لعنة الشتات واللجوء

صدى وادي التيم-متفرقات/

اللجوء عنوانٌ لكل فصلٍ في حياتهم، هكذا يعيش الفلسطينيون. منذ النكبة، تشتت الفلسطينيون في انحاء العالم، وللأسف للكثير منهم لم يكن هذا التشتت الا البداية.

نور شابةٌ فلسطينية الاصل، اثناء النكبة اضطر اجدادها للنزوح الى أقرب دولة مجاورة وكانت هذه الدولة سوريا، حيث ولد والدها ووالدتها وأنجبا اربعة اطفال.

مضى الزمن بهدوء دون أي مصائب تذكر لكن للأسف تغير هذا الوضع فجأة بعد قيام الأحداث في سوريا في عام 2011وجدت العائلة الفلسطينية نفسها تعيش نفس معاناة اجدادها اذ سرقت منهم نعمة الامان والسلام ودخلوا حرباً لئيمة لا تعرف صغيرا ولا كبيراً.

اضطر والد نور الى اللجوء لأقرب دولة كما فعل والده وهذه المرة كانت الدولة لبنان.

ورغم هروبهم من قنابل الحرب لكن قصفتهم الحياة برصاص الفقر وضيق الحال.

والد نور، عبد السلام فقد الامل ببناء مستقبل لعائلته المتواضعة في لبنان، لذلك قرر مع زوجته الهجرة الى دولةٍ اوروبية عله يهرب من شبح العجز وغياب شعور الانتماء. وفي اليوم الموعود ودعت والدة نور زوجها واطفالها وبدأت رحلة هجرتها الخطيرة مع مهرب عبر طرقٍ صعبة وغير آمنة.

رحلة والدة نور لم تكن اعتيادية، اذ بدأت مسارها بالذهاب الى سوريا ثم تركيا واليونان والعديد من المحطات قبل وصولها الى النرويج. عبرت والدة نور الغابات المظلمة والطرق الصعبة، اضطرت الى عبور الطريق البحري عبر قارب مطاطي، قالت والدة نور ان أحد زملائها في الطريق مات غرقا واضافت “لم اتعافى من ذلك اليوم ابدا، اظن اني مصدومةً نفسيا
اذ ليس من السهل ان يموت أحد زملائك امام عيناك، ثم اكمال مشوارك علماً أنك قد تكون الغارق القادم”.

لكن رغم قسوة الاحوال وصعوبة النجاة نجحت والدة نور بالوصول الى النرويج بعد شهرٍ من المعاناة والهرب من الشرطة والتعانق مع الموت أكثر من مرة. وبعدها بعام ونصف تمكنت من لم شمل عائلتها.

نور ووالدتها وعائلتها الفلسطينية كان شعار حياتهم النزوح والهجرة فقط لأنهم ولدوا فلسطينيين. حيث اعتادوا الشتات والمعاناة. وحتى فلسطينيي سوريا ولبنان والاردن وكل انحاء العالم تشتتوا ونزحوا كثيراً ومنهم الكثير من ضحى بحياته وهو يسعى لأبنائه وعائلته. فأين هم “رعايا الحقوق الانسانية” في هذا الواقع الذي اعتدنا فيه الشتات والموت في عالمٍ لا يرمش رمشاً على حالنا فقط لأننا فلسطينيين.

المصدر: راما إلياس _ الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى