جولة اسرائيل الثانية جنوبا: اما منطقة عازلة أو حرب مدمرة!
صدى وادي التيم-لبنانيات/
بتصعيد غير مسبوق استأنفت اسرائيل عملياتها العسكرية على الجبهة الجنوبية في رسالة تؤكد فيها أن الجولة الثانية فيما لو استمرت ستكون أكثر بطشا من ذي قبل وستتعامل فيها تل أبيب مع اي هدف مشبوه على طول الحدود بقوة وحزم.
تزامن هذا التصعيد مع رسائل غربية وصلت الى لبنان آخرها من الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي شدد أمام من التقاهم على ضرورة تجنيب الساحة الداخلية معارك تدميرية، لافتا الى أن اسرائيل لن تقف مكتوفة الايدي في حال فشل المجتمع الدولي بتأمين حدودها البرية شمالا، وبعبارة أخرى وضعت الرسائل الغربية لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما: اما توفير منطقة آمنة جنوب نهر الليطاني برعاية أممية يكون لليونيفيل صلاحية حسم الخروقات من جانب القوى المسلحة غير اللبنانية أو تحمل وزر العدوان الاسرائيلي وبغطاء دولي لتأمين تلك المنطقة الآمنة على غرار ما يحصل في غزة.
وزيرة الخارجية الفرنسية كانت واضحة بشأن التصعيد على الجبهة الجنوبية فحذرت من “أي خطأ في الحسابات يُمكن أن يجر لبنان إلى تصعيد يتجاوز جنوبه”، بل ذهبت أبعد في تحذيراتها حين رأت أن الوضع بين لبنان وإسرائيل أخطر مما كان عام 2006، في حين لم يعد الحديث عن القرار 1701 بشكله الحالي داخل الاروقة الدبلوماسية يتماشى مع المستجدات، وثمة من يهمس الى أن لبنان مقبل على استحقاقات كبيرة وجوهرية تشبه الى حد كبير ما يُرسم في غزة. وتؤكد المعطيات أن اسرائيل تريد مناطق آمنة عند حدودها الجنوبية والشمالية خشية من تكرار سيناريو السابع من تشرين الاول مع حزب الله خصوصا وأنها اختبرت قوته الصاروخية التي تتخطى وفق تقييمها العسكري والامني قوة حماس عشرة أضعاف ويمكن أن تكون مستعمرات الجليل الاعلى في يد حزب الله لفترة ليست بقصيرة رغم تفوقها الجوي، اذ أن عامل الاستنزاف الطويل قد يرهقها وهي تريد حلولا طويلة الامد مع الدول التي تحيط بها والتي لم توقع معها السلام.