بين قطر والتمديد لقائد الجيش وتأثير حرب غزة…هل القاعدة تهدئة الجبهة الجنوبية مقابل فرنجية!
يتخبط لبنان في الآونة الاخيرة في الكثير من المشكلات السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية بغض النظر قليلاً عن الجبهة الجنوبية والصراع بين لبنان واسرائيل، طرأ طرح التمديد لقائد الجيش اذ تحولت الأنظار الى هذا الملف ما بين مؤيد ورافض. فكيف سيحل هذا الملف؟ وهل من استياء سياسي لدى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي؟ وهل من تحرك ما في ملف رئاسة الجمهورية؟ وما هي ايجابيات القمة العربية التي عقدة في الرياض؟
جلسة التمديد لقائد الجيش
وفي حديث لـVdlnews اكد الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي، انه “بالنسبة للتمديد لقائد الجيش، فالمسألة هي بعيدة عن الاجتهادات والطروحات ومشاريع القوانين، ولا سيما لمشروع الذي قدمته كتلة القوات اللبنانية بهذا الاطار، فإنه لا يعلو قامة تضييع الوقت بهذه المرحلة، لأن المسالة أولاً واخيراً تحتاج إلى قرار وتوافق سياسي”.
وأضاف: “على هذه الخلفية ينقل وفق المعنيين ان كلمة الفصل هي لدى حزب الله، وإذا وافق الحزب على التمديد يسلك طريقه، ولكن هناك بعد الاعتبارات بمعنى ان حزب الله لا يريد ان يغضب حليفه النائب جبران باسيل”.
وتابع: “هناك من يقول انه في حال مشى حزب الله بالتمديد سيرضي باسيل بمعنى الا ينتخب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية”.
وقال: “بحسب معلوماتي فإن الرئيس نبيه بري بصدد عقد جلسة عامة لمجلس النواب آخر الشهر الجاري بموقف واحد موحد بعد اقتراح القوات اللبنانية بالتمديد لقائد الجيش”.
وأردف: “البعض بدأ يدخل باجتهادات قانونية اخرى بمعنى انه ليس هناك اي تمديد بل وقف التسريح لستة أشهر، فالطبخة لم تستو بعد، بدليل ما حصل في مجلس الوزراء اليوم”.
طعن في التمديد
كشف العريضي انه “من الممكن أن يطعن بالقرار من قبل التيار الوطني الحر بحال لم يوافق على التمديد، ولكن الامور تحتاج الى قرار سياسي، فعندما يوافق حزب الله ويرضي حليفه ستنتهي الامور عند هذا الحد”.
وأضاف: “ودليل على ذلك أيضاً زيارة معاوني كل من السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري الى رئيس الحكومة عشية جلسة مجلس الوزراء”.
استياء مسيحي
اعتبر العريضي ان “هناك استياء مسيحيا وتحديداُ من الطائفة المارونية، ولاسيما البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي يعبر عن غضبه واستيائه بشغور رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان فكيف الحال بشغور منصب قيادة الجيش”.
وقال: “البعض يقول أن ذلك لا يؤدي الى أي خلل من خلال بعض الاجتهادات بأن يتولى أحد نواب رئيس الاركان الاعلى رتبة، قيادة الجيش”.
وأضاف: “هناك اجتهادات بهذا الموضوع أي المجلس العسكري بإمكانه ان يدير مرحلة الحرب والسلم حتى التطورات الكبيرة من خلال الضابط الاعلى رتبة، وهو اليوم في المجلس العسكري نائب الاول لرئيس الاركان”.
وشدد العريضي على ان: البطريرك الراعي لن يسمح إلا بتمديد أو تأجيل تسريح قائد الجيش ستة أشهر، وهو يتصل بأقرب المقربين منه في المرجعيات السياسية والروحية بوضعها في صورة ما يقوم به كي لا يحصل ما يقال بأه بإضطهاد لدى الطائفة المارونية، وهذا يقحم البلد في امور كثيرة”.
وتابع: “ما حصل في الشغور الرئاسي وقيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان شعر البعض من الموارنة تحديداً البطريرك بأن هذا لا يجوز وهو يتحرك على هذا الاساس”.
الملف الرئاسي ووفد قطري في بيروت
اشار العريضي إلى أن “الملف الرئاسي قد تحرك في الاونة الاخيرة بمعنى انه يجب ان يكون هناك رئيسا للجمهورية في ظل هذا الوضع المأزوم في لبنان والمنطقة لمواجهة الاحداث الخطيرة”.
وكشف العريضي ان: “هناك حراكا قطريا وعربيا وتحركا سعوديا، كما نقل ان مسؤولي السعودية طلبوا ان ينتخب الرئيس المسيحي اليوم قبل الغد دون أن يدخلوا في التسميات”.
وأضاف: “معلوماتي بأن هناك أسماء ما زالت مطروحة مثل قائد الجيش ومدير عام الامن العام اللواء الياس البيسري بالاضافة الى المرشحين من قبل البطريرك الراعي والنائب غسان سكاف وشخصيات اخرى كالوزير السابق زياد بارود ومن ثم رئيس جمعية خريجي هارفد الدكتور حبيب الزغبي”.
وقال: “قد يأتي موفد قطري ليحرك الماء الراكدة إنما من خلال إجماع خليجي وعربي ومن قبل اللجنة الخماسية، وحتى الآن الملف الرئاسي في الثلاجة بانتظار ما ستؤول إليه تداعيات حرب غزة”.
