توافق وتحالف في القرى الدرزية ومعارك وتنافس في البلدات السنية والمسيحية

صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /

تسعى القوى الحزبية والفاعليات العائلية المؤثرة في منطقة حاصبيا إلى تشكيل مجالس بلدية واختيارية تفوز بالتزكية أو بالتنافس الديمقراطي الذي يكفله القانون، بعيداً عن التوترات وبخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة، وتسعى كل القوى والأحزاب السياسية الموجودة في كل قرى المنطقة ولا سيما “الحزب الديمقراطي اللبناني” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” والنائب السابق أنور الخليل وبقية الأحزاب الفاعلة، إلى التواصل والتحالف بين كل المكونات والتوافق على جميع المجالس البلدية، وعلى مد اليد بشكل واضح وجليّ للجميع، بهدف أن ينتج المجتمع كوادر وشخصيات تقوم بإدارة العمل البلدي بكل مناقبية وشفافية وتلقى دعم كل المكونات وأطياف المجتمع، وأن تمر مرحلة الانتخابات البلدية دون أي شائبة تذكر، وتفوز البلديات في الانتخابات المقبلة بالتزكية. ولكن، لكل شخص حقه أن يرشح من يريد، وينتخب من يريد، وما عزز هذا الجو التوافقي، الزيارة التي قام بها الأمير طلال أرسلان للنائب السابق وليد جنبلاط.

يختلف المشهد الانتخابي بين القرى والبلدات في قضاء حاصبيا، فالتوافق والتفاهم على اختيار المجالس البلدية في القرى الدرزية هو سيد الموقف، أما في البلدات ذات الطابع السني في شبعا، كفرشوبا، كفرحمام والهبارية وكذلك في بلدة كوكبا المسيحية، فمن المتوقع أن تشهد هذه البلدات معارك انتخابية قاسية وحامية الوطيس. وسيكون التنافس على أشده في بلدات شبعا، كفرحمام، الهبارية، وكوكبا وغيرها من القرى، وفي مقابل ذلك تحاول الفاعليات الروحية والدينية وحتى العائلية في هذه القرى التوافق والتفاهم حول لوائح تحظى بتأييد المجتمع، ولكن لغاية اليوم لم تصل إلى أي نتيجة.

أصبح من المؤكد في بلدة حاصبيا، فوز لائحة رئيس البلدية الحالي لبيب الحمرا بكامل أعضائها سواء بالتزكية أو بالتنافس الضيق، وهذا ما يتم العمل عليه حالياً، بعدما تم التوافق بين كل القوى الحزبية وبخاصة “الحزب الاشتراكي” و”الحزب الديمقراطي” والنائب السابق الخليل وبقية الأحزاب، على تبني لائحة الرئيس الحالي لبيب الحمرا وأعضاء لائحته التي أطلق عليها اسم “حاصبيا بتجمعنا”.

وقال الحمرا: “نؤمن بأن نجاح البلدية سيحصده جميع الناس، وإذا فشلت سندفع جميعنا الثمن بغض النظر عن الطائفة والحزب والسياسة”. وشدد على أهمية التكاتف والعمل مع جميع الأفرقاء لما فيه مصلحة البلدة وأهلها. وطالب بدوره الجميع “بالوقوف إلى جانب البلدية والمساعدة لتحقيق الأهداف، وأن المشاريع التي نقوم بها عديدة بيئية وثقافية وغيرها الكثير، ونأمل في المراحل المقبلة أن تستكمل كافة المشاريع”، مؤكداً أن الهدف هو جعل بلدة حاصبيا بلدة نموذجية.

في بلدة الماري المجيدية هناك معركة انتخابية حيث تتنافس لائحتان على تسعة مقاعد بلدية بعد انسحاب رئيس البلدية الحالي يوسف فياض. يتصدر اللائحة الاولى وسيم يوسف، بينما يترأس الثانية سليمان أبو العلى. ويسيطر على أجواء الانتخابات الطابع العائلي بامتياز، على الرغم من محاولات البعض، ولا سيما الرئيس الحالي، للتوصل إلى توافق وتفاهم، والذي قرر العزوف عن خوض الانتخابات لأسباب شخصية.

أما في كفرشوبا وإلى أمد قريب، فلم تكن غالبية الأهالي مقتنعة بإمكانية إجراء الانتخابات خصوصاً في قرى الشريط الحدودي، بسبب عدم استقرار الوضع الأمني الذي يجعل مشاركة الناخبين محدودة، وبسبب تأخر عودة الأهالي إلى قراهم. لكن مع اقتراب الاستحقاق وعزم الدولة على إجراء الانتخابات، دبت الحماوة في النشاط الانتخابي. وجرت محاولة لتشكيل لائحة انتخابية أسمت نفسها “نبض كفرشوبا” نواتها شابان وفتاة، في مقابل لائحة يترأسها رئيس البلدية الحالي د.قاسم القادري، كما قامت البلدية بتطعيم اللائحة بأعضاء جدد بعد أن اعتذر تسعة من أعضائها الخمسة عشر عن إعادة ترشيح أنفسهم. وما زالت المساعي تبذل لاستكمال اللوائح وللبحث في إمكانية الاتفاق على لائحة موحدة تحظى بتأييد أبناء البلدة.

