علِموا بوجود طفلة إسرائيليّة بالمنزل وقصفوه… بروتوكول هانيبال الإسرائيلي يعود للواجهة!
صدى وادي التيم-متفرقات/
قالت شاهدة عيان إسرائيلية، إنه خلال الهجوم الذي نفذته حركة “حماس” وفصائل من المقاومة الفلسطينية، يوم 7 تشرين الأول 2023 في مستوطنات غلاف غزة، حاصر الجيش الإسرائيلي منزلاً يضم مقاتلين من “حماس” ومدنيين إسرائيليين، وأطلق نيراناً كثيفة عليه، واستهدفه بالدبابات رغم وجود المدنيين، ما أدّى إلى مقتل جميع من في المنزل.
تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، يوم 19 تشرين الثاني 2023، أفادت بأن فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً تدعى ليل هتزروني، فقدت حياتها في هجوم “حماس” على كيبوتس (مستوطنة) في منطقة بئيري يوم 7 تشرين الأول 2023.
ادّعت التقارير أن هتزروني، نقلت بعد مقتل جدها أفيا، إلى مكان آخر برفقة شقيقتها التوأم ياناي وخالتها أيالا، وتم قتلها مع أكثر من 10 أشخاص محتجزين هناك. وزعمت التقارير أيضاً أن “حماس أشعلت النار في المبنى” دون أن تقدم دليلاً قاطعاً على هذه المزاعم.
وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين، استغرقت عملية التعرف على ياناي من خلال الحمض النووي نحو أسبوعين، في حين تم التعرف على ليل، التي احترق جسدها بالكامل، بعد 6 أسابيع.
في تعليقه على الحادثة التي أثارت صدى لدى الرأي العام الإسرائيلي أيضاً، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، في منشور عبر منصة “إكس”، إن ليل “قُتلت على يد وحوش حماس في 7 تشرين الأول”، على حد تعبيره.
بدورها، أوردت ياسمين بورات، في 15 تشرين الثاني 2023، تفاصيل عن يوم الحادثة، في حديثها إلى إذاعة “كان” الإسرائيلية الرسمية، حيث إنها كانت تُحتجز في منزل الشقيقتين التوأم قبل إخراجها منه.
وأوضحت بورات، أنها كانت تحتجز في منزل يوجد فيه عناصر “حماس”، حيث كان المنزل محاصراً من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وبعد فترة قرر أحد عناصر “حماس” الاستسلام، بحسب بورات، التي قالت إن هذا العنصر أخذها وخرجا من المنزل.
وأضافت، أن قوات الأمن الإسرائيلية استجوبتها هي وعنصر “حماس”، وأشارت إلى أنه خلال استجوابها الذي دام ثلاث ساعات، قدمت للمسؤولين الإسرائيليين عدد المدنيين الذين كانوا في المنزل، وموقع احتجازهم داخله، وتفاصيل مما تذكرته عن المنزل.
وأكدت بورات، أن الاشتباكات كانت تتواصل أثناء استجوابها، وذكرت أنه بعد حوالي 4 ساعات من تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر “حماس”، وصلت دبابة أمام المنزل حوالي الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي. وقالت: “قلت لنفسي، لماذا يطلقون النار على المنزل بالدبابات؟ سألت الناس بجواري لماذا يطلقون النار؟”، فقالوا لي إنه يتم إطلاق النار لتدمير الجدران من أجل تطهير المنزل (من حماس)”.
الطفلة ظّلت صامتة بعد نيران الدبابات الإسرائيلية، وقالت بورات: “أعلم أن الدبابة أطلقت قذيفتين”، مبينةً أنها توصلت إلى نفس النتيجة التي قالها صاحب المنزل هداس داغان، الذي أخبرها بأن الطفلة ليل كانت على قيد الحياة حتى وقوع الانفجارين الكبيرين اللذين حدثا بعد وصول الدبابات.
وتابعت، “قال لي صاحب المنزل داغان، الفتاة (ليل) لم تتوقف عن الصراخ، ثم توقفت ثم ساد صمت بعد قذيفتي الدبابة”، وأوضحت بورات قائلة: “إذن، ماذا نفهم من هذا؟ بعد إطلاق الدبابة قذيفتين مات الجميع تقريباً، على الأقل هذا ما أفهمه من حديثي مع هداس”.
وعن مقتل ليل، قالت: “إذا سألتني، أعتقد بناءً على ما حدث في المنازل الأخرى، أنها (ليل) كانت محروقة بالكامل على ما يبدو”.
تُضاف هذه الشهادة، إلى ما قاله الطيار العسكري الإسرائيلي نوف إيرز، بأنه من المحتمل أن تكون قوات بلاده نفذت “بروتوكول هانيبال” خلال تعاملها مع هجوم حركة “حماس” يوم 7 تشرين الأول 2023، وهو بروتوكول يستخدمه الجيش الاسرائيلي لمنع أسر جنوده، حتى لو أدى إلى قتلهم.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الطيار لصحيفة هآرتس، الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2023، وقال إيرز إنه “من غير المعروف ما إذا كانت الطائرات الحربية والمسيرات أطلقت النار على الرهائن حينما تعاملت مع الهجوم الذي شنته حماس”، وأضاف: “يبدو أن بروتوكول هانيبال تم تنفيذه في مرحلة ما” يوم 7 تشرين الأول.
وتابع الطيار أنه “عند اكتشاف حالة احتجاز رهائن، فهذا يستوجب هانيبال، علماً بأن مناورات هانيبال التي أجريناها طوال الأعوام العشرين الماضية كانت تقتصر على مركبة واحدة تقل رهائن، أما ما رأيناه (7 تشرين الأول) فيُعد بمثابة هانيبال واسع النطاق”.
“هانيبال” هو بروتوكول عسكري مثير للجدل يُنسَب استخدامه للجيش الإسرائيلي منذ اعتماده رسمياً عام 2006، ويتيح المخاطرة بحياة الجنود الأسرى، وعاد للواجهة مجدداً بعد أسر فصائل فلسطينية بغزة عشرات الجنود الإسرائيليين بينهم عسكريون برتب رفيعة في عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول الماضي.
كذلك أظهر تقرير سابق لصحيفة “هآرتس”، أن مروحية عسكرية إسرائيلية أطلقت النار على “مسلحين فلسطينيين”، وإسرائيليين من المشاركين في حفل نظم قرب كيبوتس “رعيم” في غلاف قطاع غزة يوم 7 تشرين الأول الماضي.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن تقييمات المؤسسة الأمنية أظهرت أن “مروحية قتالية تابعة للجيش الإسرائيلي وصلت إلى مكان الحفل وأطلقت النار على منفذي هجمات هناك، وكما يبدو أصابت أيضاً بعض المشاركين في المهرجان (في إشارة إلى الإسرائيليين)”.
وأوضحت، أن التقييم الأمني “استند إلى التحقيقات التي تجريها الشرطة الإسرائيلية مع مسلحي حماس الذين اعتقلتهم إسرائيل”.
ولمدة 48 يوماً شنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، توقفت مؤقتاً يوم الجمعة 24 تشرين الثاني 2023، بموجب هدنة تم التوصل إليها بوساطة قطرية ومصرية وأميركية ومن المفترض أن تنتهي اليوم الإثنين ما لم يتم تمديدها، وتضمنت الهدنة تبادل أسرى ودخول مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية ووقود إلى القطاع.
خلال أيام الحرب قتل الجيش الاسرائيلي 14 ألفاً و854 فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد عن 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
المصدر: عربي بوست