مسارها كُشِف.. هكذا ستنتهي معركة عين الحلوة
صدى وادي التيم-امن وقضاء/
أولاً: التأكيد والاعتراف بأنّ هناك جماعات مسلحة تعبثُ بأمن المخيم ويجب “إستئصالها” وإنهاء التوتر.
ثانياً: تثبيت أنّ الدولة باتت تتحرّكُ على أكثر من صعيد أمني و “إداري” وأن من يتهاوَن في عملية “لجم التوتر” سيطالُه الإجراء اللازم.
ثالثاً: التشديد على وجوب تعاون كافة القوى الفلسطينية مع بعضها البعض، فإجتماع البيسري كان تأكيداً لهذا الأمر وترجمتهُ يجب أن تكون على أرض الواقع وأول خطوة في ذلك يجبُ أن تكون في هذا المجال مُتمثلة بتشكيل القوّة الأمنية المُشتركة التي بات عليها جمُع مختلف الفصائل الفلسطينية للإنقضاض على المسلحين.
رابعاً: كانت الرسالة هي أنه على الفصائل أن تتوحّد مُجدداً، والكلامُ من “فتح” كان واضحاً عبر الإشارة إلى أنّ هناك عناصر خطيرة داخل عين الحلوة ويجب التعامل معها على قاعدة “محاربة الإرهاب”.
خامساً: كان قرارُ وقف إطلاق النار مرتبطاً بآلية واضحة لتسليم المطلوبين، وهذا الأمر قد لا يتحقق هذه المرّة إلا بـ”وحدة الفصائل” التي عليها الضغطُ على الجماعات التي تتواصل معها لـ”كف يدها” أولاً، وقطع خطوط الإمداد عنها ثانياً، ودفعها نحو التسليم بخيار الدولة بعيداً عن إشتباكات مُسلّحة ثالثاً، أو فتح حرب ضدها وبالتالي تبدّل كل خارطة التحالفات داخل المُخيم.
ميدانياً، فان ما يبدو هو أنَّ “فتح” باتت مُجبرة أكثر اليوم بتطويق حركة المسلحين في معاقلهم المُختلفة لاسيما تلك القريبة من الجيش. بشكلٍ خاص، يُعدُّ إشتباك جبل الحليب خطيراً على العسكريين والأمرُ نفسه في “التعمير التحتاني” والطوارئ، ولهذا الأمر يجب أن يكون الحسمُ سريعاً لأن أيّ عملية تطالُ الجيش سيعني دخول المخيم في متاهة جديدة.
واعتباراً من اليوم، يبدأ “المشرف على الساحة اللبنانية” في “فتح” عزام الأحمد جولته على المسؤولين اللبنانيين، في وقت ستكون فيه الرسالة واضحة وتتضمن التالي: إلتزام “فتح” بما تريده الدولة اللبنانية وتثبيتٌ لمطلبها بـ”تطهير المخيمات” من أي عناصر مُسلحة يمكن أن تشكل خطراً على الأمن. أما الأمر الأهم فهو أنّ “فتح” ومن خلال الأحمد، ستؤكد أنها قادرة على “الحسم” لكنها بحاجة إلى “الدعم” كي لا تبقى المخيمات ساحة “إستنزافٍ” بالنسبة لمجموعات غريبة عن النسيج الفلسطيني.
قد يظنّ البعض أنّ الأحمد سيأتي لـ”لجم” الحركة، لكنّ خطوتهُ في بيروت هي عكس ذلك وقد تكونُ بمثابة إنطلاقة لـ”لحظة صفرٍ” مُنتظرة، وهذه المرّة يجب ألّا تكون “فتح” بمفردها في المعركة الحاسمة التي من خلالها وبعدها سيتحقّق “وقف إطلاق النار” المنشود. حتماً، من المهم جداً أن تتكتل الفصائل مُجدداً “تحت عين الدولة” لإنهاء مأساة عين الحلوة، و “يلّي بخربط يا ويلو” وأوراق القوّة جاهزة.. فهل سينتبه الجميع لهذا الأمر بما فيها عصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة اللتان تمونان بشكل أو بآخر مع حركة حماس على أوساط بعض الجماعات المسلحة داخل المخيم؟
وفي إطار المعارك التي كانت قائمة، كان لافتاً تمكّن حركة “فتح“، أمس، من إستهداف مطلوبين بارزين في معاقلهم، أبرزهم عزّ الدين داوود المعروف بـ”عزو ضبايا” والمدعو يوسف شبيطة والذي كان يقودُ مجموعة مُسلّحة في حي حطين. هنا، تقولُ معلومات “لبنان24” إنّ “الحركة تستعينُ بقوات خاصّة لخوض عمليات دقيقة خلال الإشتباكات”، مشيرة إلى أنَّ “تلك القوات خضعت لتدريبات مُشدّدة خلال السنوات الماضية بإشراف ضُباط فلسطينيين جاؤوا من الضفة الغربية خصيصاً إلى لبنان لتدريب قوات الأمن الفلسطيني داخل مُخيم الرشيديّة في صور، وذلك بمواكبة ومتابعة من الدولة اللبنانية”. الآن، فإنَّ ما تنتظرهُ “فتح” هو سقوطُ مطلوب جديد بقبضة الجيش، مع العلم أن الجريح “عزو ضبايا” هو أحد أبرز المطلوبين الآن لضلوعه في جريمة إغتيال العرموشي، وتقول المصادر إن “بقاءه على قيد الحياة يمكن أن يشكل كنزاً للدولة لمعرفة ما حصل لحظة الإغتيال”، وتضيف: “حالياً، فإن ضبايا في موتٍ سريريّ، وقد تم إخراجه من المخيم على أنه قد فارق الحياة، لكن قلبهُ عاد للنبض في مستشفى الراعي بصيدا من خلال الصدمات الكهربائية. لو كان المسلحون يعلمون أنه من الممكن أن يبقى ضبايا حياً، لما كانوا ساهموا في إخراجه إلى بعد حدود المخيم، فهؤلاء ظنوا أن الأخير قُتل نهائياً لكن ذلك لم يحصل”.