في شبعا، ستتنافس ثلاث لوائح: الأولى، يترأسها درويش السعدي وهي مدعومة من العائلات. والثانية، يترأسها آدم فرحات. والثالثة، برئاسة عماد الزغبي، وهناك مساعٍ من  المفتي حسن دلة للتوافق بين المرشحين بهدف تشكيل لائحة موحدة، وإذا لم يتم التوافق، فإن المشهد الانتخابي يتجه نحو التنافس الشديد، وبخاصة على صعيد المخاتير حيث وصل عدد المرشحين في شبعا لغاية إعداد هذا التقرير إلى 50، بينما المطلوب فقط أحد عشر مختاراً للبلدة.

أما بلدة كفرحمام، فستشهد معارك انتخابية حامية بحيث تتنافس لائحتان: الأولى، برئاسة معضاد رحال. ويتم التحضير لولادة لائحة ثانية في الأيام المقبلة، في ظل غياب أي توافق على تشكيل لائحة موحدة. إنما في بلدة الهبارية فالأجواء ما زالت غامضة والاتفاق بين الأهالي و”الجماعة الاسلامية” لم يصل إلى أي نتيجة، لذلك الأمور متجهة نحو المعركة الانتخابية.

في بلدة كوكبا المسيحية، من المتوقع أن تشهد معركة انتخابية بين لائحتين: الأولى، يترأسها الرئيس الحالي للبلدية إيلي أبو نقول، وتضم كلّاً من السادة الأعضاء: “ميرا بولس الخوري، منال إبراهيم جبور، زياد مارون حنا، يارا صالح حنا، جميل أنطوان صعب، شاهين فريد عاصي، نبيل يوسف عباس، ناصيف مخايل عبيد، باسكال عصام فارس، زياد طانوس فارس وكاتية أبو كلام نعمة، إضافة إلى المرشح عن المقعد الإختياري. في مقابل هذه اللائحة يسعى رئيس البلدية الأسبق أنطوان الخوري إلى تشكيل لائحة سوف تظهر معالمها في الأيام المقبلة.

في بلدتي شويا والخلوات، التوافق يجري على قدم وساق. وهناك مساعٍ وعمل جاد يحصل بهذا الاتجاه، وكذلك في  بلدتَي ميس والكفير. أما في بلدة عين جرفا فهناك توافق على اسم السيد نجيب دربية مع باقي العائلات، مع الإشارة إلى كون بلدية عين جرفا هي أول بلدية تجري فيها الانتخابات بعد حلها منذ ستين عاماً. وفي بلدة الفرديس، هناك توافق تم إنجازه بين العائلات التقليدية. وبلدة مرج الزهور حصل توافق بين عائلة الحاج وباقي العائلات وحصل توافق على المناصفة.

أما في بلدة راشيا الفخار فهناك معركة انتخابية وتنافس بين لائحتين: الأولى، لائحة “شباب راشيا الفخار” ويترأسها نائب رئيس البلدية بيار عطاالله بدعم من العائلات، والثانية، لائحة “وحدة وإنماء راشيا الفخار” يرئسها غسان معلوف.

مدير مكتب النائب السابق أنور الخليل الدكتور أمين شميس قال: “على مستوى المنطقة، وبخاصة أن هذه الانتخابات تأتي بعد خروج المنطقة من وضع صعب خلال الحرب وتداعياتها، هناك توجه لدى القيادات السياسية في القرى الدرزية للتوافق على قاعدة الإتيان بمجموعات تضم نخباً تنفتح على قطاع الشباب والنساء، ودون الخوض بمعارك سياسية كالعادة، أما إذا اضطررنا للذهاب إلى انتخابات فليكن الصندوق هو الفصل”.

يتألف قضاء حاصبيا من عشرين بلدة وقرية موزعة على اتحادين وسبع بلديات مستقلة وفق ما يلي:

يضم اتحاد بلديات قرى العرقوب ثماني قرى وهي: شبعا، الهبارية، راشيا الفخار، الفرديس، كفرحمام، الماري المجيدية وكفرشوبا،  . أما اتحاد بلديات قرى الحاصباني ويتألف من سبع قرى وهي: حاصبيا، عين قنيا، ميمس، شويا، الكفير  وكوكبا ، الخلوات 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!