رئيس لجنة التواصل الدرزية عرب ٤٨ الشيخ علي المعدّي يزور لبنان ويستهل جولته بلقاء سماحة شيخ العقل في كفرمتى
صدى وادي التيم-لبنانيات/
استقبل سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب في دارته في كفرمتى، رئيس لجنة التواصل الدرزية لعرب ٤٨ الشيخ ابو محمد علي معدي، بحضور الشيخين الجليلين أبو هاني وفيق حيدر وأبو سلمان سامي عيد وحشد كبير من المشايخ والفعاليات وأبناء البلدة.
هذا وكان الشيخ المعدّي وصل إلى مطار بيروت الدولي قادماً من تركيا ليقوم بجولة تستمر عدة أيام استهلها بزيارة سماحة شيخ العقل في كفرمتى.
الغريب
وألقى سماحة شيخ العقل كلمة ترحيبية، جاء فيها: “نرحب بالشيخ الصادق المقدام الغيور الشيخ أبو محمد علي المعدّي، كما نرحب بخطابكم الصادق في فلسطين المحتلة، في هذا البلد الشقيق الذي يرزح تحت الاحتلال وتحت الاغتصاب والقوة والتهديد والتهويد.
نحن إذ نقدر خطابكم في كل المناسبات، هذا الخطاب العربي الاصيل الّذي ربما لم نسمعه من غيركم من أبناء البلد في فلسطين ومن غير الفئات التي نعنيها، وصوتكم سيبقى صوتنا نحن وصوت كل عربي حرّ والامة بحاجة لامثالكم يا شيخ ابو محمد.”
وتابع سماحته: “لقد تحملت المشقات والمصاعب في سبيل بلدك وطائفتك وأهلك، وفي سبيل العروبة وهذه الامة الجريحة. ونحن نقدر مسعاكم ونقول لكم أهلاً وسهلاً في دياركم في لبنان الذي يعاني ايضاً الكثير من الامور الاقتصادية والمالية وحتى السياسية والدستورية. نحن بحاجة للتعاون جميعاً كي نبقى في هذه الامة موجودين وصوتنا يسمع، ولكن بالخلاف لا صوت لنا لا عندنا ولا عندكم، نحن نشدد على التلاقي في لبنان وخاصة بين اهل الدين ونشدد على التلاقي بينكم ايضاً فما يهمنا ان تبقوا موحدين متحدين في فلسطين ونحن في لبنان واخواننا في سورية.”
وأضاف: “السياسة الدولية تتلاعب بالشعوب اليوم، جبل الدروز هذا جبل الابطال، جبل التحرير، جبل الثورة العربية السورية الكبرى، جبل سلطان باشا الاطرش. نحن نتمنى ان نبني ويبنون على مداميك الاستقلال والتحرير في سورية وان تبقى سورية الدولة الام ولطالما غرّروا في قادتها في الماضي ولن ينجحوا ستبقى الدولة السورية دولة موحدة بقيادة رئيسها الحر الدكتور بشار الاسد الذي لم يرضخ يوماً لليهود والصهاينة في سبيل الاصلاح او التطبيع والمصالحة. نحن الى جانبه في كل هذه المواقف الحرّة والى جانب كل عربي او غير عربي يساعد لاصلاح ذات البين هنا وفي فلسطين وكل من يساعد هذا الشعب حتى يتحرّر من نير العبودية ومن نير الاحتلال. املنا كبير بوجود أمثالكم ان نرى يوماً فلسطين محرّرة… وأهلاً وسهلاً بكم.”
المعدّي
بدوره القى الشيخ علي المعدي كلمة جاء فيها: “بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه اجمعين وبعد. تشرفنا اليوم في زيارة دارة سماحة شيخ العقل الشيخ نصر الدين الغريب هذا الشيخ الذي له فضل خاص علينا قبل ان يعرفنا شخصياً ومن باب الوفاء والاخلاص وبمعية الشيخ كامل فرحان العريضي ارتأينا ان نصل رأساً من بيروت الى دارة صاحب السماحة وفاءاً لفضله ومكانته، نشكر كلمات الشيخ وهو يعطينا اكثر من حقنا، نشكر تشريفكم وحضوركم مشايخنا الاجلاء والشباب. نحن في لجنة التواصل الدرزية آلينا على انفسنا بعد ان تم منعنا من قبل السلطات الاسرائيلية وبعد ان استنفذنا كل الخطوات القانونية لنعيد ونمارس الزيارات الاربعة التي كانت تجتمع فيها مشايخ الطائفة في جزيرة الشام قبل اكثر من مئة عام، زيارة مقام النبي شعيب في حطين وزيارة مقام النبي هابيل قرب دمشق وزيارة مقام النبي ايوب في منطقة نيحا الشوف وزيارة الخلوات البياضة الزاهرة في حاصبيا.”
وتابع: “هذه الزيارات التي كرست لنقوم بفرائضنا المذهبية وتجتمع فيها شيوخ الدين حول كلمة التوحيد واعلاء كلمة الحق، بعد كل هذا أخذنا على انفسنا ان نتحدى ونستل حقنا ونأخذ على انفسنا كل المسؤولية، وقمنا بزيارة الوطن الغالي سورية ثلاث مرات، هذا المشروع الذي تبناه سيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد الذي نبعث له كامل التحية والتقدير من دارة سماحة الشيخ، وهذا المشروع رعاه عطوفة الامير طلال ارسلان منذ لقاء جنيف ٢٠١٠.”
و أضاف: “هذه السنة كانت موافقة رسمية من قبل سيادة الرئيس بشار الاسد لزيارة مقام النبي هابيل وطبعاً بتنسيق مع عطوفة المير طلال ومعرفة سماحة الشيخ، وخرجت الى لبنان بتنسيق مع الاخ بلال العريضي لسبب منع الاردن لنا ثلاث مرات من دخول الى اراضيها والدخول الى سورية، طبعاً بتنسيق تام مع الداخل. فرأيت ان اتوجه الى تركيا ومن هناك اصل الى لبنان بجواز سفر فلسطيني ولي الشرف ان احمل هذا الجواز لاننا نحن الفلسطينون الاوائل، همٌّنا واحد وقضيتنا واحدة وشعبنا واحد، ونحن الذين بقينا في ارضنا وقاومنا الظلم والاضطهاد والتمييز والقهر لاكثر من سبعين عاماً ولم نزل، فجاء الخبر بتاجيل الزيارة كلياً بسبب الاحداث الموجودة اليوم في سورية.”
وختم: “مرة اخرى من هنا نبعث الى اهلنا في جبل العرب وفي انحاء سورية دائماً على مرّ المؤامرة الكونية على سورية كل نداءاتنا كانت الى عموم ابناء الشعب السوري بالتغاضي والتراضي والتصافي والتصالح والاجتماع الى طاولة الحوار لإحقاق الحقوق المشروعة للشعب والمصلحة العلية للوطن. سورية التي دحرت اكبر مؤامرة كونية عليها في العصر الحديث، وهذا بفضل القيادة الحكيمة للرئيس الدكتور بشار الاسد، نتمنى عليه اليوم ان يتطلع على مجريات الامور وعلى اوضاع الشعب ويعطي الحقوق الاساسية للشعب حتى يبقى هذا الشعب ملتفاً حول قيادته وتبقى سورية موحدة واحدة، وشعباً واحداً، رمزاً للعروبة ورمزاً لجميع الاحرار.”