شكّلت حادثة اسقاط الطائرة الروسية “إيل-20” في اللاذقية قبل أيام، مفصلاً أساسياً لمراجعة حسابات الميدان في سوريا، حيث أن روسيا بدت بعد الحادثة أكثر تشدداً، وعازمة على زيادة وتعزيز نفوذها وتمركزها.
وقد أعلنت روسيا في هذا السياق، أنها تنوي تسليم منظومة صواريخ “إس – 300” إلى الجيش السوري خلال أسبوعين.
وتوقع الخبراء زيادة منظومات الدفاع الروسية والسورية في المنطقة بسبب تدهور الوضع في سوريا على خلفية الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة، ولفتوا الى أن الجيش السوري سيحصل بالإضافة إلى منظومة الدفاع الجوي “إس-300” التي طال انتظارها، عددا إضافيا من أنظمة الدفاع قصيرة المدى. وفي الغالب ستكون هذه المنظومات منظومات حديثة روسية من طراز “بوك-أم2 أية” و”تور-أم2″ و”بانتسير-إس1″.
وكذلك منظومات “بيتشورا-2أم” المحدثة بشكل جذري في مؤسسات الدفاع البيلاروسية والروسية.
وقد أثبتت “بيتشورا-2أم”، وتعرف أيضا باسم ،”S-125 Neva”، فعاليتها خلال القتال في سوريا، ويوجد الآن لدى القوات السورية 12 منظومة منها، وفق ما أفادت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
النظام مزود بجهاز مضاد للإجراءات الإلكترونية ECCM إضافة لذلك فإن رادار البحث والتعقب مزود بكاميرا تلفزيونية يصل مداها لـ 25 كلم وأجهزة رؤية ليلية أيضاً ما يعطيه القدرة على العمل في بيئة مليئة بالتشويش الإلكتروني.
كما تم تحديث عدد غير معروف من بطاريات “سام3 ” التي تملكها سوريا إلى النظام (بيتشورا 2) الذي يمتلك قدرة عالية على مواجهة التشويش الإلكتروني، ونظام تعقب راداري ليزري مع أشعة تحت الحمراء بما يبقي الرادار صامتاً خلال فترة التعقب. وقد تم استبدال كل المكونات القديمة بمكونات رقمية معادلة، وكل الأسلاك المحورية بألياف بصرية.
واشنطن تنقل الصراع
وفي مقابل التحرّك الروسي، يبدو أن واشنطن تسير وفق مخطط يستثني “صراعات الشرق الأوسط طويلة الأمد”، ويركّز على الصراع الأميركي المستجّد مع الصين وروسيا.
وقد أعلن البنتاغون في هذا السياق، أن الولايات المتحدة تسحب بعض بطارياتها المضادة للطائرات والصواريخ من الشرق الأوسط، وفق ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مسؤولين عسكريين أميركيين.
وقال التقرير الذي نشرته الصحيفة الأميركية إن البنتاغون سيزيل أنظمة الصواريخ من المنطقة خلال شهر تشرين الأول المقبل.
وسيتم سحب أربعة أنظمة صواريخ باتريوت من الأردن والكويت والبحرين، بهدف إعادة توطينها في أماكن أخرى، ما يشير بحسب “وول ستريت جورنال” إلى تحول في التركيز بعيداً عن الصراعات الطويلة الأمد في الشرق الأوسط وأفغانستان.
وأضاف التقرير نقلاً عن مسؤولين عسكريين كبار أن الجيش يركز الآن على التوترات مع الصين وروسيا.