مواطنون يشكون من الكلاب الشاردة
صدى وادي التيم-لبنانيات/
“مشكلة النفايات ليست وحدها التي تؤرق بلدية صيدا وأبناء المدينة، فالكلاب الشاردة ايضا، بعدما تحولت من ظاهرة لافتة إلى مصدر خطر على الحياة، إذ انه منذ بداية الأزمة الاقتصادية المعيشية وهي متروكة في الشوارع بلا حلول مجدية، فتكاثرت وتناسلت وزادت شراسة.
وتلوك ألسن الصيداويين في أروقة صالوناتهم العائلية والاجتماعية واقع المدينة المزري اليوم والذي يشبه كل شيء إلا صيدا، وحال البلدية وموقف السعودي ومشاكل النفايات والمعمل والحرائق وضررها على الصحة والبيئة وصولا إلى الغلاء غير المسبوق وظاهرة الكلاب الشاردة، وسط عتب علني وضمني على القوى السياسية حينا وعلى بلدية صيدا أحيانا.
وفي شكاوى الناس، فإن الكلاب الشاردة التي ازداد عدادها، لم تعد حركتها تقتصر على أطراف المدينة الجنوبية والغربية ولا في ساعات الليل وعند الفجر فقط، وإنما في وضح النهار وعلى الشوارع والساحات الرئيسية وفي الأحياء الشعبية الداخلية والطرقات الفرعية ولا تتردد في بعض الأوقات من الهجوم عليهم وخاصة الأطفال منهم.
وفي الشكاوى أيضا، فإن الكلاب الشاردة وصلت إلى باحات المباني السكنية، وإلى مداخلها، بل إلى الطوابق الأولى منها بحثا عن الطعام في أكياس النفايات، قبل أن تصل إليها أيادي النواطير ويتم نقلها إلى الحاويات، وكثيراً ما فاجأت السكان أو الأولاد أثناء مغادرتهم شققهم، فعادوا إلى منازلهم مذعورين.
المقلق في المشكلة أنها متروكة لمصيرها بلا حلول مجدية، بل تراوح مكانها رغم الشكاوى والمراجعات الكثيرة للبلدية من قبل أشخاص تعرضوا لهجوم أو نجوا من محاولة عض ونهش أو ذاقوا الويل والخوف من قطيع شارد يبحث عن ضالته من الطعام كيفما كان.
وهذه الظاهرة تفاقمت في ظلّ غياب الحلول رغم الجهود الكبيرة المبذولة، إلا أن الإمكانيات المادية غير كافية، بلدية صيدا توقّفت عن ملاحقتها بعد تدخّل جمعية الرِفق بالحيوان التي رفضت قتلها للتخلّص منها، ولكنّها بقيت عاجزة عن جمعها وحجزها في أماكن مخصّصة لها، نتيجة الكلفة المرتفعة لرعايتها مع تكاثرها وازدياد أعدادها.
لا محاولة للتهرب من المسؤولية يقول رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لـ “نداء الوطن”، ولكن واقع الأمر يختلف بين القول والعمل، الظاهرة مزعجة ومؤذية لأبناء المدينة، ولكن ما باليد حيلة، البلدية مكبلة اليدين والتخلص منها توقف منذ زمن بعيد، والتواصل مع جمعيات الرفق بالحيوان من أجل جمعها والاهتمام بها مكلف ماليا، إذ يتطلب رعاية كلب شارد نحو 100 دولار أميركي شهريا، ومجموعها مكلف جدا.