مُقايضة غربية مع الحزب: خُذ الرئيس وأعطنا حدودا آمنة
صدى وادي التيم-لبنانيات/
مع تمديد الهدنة في غزة الى يومين اضافيين، ووسط ضغوط اميركية وغربية مطالبة بتوسعها لتشمل أياما اضافية وربما اسابيع، يبحث المعنيون في الملف اللبناني عن حبل نجاة يمنع تمدد حرب غزة الى الجبهة الجنوبية ويحفظ قواعد الاشتباك بحدها الأدنى بعد أن كسرت العمليات الاخيرة على الشريط الحدودي التوازن السائد منذ العام 2006.
ومنذ اليوم الاول لحرب غزة سعى الاميركيون على تجنيب اسرائيل كأس الجبهة الشمالية المُر، ونشطت الاتصالات واللقاءات البعيدة من الاعلام بين الولايات المتحدة وفرنسا وقطر للضغط على الاطراف اللبنانية وتحديدا حزب الله لعدم الانخراط في الجبهة لأن أي خطوة كهذه ستكلف لبنان أثمانا باهظة، الا أن قيادة حزب الله ردت على النصائح الدبلوماسية برسائل حازمة تؤكد القتال الى جانب حماس في غزة على أن تفرض تطورات الميدان واقع الحرب في القطاع.
عروض كثيرة تقدم بها الاميركيون الى حزب الله قد تكشف عنها قيادته بعد انتهاء الحرب، ولكن ما يعمل عليه اليوم ويتم تسويقه عبر الموفد القطري أو عبر المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان هو الاكثر وضوحا وسخاء برأي دبلوماسيين مطلعين على أجواء ما يدور في الكواليس، حيث يربط الاميركيون والغرب التهدئة على الجبهة الجنوبية بالمساعي لاقناع حزب الله بالقبول بالصفقة السياسية المعروضة عليه وابرزها التنازل عن رئاسة الجمهورية لصالح المرشح المدعوم من قبله واعطائه حصة وزارية وازنة اضافة الى تخفيف القيود عن حلفائه وابرزهم التيار الوطني الحر. وتشير اوساط دبلوماسية الى أن جوهر حديث الموفدين الغربيين هو اقناع حزب الله بالصفقة السياسية مقابل اسقاط الجبهة الجنوبية من حساباته لأن الجانب الاسرائيلي يضغط بقوة على الاميركيين لانهاء حالة الشمال الذي يعيش مستوطنوه كابوس صواريخ حزب الله، لافتة الى أن فرنسا أخذت على عاتقها التواصل مع ايران للضغط على الحزب والاخذ بالنصائح الغربية وتجنيب لبنان الحرب المدمرة.