وتابع: “كل الاحتمالات قائمة في لبنان سياسياً ورئاسياً وأمنياً، كل ذلك له صلة بما يجري في الجنوب مع اسرائيل وكيف ستكون تداعيات وضع غزة وانعكاساته على الداخل اللبناني، لان البلد هو الحلقة الاضعف نظراً لوجود مليوني نازح سوري وفلسطيني وفصائل مختلفة على الأراضي اللبنانية في مخيمات وخارجها، بالإضافة الى عديد منالأمور والملفات”.
اكد العريضي ان “هناك حديث كبير ان حزب الله لم يدخل الحرب وسقبض الثمن سياسياً والدليل على ذلك خطاب السيد خامنئي الامس بان حزب الله لم يدخل الحرب والنائب السابق سليمان فرنجية شخصية لبنانية وطنية وله دوره ومواقفه وهو مرشح الثنائي الشيعي وبالتالي اسمه الى جانب الأسماء التي ذكرتها”.
وأردف: “الرئيس في لبنان لا ينتخب الا من خلال تسوية دولية إقلمية، فكيف بوضع مثل هذه الاوضاع؟ فهل يعقل ان ينتخب بتوافق بعض الكتل النيابية؟ من هنا يبقى الترقب والانتظار بما ستودي به هذه التسويات المطروحة”.
القمة العربية
أشار العريضي الى أن “هذه القمة من أفضل القمم العربية التي حصلت لان المملكة العربية السعودية تحركت في بداية حرب غزة فكان هناك موقف واضح لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عبر إدانة الابادة الاسرائيلية”.
وتابع: “هناك تحركات تحصل بعيدأ عن الاضواء من قبل لجنة المتابعة التي سبقت اعلان القمة من اجل الوصول الى فتح ممرات انسانية ووقف الابادة بحق الفلسطنين وادخال المساعدات، وهذه الاتصالات يواكبها بن سلمان على مدار اليوم والساعة”.
وأضاف: “سنشهد بالايام القليلة المقبلة المزيد من الاتصالات والضغوطات بدليل ان المجتمع الدولي غير موقفه قياساً على ما كان عليه من دعمه لاسرائيل، وهذا ما تبدل من خلال المظاهرات في لندن ووشنطن وكل العواصم الغربية والعربية، ناهيك عن استقالات وزراء ومسؤولين في دول عديدة نتيجة رفضهم لسياسة حكومتهم المؤيدة جدا لإسرائيل”.
وأردف: “ما يعني أن القمة العربية كانت قمة مهمة في التوقيت المناسب والقرارات المناسبة على كافة الاصعدة ويبقى حل الدولتين هو الاساس من أجل حل عادل وشامل للقضية الفلسطنية”.
تطبيع سعودي اسرائيلي؟
كشف العريضي أنه “ليس هناك من حديث عن التطبيع في هذه المرحلة والسعودية يهمها وقف الحرب وامس كان هناك بيان واضح من مجلس الوزراء السعودي من خلال تقديم مساعدات الى الفلسطينين ودعوة لوقف المذابح، وهذه اولوية اليوم”.
وقال: “ليس هناك أي تطبيع بين الطرفين في هذه المرحلة، فالأولوية هي انهاء حرب غزة ووقف الابادة ثم الوصول الى حل الدولتين وعملية التطبيع تاتي لاحقاً”.
قبل 7 تشرين الاول ليس كما بعده
اشار العريضي إلى أن “ما قبل حرب 7 تشرين الاول ليس كما بعدها لان البنية العسكرية والمجتمعية الإسرائيلية اصيبت في الصميم خصوصا لدى الجيش الاسرائيلي بدليل هجرة ما يقارب 50 الف يهودي الى قبرص والى دول اوروبية ومستقبل نتنياهو على المحك، ونعم اسرائيل تلقت ضربة قاضية”.
وأضاف: “لولا التدخل الاميركي السريع وإدخال الاسلحة النوعية ووصول الاسطول الاميركي والدعم السياسي الاوروبي لكان هناك كلام آخر، لذلك ما قبل عملية 7 تشرين ليس كما بعدها اكان على الصعيد الميداني أو الديبلوماسي السياسي”.
وأردف: “سنشهد تحولات كبيرة في المنطقة وتسوية تمتد من لبنان الى سوريا الى فلسطين الى العراق”.
تأثر المظاهرات على الحرب
أكد العريضي انه “من الطبيعي ان تؤثر المظاهرات على مجريات الحرب لان الرأي العام دائم مؤثر وهذا ما شهدناه في اوروبا وحرب اسرائيل عام 1982. في كل الحروب تسقط حكومات في اسرائيل واوروبا وسواهم وكل من يدعم الكيان الصهيوني في حربهم على العرب وعلى الفلسطينين، وهذا ما بدأنا نشهده اليوم، وسيكون عاملا مؤثرا والمظاهرات بدأت تتفاعل وتتحرك بشكل لافة”.
ما مصير نتنياهو
اعتبر العريضي أنه “سيكون هناك مخرجا لنتنياهو بحال استمر في قتال الفلسطينيين ووسع حربه تجاه الحدود مع لبنان من اجل تأمين أمن المستوطنات لانها خالية من مستوطنيها، وهو يقول انا انتصرت في غزة والشمال وقضيت على حماس ويجب ان افعل شيئا على الجبهة الشمالية، ويحاول ان يصارح الرأي العام الاسرائيلي ويؤمن استمراره السياسي والحد من خسائره ومستقبله على المحك”.
في الختام، يبقى القرار اللبناني معقدا الى حين انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، فهل الوضع الاجتماعي والاقتصادي يستطيع ان يبقى على ما هو عليه؟
المصدر: ميلاد الحايك