منخفضان مداريان يُلهبان ٣ قارات: تموز يودّع بالحر
صدى وادي التيم-متفرقات/
الاحوال الجوية في لبنان والمنطقة ليومَي الخميس والجمعة 20 و 21 تموز 2023
تقرير للاب ايلي خنيصر المتخصص في الاحوال الجوّية وعلم المُناخ في بوسطن
بعيدا عن الاحاديث التي اعتدنا ان نسمعها ونقرأها على مواقع التواصل الاجتماعي تطرف مناخي، احتباس حراري انفجارات شمسية وأخرى صحراوية،
نتجه نحو المواضيع العلمية التي تشرح حقيقة ما يحصل، والغريب انّ العالم لم يعد يتكيف مع درجات حرارة، يظنّها الاقسى، ويظنّ انّ الارض ستحترق، بل نسي مقولة الاجداد: تموز بتغلي الميّ بالكوز وآب اللهاب… فهل تغلي المياه وتلتهب الاجواء بحرارة ثلاثينيّة او عشرينية؟
منذ ٨ تموز الماضي نشُطَت حركة المنخفض الهندي الموسمي الحار فوق شبه الجزيرة العربية وتراجع ضغطه من 997 الى 992hpa الامر الذي اثر على جنوب شرق اوروبا والشرق الاوسط بتراجع الضغط الجوّي نحو 1004hpa، فتمددت الكتل الحارة من المناطق المدارية التي سقطت عليها اشعة الشمس بشكل عمودي، نحو لبنان والجوار،
وخلال يوم الاحد الفائت، ارتفع ضغط “الهندي” الى 995hpa فتراجعت الحرارة في الدول العربية بمعدل درجتين تقريباً، الاّ انّ اليوم، اي الخميش 20 تموز، هبط ضغط المنخفض الهندي الى 994hpa فوق الربع الخالي، وسيصل الى 990hpa يوم السبت المقبل اي في 22 تموز 2023، يُقابله ضغط المنخفَض السوداني فوق تشاد ونيجيريا والسودان الذي سيلامس 1004hpa، فيمددان الموجات الصحراوية اللاهبة نحو الشمال لتغطي:
اسبانيا وفرنسا وايطاليا، هنغاريا وصربيا، كرواتيا واليونان، بلغاريا وتركيا وقبرص،وشمال افريقيا، الشرق الاوسط والدول العربية، العراق وايران والهند، والهند الصينية، الامر الذي سيسبب بطول المدة الزمنية لموجة الحر التي ستستقر فوق لبنان والمنطقة، حتى الاسبوع الاول من آب، وقد تطول مدتّها لأسبوع آخر.
تجدر الاشارة الى انّ اكثر خطوط العرض في الكرة الارضية سخونة، هو خط مدار السرطان،
فمدار الجدي (جنوباً تحت خط الاستواء)، تقع عليه اكبر نسبة محيطات ( مدار مائي)
خط الاستواء تقع عليه المناطق الحرجية والغابات الكبرى، غابات وسط افريقيا وغابات الامازون.
مدار السرطان تقع عليه المناطق الصحراوية: الصحراء الافريقية الكبرى، صحراء شبه الجزيرة العربية، صحراء الهند والهند الصينية، وبما انّ اشعة الشمس تكون عمودية بين اوخر حزيران وتموز على هذا الخط، تتفاعل مع حركة المنخفضين الهندي بشكل اساسي ويليه السوداني، فترتفع درجات الحرارة في اوروبا.
لنتحدث الآن من حيث جغرافية المناطق الجنوبية لاوروبا، لماذا تتعرض للحر الشديد؟
انّه امر اعتيادي، علماً ان السوشيل ميديا يضخّم الامور.
تقع ايطاليا واسبانيا واليونان وتركيا شمال البحر المتوسط الذي يفصلها عن الصحراء الافريقية الكبرى، وحين تتمدد الكتل اللاهبة من السودان وصحراء ليبيا والجزائر ومصر شمالاً، تعبر المتوسط وتحمل معها رطوبة البحر، الامر الذي يرفع درجات الحرارة ودرجة الرطوبة، فتتحوّل الاجواء الى خانقة، بخاصة في ايطاليا التي تحاصرها المياه من الشرق والغرب والجنوب، ونكرر؛ هذا امر طبيعي.
حالياً، سيوف يتأثر لبنان بأجواء حارة تبدأ بعد ظهر 21 تموز وتشتد تدريجيا خلال اسبوع فيتحول الجوّ الى ناريّ في كل البلدان المذكورة اعلاه
سوف تلامس الحرارة في البقاع 37-41
على الساحل 35-36
على 1000 متر 33 درجة
اما الرطوبة فتشتد بعد ساعات الظهيرة وترتفع من 65 الى 92% الامر الذي سيحول الاجواء الى خانقة
صورتان مرفقتان تُظهران الكتل اللاهبة التي ستضرب القارات الثلاثة بسبب لحمة المنخفض الهندي مع السوداني
الحرارة على الساحل ليوم الجمعة: 32 نهاراً و 27 ليلاً
في البقاع: 35 نهاراً و 24 ليلا
على الجبال 1200 متر: 30 نهاراً و 21 ليلاً
على الجبال 2000 متر: 27 نهاراً و 17 ليلاً
الرياح: جنوبية غربية سرعتها 05 كم في الساعة
الضغط الجوّي: 1006hpa
الرطوبة: 78%
حالة البحر : منخفض الموج حرارة المياه 30 درجة .