لبنان يتزيّن ويتهيأ لاستقبال السيّاح في الأعياد

صدى وادي التيم-لبنانيات/

فيما يشتعل الإقليم وتشتد حماوة العنف والصراع السياسي فيه، يمشي لبنان بعكس المتوقع ويندفع نحو الحياة في مواجهة الموت، وصناعة فرص النهوض لمقارعة السقوط والإنهيار.
أقل بقليل من مئة طائرة ركاب يستعد مطار رفيق الحريري الدولي لاستقبالها يوميا خلال موسم الأعياد مع توقعات بزيادة عددها مع استئناف الشركات العالمية رحلاتها الى لبنان بعدما كانت قد علّقتها على خلفية حرب غزة. أما حجوزات المغتربين للسفر إلى ربوع الوطن فهي بالجملة، ما يشي بأن “ميني” موسم صيف قد يتحقق، ويحمل معه بشائر بنمو جيد ونشاط إقتصادي لم يكن في حسبان المعنيين وتوقعاتهم.

فبعد صيف فاق التوقعات وبلسم ندوب الانهيار وأعاد شحن الاسواق بما تحتاج اليه من طاقة وسيولة أنعشت الاسواق اللبنانية، يعود لبنان الى عادته في استقبال فترة الاعياد بتحضيرات معتادة، فحلبات التزلج بدأت بالإستعداد بعدما وعدتها مراصد المناخ بثلوج قريبة وكثيفة، ومعظم المطاعم والفنادق تتلقى حجوزات تعِدُ بحيوية سياحية مرتقبة، فيما مكاتب تأجير السيارات تتهيأ لتلقّي الطلبات التي تتأخر عادة حتى الأيام الأخيرة لقدوم المغترب أو السائح، علما أن حجوزات السيارات وصلت الى أكثر من 35% حاليا ويتوقع أن ترتفع الى أكثر من 50% مع اقتراب ليلة العيد.

وباستثناء السياح العراقيين وعدد من الاردنيين الذين يحرصون على تمضية فترة رأس السنة في بيروت، يتريث السياح العرب بالمجيء الى لبنان في هذه الآونة تحديدا نظرا الى ظروف يعتبرها كثيرون غير مؤاتية أمنيا وسياسيا، لكن يبقى واقع التميّز والعراقة في الصناعة السياحية اللبنانية برغم المعوقات المؤلمة أحيانا، عاملَي جذب وقوة راسخَين في بنية القطاع السياحي عموما الذي يتحضر جيدا لاستقبال المغتربين اللبنانيين وعوائلهم في الداخل والخارج، إذ يقدِّر نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي في لبنان طوني الرامي عدد المغتربين المتوقع قدومهم في فترة العيد ما بين 175 الفا و200 الف مغترب وافد الى لبنان، فيما يتوقع أن يرتفع عدد القادمين عبر مطار بيروت من 8 آلاف وافد حاليا الى أكثر من 10 آلاف يوميا.

وبما أن المقاهي والمطاعم هي لولب الحركة السياحية في ليلتي عيد الميلاد ورأس السنة، فإن فترة ما بين العيدين هي بمثابة الذروة السياحية للحجوزات فيها، لذا يشهد القطاع المطعمي افتتاح ملاهٍ ومطاعم جديدة تحضيرا لعروض وحفلات فنية ضخمة يحييها كبار الفنانين والموسيقيين، مع الاخذ في الاعتبار تنظيم حفلات لسهرة رأس السنة غير مكلفة تناسب الميزانيات كافة، وفق ما يؤكد الرامي لـ”النهار”، واصفاً أصحاب المطاعم والملاهي بـ”المقاومين للظروف الصعبة، ومصرّون على انعاش السياحة اللبنانية”.

ويذكّر الرامي بفترة الصيف الماضي التي كانت متألقة وأثبتت حضور القطاع السياحي على رغم كل المعوقات المتمثلة بحجز أموال المستثمرين في هذا القطاع في المصارف وغياب القروض الاستثمارية. فقد شهدت الفنادق والمطاعم حركة لافتة واستثنائية صيفا، بدليل أن نسبة الإشغال في معظم الفنادق وبيوت الضيافة والمطاعم واماكن السهر التي تقع في المناطق السياحية الرائجة راوحت ما بين 80 و90%، فيما وصلت نسبة الحجوزات في بيوت الضيافة الى 100%، نظراً الى المستوى الرفيع لنوعية الخدمات والاسعار التي تناسب شرائح المجتمع كافة.

المصدر:  سلوى بعلبكي – النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!