ظاهرة خطيرة تجتاح النوادي الرياضية… والاخصائيون يحذرون

صدى وادي التيم-لبنانيات/

تكثر في الآونة الأخيرة ظاهرة تجتاح معظم النوادي الرياضية، والتي تسبب الموت في بعض الأحيان، وهي ظاهرة “الستيرويد” أي المنشطات التي يأخذها المتدرب كي يبني عضلاته بطريقة سريعة، ولكن قلة قليلة ممن يعرفون مدى تأثيرها على الجسم ونتائجها السلبية والايجابية، فهل هناك رقابة من وزارة الصحة؟ وكم يبلغ سعر هذه المنشطات؟ وهل تؤدي للموت؟

وفي حديث لـ Vdlnews أكد صاحب النادي الرياضيBpro gym  المدرب عبد الحميد شبل، أن “الستيرويد الابتنائيَّة تُصنع من هرمون التستوستيرون، وتُستخدَم لزيادة حجم العضلات”. وأضاف: “يتناولها بعض الرياضيين ورافعي الأثقال ولاعبي كمال الأجسام لتحسين أدائهم البدني، وبناء أجسامهم، وزيادة كتلة العضلات؛ ولكنها تسبب العديد من الآثار الجانبية، كما تسبب الإدمان”.

 وأشار شبل إلى انه “يُمكن أخذ الستيرويد الابتنائيَّة عن طريق الفم أو الحقن في العضل أو تطبيقها على الجلد.

وأضاف: “هناك عدة أنماط استخدام مختلفة. اي يمكن ان تكون على شكل دورات (cycles) حيث يقوم الشخص بتناول المنشطات في دورات من 6 إلى 12 أسبوعاً، يليها فترة توقف تمتد 4 أسابيع إلى عدة أشهر. يمكن ان تكون على شكل التكديس (stacking) حيث يتم جمع أو تكديس عدة أنواع مختلفة من المنشطات أو دمج مكملات أخرى معها في محاولة لزيادة فعالية المنشطات. يمكن ان تكون بأسلوب هرمي (pyramiding) حيث يتم زيادة الجرعة تدريجياً حتى الوصول إلى الذروة ثم تقليل الكمية. ويمكن اعتماد نمط الهضبة (plateauing) وهو التحويل بين أنواع الستيرويد بشكل مفاجئ لمنع الستيرويد من أن يصبح غير فعال ثم العودة إليه مرة أخرى”.

ورأى شبل ان “هناك العديد من الأنواع وقد تصل إلى 30 نوعا، فالبعض منها يستخدم لأغراض طبية والبعض الأخر يستخدمه الرياضيون”.

وأضاف شبل: “يحدث تأثير الستيرويد على كتلة العضلات من خلال طريقتين أولًا، أنها تزيد من إنتاج البروتينات داخل الخلايا وثانيًا، أنها تقلل من وقت الانتعاش عن طريق منع آثار هرمون الإجهاد «الكورتيزول» على الأنسجة العضلية، فيتقلص تكسير العضلات إلى حد كبير”.

‎وحذر من تبعات خطيرة لسوء الاستخدام وسوء التوقف عن الاستخدام ايضا، قائلا: “عندما تتوقف فجأة عن استخدام المنشطات بعد الاستخدام لفترة طويلة تظهر اعراض مثل الاكتئاب والتعب والتقلبات المزاجية  وفقدان الرغبة الجنسية”.

 ما هو الهدف من استخدام بديل الستيرويد؟ وعن أي عمر يمكن لشخص استخدامه؟

‎اعتبر شبل أن “بعض الدراسات تُشير الى أن المنشطات الطبيعية تعمل في الجسم مثل المنشطات (الستيرويد)، فهذه المركبات تبني وتصلح العضلات عن طريق زيادة إنتاج هرمون التستوستيرون، مشيراً الى انه هناك مخاطر في استخدام بديل الستيرويد وهي تضخم بالأعضاء الداخلية، زيادة الضغط على القلب وشبه توقف للكبد”.

وأردف: “‎ليس هناك عمر يجب أن يبدأ فيه الشخص بتناول المنشطات. ولكن هناك اعمار لا تتحمل. وسيكون العمر المناسب لتناولها في وقت ما بعد البلوغ، عندما لا يكون الجسم في حالة تغير هرموني مستمر”.

وقال: “يعد تناول المنشطات قبل البلوغ أو أثناءه طريقة لخفض مستويات الهرمون لديك بشكل دائم. والضرر الذي لا يمكن إصلاحه ممكن. حتى عندما يكون عمرك “مناسبًا”، لا ينبغي لأحد أن يستخدم المنشطات حتى يستنفد حدوده الطبيعية تمامًا”.

