تحذير إلى الأهالي اللبنانيين: أطفالكم يتعرضون للشاشة أكثر من المسموح
صدى وادي التيم-لبنانيات/
يُقال إن الأطفال لا يمكن تلقينهم أفعالا أو سلوكا، هم انعكاسٌ طبيعيّ لتصرفاتنا… كما نكون، يكونون!
مقولة كانت تصحّ سابقا، حينما لم يكن الاهل يعملون من “الفجر للنجر” من أجل جني ما أمكن بعدما هزّتهم الازمة الاقتصادية، وكانت تصحّ قبل جائحة “كورونا” وما جنته علينا وعلى أولادنا الذين مُذاك باتت الهواتف رفيقتهم.. والمرآة الأوضح لانفعالاتهم وسلوكياتهم!
ولدٌ يتحوّل إلى نينجا… وآخر يحاولُ أن يجسّد كلّ المشاهدِ العنيفة التي يتابعها على الشاشة لشخصيّته المفضّلة، مشاهدُ باتت واقعا في حياة الكثير من الأهل في لبنان الذين فقدوا السيطرة على أولادهم وعلى سلوكياتهم.
بحسب منظمة الصحة العالمية يجب ألا يجلس الأطفال دون سنّ السنتين أمام الشاشة، أما ما بين السنتين والـ5 سنوات فلا يُسمح للولد بالتعرّض للشاشة لأكثر من ساعة واحدة يوميا.
قلّة من الاهل في لبنان تطبّق ما سبق ذكره، فبحسب الاختصاصية في علم النفس والمعالجة النفسيّة د. شارلوت الخليل، ندرة المتنزّهات المجانية في لبنان والحدائق العمومية إضافة إلى ارتفاع أسعار المخيمات الصيفية والنشاطات المتنوعة، ساعدت في ترك الأولاد يتعرّضون للشاشة ساعات طويلة، وهو أمرٌ يؤثر عليهم ليس من الناحية النفسية فقط إنما أيضا من النواحي الاجتماعية والجسدية والفكرية.
تشدد الخليل، على أن الولد تحت سن الخامسة لا يمكنه الفصل ما بين الخيال والواقع وبالتالي فإن كل ما قد يشاهده سينطبع في ذهنه ويصدّقه وقد يحاول تقليد ما يشاهده من خلال تعاطيه مع من هم حوله، داعية الأهل إلى مراقبة ما يشاهده أولادهم، والتعليق على الصور والمشاهد التي يرونها، ومنعهم عنها كليا قبل النوم بساعة على الاقل، كما خلال تناول الطعام وفي السيارة.
أما الاعتقاد الخاطئ التي تدحضه الخليل، فهو أن محتوى الاجهزة اللوحية مفيدٌ للأولاد، إذ تشدد على أنهم بحاجة ذهنيا وجسديا إلى ألعاب حقيقية وليس وهمية عبر الهاتف، فالـpuzzle والتلوين مثلا ألعاب نجدها على الهواتف ولكن يجب على الولد أن يختبرها بنفسه على أرض الواقع لأن ذلك يؤثر أيضا على التطور المعرفي لديه، ما قد يُترجم بتأخر لغويّ وصعوبات بالكتابة، إضافة إلى مشاكل بالتواصل والعلاقات الاجتماعية نتيجة تفضيله الشاشة على اللعب مع سائر الاولاد.
في الخلاصة، إنتبهوا على أولادكم، خصّصوا لهم وقتا قدر ما استطعتم، إلعبوا معهم، واجمعوهم بأولاد آخرين… والأهم اجعلوا كل سلوكٍ غريب جرس إنذار، ومنها على سبيل المثال تغيّر بعادات الأكل والنوم، العدوانية، عدم إدراكهم لخطورة فعلٍ ما، فكلّها قد تكون نتيجة تعرضّهم لما قد لا يخطر في بالكم عبر تلك الشاشة الصغيرة… فأبعدوا عنهم هذا السُمّ!