الضربة الإيرانية: إسرائيل عمياء في الحرب المقبلة

 
 
 
للمرّة الأولى منذ تفاهم نيسان بين لبنان وإسرائيل، قُصفت الأخيرة من قبل إحدى دول الجوار من دون أن تكون في حرب مفتوحة معها، الأمر الذي نَقل الصراع إلى مرحلة جديدة أكثر حساسية تقوم على قواعد إشتباك جديدة، قد لا تصمد فيها خطوط التماس كثيراً.

بعد دقائق من منتصف ليل أمس الأربعاء، بدأت قوات، قيل أنها سورية، عملية قصف مركزة وسريعة إستهدفت عدداً كبيراً من المواقع العسكرية الإسرائيلية في شمال الأراضي المحتلة.

نحو 10 دقائق كانت كفيلة بقصف 10 مواقع إسرائيلية، إطلق خلالها نحو 27 صاروخاً متوسط المدى، ليتبعها بعد ذلك صليات أخرى ليصل عدد الصواريخ إلى نحو 50 صاروخاً.

وقد أكدت مصادر ميدانية أن عمليات القصف إستهدفت المراكز التالية: مركز عسكري رئيسي للاستطلاع الفني والالكتروني، مقر السرية الحدودية من وحدة الجمع الصوري 9900، مركز عسكري رئيسي للتنصت على الشبكات السلكية والاسلكية بالسلسله الغربية، مركز عسكري رئيسي لعمليات التشويش الالكتروني، محطات اتصالات لانظمة التواصل والارسال، مرصد لوحدة اسلحة دقيقة موجهة اثناء عمليات برية، مهبط مروحيات عسكرية، مقر القيادة العسكرية الاقليمية للواء 810، مقر قيادة قطاع كتائب عسكرية في حرمون، المقر الشتوي للوحدة الثلجية الخاصة(البنستيم).

عدّة أسباب تجعل عملية القصف نوعية، مفصلية وغير مسبوقة، أولاً: سرعتها، إذ إن عمليات القصف حصلت في غاية السرعة، إذ لم تتمكن خلالها القوات الإسرائيلية من إخلاء أي موقع في الشمال قبل إستهدافه، ثانياً: دقتها، إذ لم يسقط أي من الصوارخ التي أطلقت في منطقة فارغة أو منطقة مدنية أو حديقة عامة، ثالثاً: القدرة الإستخباراتية العالية التي رافقتها، حيث ضربت المواقع العسكرية السرية وغير السرية في الجولان، وتحديداً تلك التي ترتبط بعمليات التشويش والإستخبارات والمراقبة لجنوب لبنان والجنوب السوري.

رابعاً والأهم، أن الصواريخ التي إستهدفت المواقع الإسرائيلية إنطلقت من مناطق سيطرة الجيش السوري في محافظة القنيطرة الملاصقة لإسرائيل، حيث قامت عدة مجموعات عسكرية صغيرة، تحترف حرب العصابات، بإطلاق الصواريخ من مناطق متفرقة من المحافظة والإنسحاب بسرعة، إذ قام سلاح الجو الإسرائيلي بعشرات الغارات على مناطق إطلاق الصواريخ من دون جدوى.

أظهرت العملية وجود بنية تحتية عسكرية كاملة في القنيطرة وهذا ما كانت إسرائيل تخشاه، كما أظهرت تمكن القوات الإيرانية وقوات “حزب الله” وآخرين من التمركز في المنطقة على الحدود معها.

بالعودة إلى المواقع المستهدفة، يتبين أن جميعها بالغة الأهمية في عمليات التجسس والتشويش، ومنها تتم عملية المراقبة والتنصت على الفرق العسكرية العاملة في سوريا. فمثلاً، وكما علم “لبنان 24” أن مقر سرية حدودية من “وحدة الجمع الصوري 9900” هو المركز الذي تنطلق منه طائرات الإستطلاع الإسرائيلية التي تحلق فوق الأراضي السورية، ومهبط المروحيات العسكرية هو الموقع الذي إنطلقت منه المروحية العسكرية التي إستهدفت موكب “حزب الله” في القنيطرة.

في المحصلة، تبدو الرسالة الأهم التي حاول من يقف وراء عمليات القصف إيصالها إلى إسرائيل وهي أنه في أي حرب مقبلة يمكن بدقائق عدّة، وبعميلة تمويه بسيطة جعل إسرائيل من دون أي قدرة إستطلاع وتجسس ومراقبة في كل الشمال.

وترى المصادر أن القذيفة الإسرائيلية التي إستهدفت أطراف مدينة البعث مساء أمس، كانت نتيجة إستشعار الجيش الإسرائيلي لحركة غير طبيعية في المنطقة.

وتعيد مصادر ميدانية المسؤولية عن العملية إلى قوات خاصة تابعة لحلفاء سوريا، ولمجموعات سورية رديفة، وهذه القوات كانت ترسل طائرات إستطلاع بين فترة وأخرى فوق الجولان. وترى المصادر أن إعلان الجيش السوري مسؤوليته عن القصف يعود إلى الرغبة في عدم إحراج الحليف الروسي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى