مستعدين للهجوم، إذا لزم الأمر».

من ناحيتهم، وجّه سكان المستوطنات الإسرائيلية الشمالية الذين أجبروا على مغادرة مساكنهم بسبب التصعيد بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي رسالة الى الرئيس الأميركي جو بايدن طالبين التحرك لإعادتهم إلى منازلهم. وكانت «منظمة اللوبي 1701»، التي تمثل 60 ألفاً من سكان شمال إسرائيل وجّهت رسالة إلى بايدن ومستشار مجلس الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، تطالب فيها «بالسماح لإسرائيل بضمان عودة السكان النازحين إلى منازلهم، إما بالوسائل الديبلوماسية، أو بعملية عسكرية لإزالة المخاطر التي تهدد حياتهم».

في المقابل، حذّر الحرس الثوري في إيران من أنّ طهران ستردّ على اغتيال إسرائيل أحد قادته، «بعمل مباشر» وبأعمال أخرى تنفّذها المجموعات الموالية لإيران في المنطقة. ونقلت وكالة «مهر» عن المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف قوله «ردّنا على اغتيال الشهيد موسوي سيكون مزيجاً من العمل المباشر وجبهة المقاومة». ومصطلح «جبهة المقاومة» هو المستخدم في إيران ويشمل النظام في سوريا و»حزب الله» و»حماس» والفصائل العراقية والحوثيين اليمنيين.

المصدر: نداء الوطن 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!