غابة جهنمية من الألغام ستواجه الجنود الإسرائيليون في غ/زة
صدى وادي التيم-متفرقات/
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الجنود الإسرائيليين الذين يستعدون لهجوم بري في قطاع غزة، سيواجهون غابة جهنمية من الألغام والأنفاق والمباني في أثناء مطاردة مقاتلي حماس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تكون العملية هي “الأهم لجيش الاحتلال في غزة، بعد الهجوم الذي نفذته حماس قبل أيام”.
وقال كينيث “فرانك” ماكنزي جونيور، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية شغل منصب رئيس القيادة المركزية الأميركية حتى العام الماضي: “أعتقد أنهم سيعودون إلى غزة بقوة، وسيكون الأمر بمثابة حمام دم للجميع”.
وتوقع أن “يستمر العنف على مدى فترة زمنية أطول بكثير” من هجوم حماس، مع تورط الإسرائيليين في حالة من الفوضى، وعدم القدرة على التنبؤ بحرب المدن.
وقال جيان جنتيلي، العقيد المتقاعد بالجيش والمؤرخ العسكري لدى مؤسسة راند، إن نطاق الهجوم الإسرائيلي “من الواضح أنه سيكون أكبر بكثير الآن من العمليات التي جرت في السنوات الأخيرة، وسوف يأتي مع تحديات تمكنت الولايات المتحدة من تجنبها في بعض معاركها الحضرية الأكثر كثافة، مثل هجوم تشرين الثاني 2004 على الفلوجة، العراق”.
وقال بروس هوفمان، خبير مكافحة الإرهاب والأستاذ بجامعة جورج تاون، “إن الهجوم الإسرائيلي سيستفيد من وجود قوة مدربة تدريبا جيدا وتعتمد على التكنولوجيا العسكرية في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة”.
لكن هوفمان قال أيضا إن التحديات التي سيواجهها الجنود الإسرائيليون في غزة ستكون “أكبر بشكل كبير” مما واجهته القوات الأميركية في الفلوجة”.
وأشار إلى أن “مسؤولي حماس زعموا أنهم قاموا بالتحضير والتخطيط لعدة سنوات لهجومهم على إسرائيل، وربما توقعوا أن يرد الجيش الإسرائيلي بغزو بري” وتابع: “أنه من المرجح أن يستخدم الجانبان طائرات مسيرة، مما قد يؤدي إلى مناوشات بينها بما يشبه كيفية استخدام الطائرات المأهولة في الحروب السابقة”.
وقال ميك مولروي، وهو مسؤول كبير سابق في البنتاغون ومؤسس مشارك لمعهد لوبو، إن جيش الاحتلال لديه قوات وأسلحة ومعدات متفوقة على تلك الموجودة لدى حماس، لكنه قال إن حماس “أصبحت فعالة للغاية” في القتال في المناطق الحضرية وربما استعدت لقوات الاحتلال.
وقال مولروي، إن الجيش الإسرائيلي على الأرجح يجمع معلومات استخباراتية الآن بينما يخطط للهجوم البري ويستخدم الضربات الجوية لتشكيل ساحة المعركة لصالح القوات الإسرائيلية.
وتوقع أن تأتي القوة الهجومية الرئيسية من إسرائيل عبر معبر إيريز إلى غزة، في أقصى الطرف الشمالي من القطاع، وأنها ستشمل دبابات قتالية وناقلات جند مدرعة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قد يحاول أيضا التوغل في غزة من الشرق، مما يؤدي فعليا إلى قطع المنطقة إلى قسمين والحد من قدرة حماس على نقل المقاتلين والمعدات.
لكن بينما بدأت تكتيكات العملية الهجومية تظهر للعيان، فإن نهاية اللعبة غير واضحة.
وقال ميستال: “لم يرغبوا في الذهاب إلى غزة مرة أخرى، لم يرغبوا في احتلالها، لم يرغبوا في أن يكونوا مسؤولين عن إدارتها، ولكن الآن ماذا سيفعلون، إذا كان لديهم هذا الهدف الأكثر تطرفا؟”.
قال مسؤول دفاع أمريكي كبير، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد الأساسية التي وضعها البنتاغون، يوم الخميس إن إدارة بايدن لا تخطط لنشر قوات أمريكية إضافية على الأرض في إسرائيل “في هذا الوقت لكنه لم يستبعد أن عمليات النشر يمكن أن تحدث إذا اتسع الصراع”.
وقالت الصحيفة إن الخطاب الإسرائيلي حول غزة يثير احتمال القتل الجماعي في الهجوم البري، كما قال يوسف مناير، الزميل في المركز العربي بواشنطن العاصمة. وقال إن العملية الإسرائيلية لن تجلب الدمار إلى غزة فحسب، بل قد تتحول إلى صراع إقليمي يوقع الولايات المتحدة في شرك.
وأضاف: “كل يوم يمر، يصبح من الصعب أكثر فأكثر السيطرة على النتائج والتداعيات، أشعر وكأننا نسير في أثناء نومنا نحو وضع سيقول فيه الناس لأجيال من الآن: ماذا نفعل؟”.