وحذر شبل، لافتا لضرورة التنبه الى ان هذه الستيرويد قد تؤدي للموت عبر توقف عضلة القلب وتوسع بالأوعية الدموية”.

ليست حكرا على الرجال.. النساء ايضا تستخدمنها

وأكد شبل أنه ” عندما يفكر معظم الناس في المنشطات، فإنهم يفكرون في الرياضيين الذكور ذوي العضلات الضخمة المنتفخة. ولكن هناك ثقافة فرعية مزدهرة من لاعبات كمال الأجسام”.

وقال: “العديد من لاعبات كمال الأجسام الإناث يستخدمن في الواقع المنشطات لبناء مجموعات العضلات، على الرغم من أن تعاطي الستيرويد ليس منتشرًا بين النساء الرياضيات كما هو الحال بين الرجال، إلا أن هناك بالتأكيد نساء يتعاطين الستيرويد”.

الاسعار والرقابة

وأردف، “تتراوح أسعار المنشطات من ٣٠$ حتى ٣٠٠$ وتتراوح اسعار “السايكل” من ٣٠٠$ حتى ١٠٠٠$ تباعا للنوعية والشركة المصنعة”.

وتابع، “‎بالطبع أن المكملات الغذائية هي أفضل لأنها مواد مغذية طبيعية خالية من الأدوية. فهي تساعدنا على تلبية الاحتياجات الغذائية التي قد لا نتمكن من تلبيتها من الأطعمة”.

وأضاف: “فنقص المغذيات ونمط الحياة المستقر من الأسباب الجذرية للاضطرابات المرتبطة بالحياة. في حين أن النظام الغذائي وممارسة الرياضة لا يزالان يشكلان الأساس لمعالجة المشكلة المذكورة أعلاه، إلا أن المكملات الغذائية توفر لنا شكلاً مركزًا من العناصر الغذائية التي توفر لنا مزايا هائلة عندما يتعلق الأمر بتلبية احتياجاتنا ومتطلباتنا اليومية”.

ما هو بديل الستيرويد؟ وما الفرق بين المنشطات والمكملات الغذائية؟ وهل تعطي النتيجة نفسها؟

وفي حديث لـ vdlnews أكدت الأخصائية التغذية والمدربة الرياضية ساندرا جرجس انه “هناك مواد يمكن للجسم تحويلها إلى الستيرويد وهي: Anabolic Steroids Precursors,  Prohormone ”

وأردفت، “المنشطات مصدرها الهرمونات الحيوانية التي تستخرج من الحيوانات حيث تعمل على تغيير نسب الهرمونات في الجسم مثل زيادة هرمون الذكوره (التستوستيرون) الذي يعمل على بناء العضلات بسرعة كبيرة وهناك بعض المنشطات التي تؤذي الجسم وهي غير قانونية”.

وتابعت: “المكملات الغذائية تختلف في مصادرها عن المنشطات فهي تستخرج من منتجات غذائية فمنها يستخرج من مصل اللبن او البيض وتحتوي علي كميات كبيرة من الكربوهيدرات التي توجد في النشويات”. مشيرت الى ان “النتيجة نفسها من حيث تغذية العضل أما بالنسبة للضخامة فالمنشطات تغلب طبعا”.

ورأت، لا فرق بين الجنسين لتناول المنشطات ولكن المنشطات قد تسبب مشاكل صحية أعظم لدى الجنسين؛ مثل حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية، ومشاكل الكبد أو الكلى أو الفشل التام لوظائفهم، وارتفاع ضغط الدم، وجلطات الدم، واحتباس السوائل، وزيادة نسبة الكوليسترول”.

وقالت: “كما يمكن أن تسبب لدى النساء نمو شعر الوجه، وضمور الثديين، وزيادة في عمق وغلظة الصوت، وخللًا في انتظام الدورة الشهرية، وتساقط الشعر، نمو حب الشباب بكثرة”.

هل هناك مراقبة للمنشطات من وزارة الصحة؟

كشفت جرجس ان “استعمال المنشطات البنائية لأغراض كمال الأجسام أو الرياضة غير قانوني في البلاد، ويتم الحصول عليها بشكل غير قانوني من قبل جهات مخالفة، مثل مواقع الإنترنت، ومعاهد اللياقة البدنية وتجار محليين”.

في الختام، يبقى الوعي لدى المواطن أساسا لكي يميز ويدرك مخاطر هذه المنشطات وتأثيرها على جسم الانسان، ويبقى السؤال: أين الرقابة على هذه الادوية من وزارة الصحة والمعنيين؟ وعن طريق من يقوم التجار بإدخالها الى لبنان؟

المصدر: ميلاد الحايك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى