بين حرب ” البسوس ” وحرب ” غزة 2023 ” …. التاريخ يعيد نفسه
صدى وادي التيم-متفرقات/
قال الزير سالم لابنة أخيه كليب ، قد جاء القوم يطلبون الصلح، على دم أبيك ، فماذا تريدين يا ابنة أخي ؟
فقالت اليمامة : (أريد أبي حيّاً ) !
هذه العبارة التي تم تداولها في الأيام الماضية ليعبر كل من نشرها عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ليؤكد أن الصلح مع العدو غير قائم ما دام الصلح لن يعيد آباء وأولاد من قتلهم العدو ليقول لنا : فلتكن الحرب إذاً
في العودة الى حرب البسوس التي دامت قرابة أربعين عاماً نتيجة قتل كليب لناقة ” البسوس ” فقام على إثر ذلك ” جساس بن مرة ” بقتل ” كليب التغلبي ” فاندلعت حينها الحرب بين التغلبيين والبكريين على إثر هذا الحدث التي أشعلته ” البسوس ” عن سابق إصرار وتصميم انتقاماً لدم “وزير التُبّع اليماني “الذي كانت تريد أن تتخذه زوجاً لها لتعم تجارتها الأرض كلها
تلك الحرب التي اشتعلت بعد ان كتب الملك ” كليب ” على صخره لأخيه “الزير سالم ” زير النساء الذي أمضى حياته باللهو واللعب والسكر مع النساء : سالم … لا تصالح
وعلى اثر هذه الوصية اتخذ المهلهل القرار بالحرب ضد البكريين متسلحاً بطلب ابنة أخيه اليمامة التي كانت كلما سألوها عن مطالبها للثأر تقول : أريد أبي حياً
وعلى إثر هذا الشرط التعجيزي التي وضعته دقت طبول الحرب التي انعكست نتائجها سلباً على البادية العربية بأكملها
لقد نجح من نقل لنا حرب البسوس على جعلنا نتعاطف مع اليمامة ابنة كليب ومطالبها وجعلنا نحب الزير سالم رغم فسقه وفجوره وعدم حكمه بالعدل في قضية أخيه ورغم قتله لأولاد أخته من البكريين وصديق عمره صهره زوج أخته وهو الذي كان لو حكم بالعدل يستطيع أن يقتل جساساً الذي قتل أخيه لكنه كان كلما وصل اليه في المعركة يتركه حتى يبقى له حجة بإطالة أمد هذه الحرب
جساس الذي قتل كليباً لم يشعر أحد به ولم يشعر بما كان يعانيه هو وعائلته رغم ظلم كليب له مع العلم أن كليباً كان زوج شقيقة جساس أي صهره
لم يلتفت أحد لظلم كليب في منع بني مرة ( أهل زوجته ) من الرعي لتسود له فقط أماكن الرعي لم يلتفت أحد له في ظلمه بني مرة حين منع عنهم الماء وهم الذين رفضوا الملوك لأجله لأنهم أعطوه كلمة
ظلموا وتجبروا وأذاقوا بني مرة الأمرّين كل هذه الأسباب جعلت جساساً يقتل كليباً وليس ما أُشيع أن كل تلك الحرب حصلت لأجل قتل ” ناقة البسوس ” خالة جساس
ما أشبه ما حصل في 7 أكتوبر في فلسطين بحرب البسوس وأسبابها ونتائجها حيث اتهم الغرب بأكمله حماس بأنها هي من بدأت الحرب وهجمت على المستوطنات وعليها أن تدفع الثمن ، لم يرَ الغرب أي شيء من مجازر العدو على مدار أكثر من أربعين سنة اذا ما أردنا ربطها بمدة حرب البسوس لم يرَ الغرب تهجير الفلسطينين من منازلهم الى المخميات في الدول المجاورة ، لم يرَ قتل الأطفال ، لم يرَ القضاء على مستقبل وأحلام شباب أمضوا أجمل سني حياتهم في السجون ولم يرَ المجازر والتنكيل والتفنن بالتنكيل منذ قيام هذا الكيان الزائل حتى 7 أكتوبر 2023 ولم يرَ فظاعة مجازره في لبنان من حولا الى قانا الى الزرارية الى المنصوري والكثير من المجازر الأخرى حتى يلوم هو وبعض أزلامهم في الداخل اللبناني الم.قاو.مة على حمايتها الحدود مع فلسطين
كل هذا لم يره الغرب ، بلى هو يراه ولكنهم أيضاً طلموا وتجبروا لأنهم ككليب وأخيه الزير سالم يرون أنهم أعلى من البشر وأن دول المجتمع الثالث يجب ان تبقى في التخلف وتحت سيطرة معاهدات بالية مثل سايكس بيكو لضمان مصالحهم في الشرق الأوسط أو مثل اتفاقية “اوسلو ” لكي تنعم اسرائيل بالسلام لتحقق لهم مآربهم أو كاتفاقية كامب دايفيد ليؤدي ذلك الى الإعتراف بإسرائيل كدولة ويحق لها العيش بسلام وكل ذلك يصب في مصالح الغرب في السيطرة على الشرق الأوسط لحماية أمنهم القومي من جرثومة التاريخ ” الصهيونية ”
المصدر: رضا دياب- ليطاني نيوز