صحيفة إيطالية: انتخابات لبنان نقطة تحول في الشرق الأوسط
وتوقعت الصحيفة أن “يفسح هذا النظام المجال أمام الأحزاب المستقلة والمحايدة للمشاركة في الانتخابات، على غرار حركة “كلنا وطني” التي قررت الدخول في السباق الانتخابي، علما أنها تأسست من قبل صحفيين وناشطين حقوقيين”.
ولفتت الصحيفة الى أن “حزب الله أعلن عن تحالفه مع حركة أمل الشيعية في هذه الانتخابات، حيث قدم كل منهما قوائم مشتركة. ومن جهته، يسعى الشق الشيعي إلى توحيد صفوفه بهدف الظفر بالمزيد من الأصوات في الانتخابات. في المقابل، لا تستطيع الأحزاب الشيعية عقد تحالفات مع أحزاب أخرى وذلك خوفا من ألا يحظى هذا التحالف بتأييد أغلب المناطق”.
وبحسب الصحيفة، تشهد الانتخابات الحالية ظهور عدة منافسين من طوائف مختلفة على غرار حركة أمل، والتيار الوطني الحر، وحزب الله، الذي على الرغم من تحالفه مع التيار، مازالت لديه مخاوف من أن يحظى هذا التحالف بمعارضة في بعض الجهات. وعموما، تواجه الأحزاب السياسية نفس الأزمة التي يتعرض لها حزب الله والتي تتمثل في عدم حصول التحالفات التي يبرمونها على دعم في كامل أرجاء البلاد.
واعتبرت الصحيفة أن “النظام النسبي الجديد من شأنه أن يساعد كلا من حزب الله وحركة أمل ورئيس الجمهورية ميشال عون على تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات. في المقابل، من المتوقع أن يفقد سعد الحريري عددا من المقاعد المؤيدة له في البرلمان. وعلى ما يبدو، سيدفع الحريري في هذه الانتخابات ثمن تقديم استقالته من الرياض وتحالفه مع السعوديين، على الرغم من أنه سيحافظ على منصبه كرئيس وزراء للبلاد”.
وأكدت أن الانتخابات تعد بمثابة حدث يحظى باهتمام الشرق الأوسط بأسره. علاوة على ذلك، يعد التصويت مهما جدا لفهم ومعرفة الإستراتيجيات الجديدة التي سيتبعها لبنان في المستقبل. كما يعد لبنان ساحة لتصفية الحسابات بين إيران والسعودية. ومن جهتها، تراقب إسرائيل عن كثب الانتخابات وذلك بسبب خوفها من فوز الشق الشيعي، الذي يشكل خطرا وتهديدا مباشرا لها، خاصة وأن هذه الفترة تشهد تصعيدا غير مسبوق بين طهران وتل أبيب”.
ونوهت بأنه “في حال انتصار “حزب الله” و”حركة أمل” في الانتخابات، فمن المؤكد أن يحدث تغيير جذري في بلاد الأرز وفي المنطقة، خاصة فيما يتعلق بملف التحالف السعودي. ومن المؤكد أن “التيار الشيعي” سيسعى إلى إيجاد حل للتصدي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على لبنان والتي تستهدف حزب الله بشكل مباشر”.
ورأت الصحيفة أن هذه “الخطوة التي قامت بها الرياض بإجبار الحريري على تقديم استقالته كلفتها ثمنا باهظا ومن المحتمل أن يتراجع عدد المقاعد المؤيدة له في البرلمان، علما أن كلا من السعودية والولايات المتحدة الأميركية يراهنان عليه للفوز في الانتخابات”.
وأوضحت أن فوز “التيار” في لبنان سيمثل بمثابة ضربة موجعة لأعداء طهران التي سيتنامى نفوذها في المنطقة في حال فوز حليفها.
(عربي 21)