البنتاغون هدد.. في أيّ ساحة يأتي الردّ؟
صدى وادي التيم – لبنانيات :/
اشارت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ”الديار”، الى ان الولايات المتخدة الاميركية تدرك جيدا منذ البداية ان المستهدف في الاساس هو وجودها العسكري في المنطقة، من هنا كانت استعداداتها وحشودها العسكرية، والرسائل المختلفة التي ارسلتها في البحر والبر والجو، الى المحور، وفي بعض المرات الى روسيا نفسها، من الساحة السورية التي تتجمع فوق ارضها كل هذه القوى.
وتابعت المصادر بأن القيادة العسكرية الاميركية، اخذت على محمل الجد تهديدات امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله المتكررة، والتي تناول فيها ملف “تحرير” دول المحور من الوجود الاميركي واخراج واشنطن من المنطقة، وهو خط احمر بالنسبة لاي ادارة ايا كانت، لارتباط هذا الوجود بالامن القومي الاميركي.
ورأت المصادر انه مع اندلاع معركة “طوفان الاقصى”، باتت الفرصة سانحة، بعد “النصر” الذي حققته حماس، ونشوة “هزيمة” “اسرائيل”، لطهران لتوجيه ضربة عبر حلفائها، لذلك سارعت واشنطن منذ اللحظة الاولى الى اتخاذ مجموعة من التدابير “المتدحرجة” عبر ارسال قوة بحرية ضخمة الى منطقة الساحل الشرقي للبحر المتوسط، مدعوما بقوة اطلسية، ليبلغ الحجم عشرات القطع على انواعها، بهدف محدد وهو مواجهة اي تحرك ايراني مباشر او بالواسطة، بناء لمعطيات غزة الميدانية.
وتشير المصادر في هذا الاطار، الى ان المعطيات الجيوستراتيجية، والعسكرية، تشير الى ان الساحة السورية، شمالا تحديدا، تعتبر المنطقة المثالية لتوجيه تلك الضربة، حيث ينتشر مئات الجنود الاميركيين، مشكلين ثقلا معنويا اكثر منه عسكريا، اذ يكفي سقوط عدد من القتلى العسكريين ليتغير المزاج الاميركي الداخلي عشية الانتخابات الرئاسية الحامية. امام هذا المشهد يطرح تساؤل اساسي، اين وكيف سترد الولايات المتحدة، في حال كانت تهديدات وزير الدفاع تتخطى حدود الضغط؟
تكشف المصادر ان واشنطن ايضا تنظر من منطلق وحدة الساحات، كما المحور، وتعتبر ان دول المحور جميعا سلة واحدة، رغم تركيزها على مناطق تواجد حزب الله الاساسية ،كونه الفصيل الاقوى والاكثر تاثيرا في الاقليم، من هنا تنطلق مقاربة الرد الاميركي من ساحتي لبنان وسوريا.
وتعتبر المصادر ان كل التحضيرات والاستعدادات الاميركية تؤكد هذه الفرضية، فالمواجهة التي كانت تسعى اليها اطراف المحور منذ فترة في الشمال السوري، باتت اليوم مطلبا اميركيا، بعدما كسرت التعزيزات الموجودة سواء في البحر او على الارض في الاردن وكريت، توازن القوى القائم لصالح تقدم الاميركيين.
وفي هذا الاطار، تؤكد المصادر ان الهدف الاول هو قطع اوصال الطريق البري الذي خاض المحور معارك كبيرة ودفع كلفة بشرية كبيرة لفتحه وتامينه، وهو ما تحقق تقريبا، فضلا عن اعادة تحريك الشارع في سوريا وانعاش الانتفاضة، وهو ما حصل في الجنوب في كل من درعا والسويداء، بتمويل من دولة خليجية، اما فيما خص لبنان فان واشنطن تنظر اليه على انه الساحة الاقوى المحسوبة عليها، نظرا للموروث التاريخي والثقافي، والوجود المسيحي، حيث تكشف المصادر ان بناء السفارة الجديدة في عوكر يدلل الى اهمية دور بيروت المستقبلي، وكذلك مواصفات السفيرة الجديدة المعينة في بيروت والمختصة في مجال الارهاب وتمويله، فمعركة واشنطن اللبنانية واضحة المعالم، سحب ورقة الاجهزة الامنية والقضائية من يد حزب الله، لموازنة الامن بالامن.