انتفاضة العرقوب مقدمةٌ أولى لتحرير مزارع شبعا

تُعتبَرُ انتفاضةُ أهالي كفرشوبا والعرقوب ضد عمليات التجريف الإسرائيلية في تلال كفرشوبا وضد استحداث شريط شائك عند خط ما يعرف بانسحاب العام 2000 مقدمةً لاستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من قيد الاحتلال وخطوةً على طريق تحريرها تتطلب مؤازرةً من الدولة اللبنانية ومواكبةً للجهود والتضحيات التي قدّمها أهل العرقوب، وذلك من خلال مطالبة الأمم المتحدة بالتطبيق الكامل للقرار 425 على الأقل ، فهذه الانتفاضة مهَّد لها أبناء العرقوب بدعوات للاعتصام عند ذلك الخط بعد إقامة صلاة الجمعة والتوجّه إلى نزع الشريط الإسرائيلي، وهو ما كان بالفعل، حيث نزعوا منه عشرين مترا بشكل طولي ودخلوا الى الأراضي المحتلة ورشقوا جيشَ الاحتلال بالحجارة قبلَ أن يبادرَهم باطلاق القنابل الدخانية والغاز المسيل للدموع ما أدى إلى اختناق عدد منهم وجرح مراسل المنار علي شعيب وهو الأسلوب الذي اعتاد أن يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي مع انتفاضة الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة منذ عام 1987.

لقد بدأت انتفاضة كفرشوبا مع الإرادة الصلبة التي تجلت لدى المزارع إسماعيل ناصر حين أوقف عمل الجرافة الإسرائيلية التي كانت تقوم بتجريف ارضه في تلال كفرشوبا وقام برشق سائقها بالحجارة رغم ان تلك الجرافة قد تابعت تقدمها صوبه وردمته بالتراب الى نصفه الأعلى قبل أن يبادرَ بعض المواطنين المتواجدين قربه بانتشاله وإنقاذه، فكان الرد على ذلك اعتصام أهالي كفرشوبا والعرقوب تلبيةً لنداء اتحاد بلديات العرقوب وهيئة أبناء العرقوب، كشكل من أشكال الانتفاضة التي تخبو قليلاً لتعود مع أية عملية تجريف جديدة في تلك المنطقة .

لقد كانت المقاومة على علم مسبق بهذه الانتفاضة المباركة، وكانت جاهزةً للردّ على أي اعتداء، فيما لو ارتكب العدو حماقةً بحق المنتفضين، لتبقى المعادلة التي ثبتتها في السابق، من خلال ردع العدو الإسرائيلي، هي القائمة والسائدة ولتبقى قواعد الاشتباك التي أرستها ثابتةً دون تغيير أو تعديل، فقد كانت تراقب ما يجري عن قرب في ظل استنفار بطولي للجيش اللبناني وعلى بعد امتار قليلة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى اعتبر الإعلام العبري أن الأحداث تجري بتوجيه من حزب الله.

لقد اثبت أهالي كفرشوبا والعرقوب انهم خط الدفاع الأول عن الوطن وان مقاومتهم المدنية تؤسس لمقاومة عسكرية مدعومة من الجيش والشعب لتحرير كامل الأراضي اللبنانية واستعادة مزارع شبعا بالقوة لان تحرير أيار عام 2000 كان منقوصاً ببقاء المزارع محتلةً وعدم انسحاب العدو منها ، ومهما كان الأمر فإن معادلة (الجيش والشعب والمقاومة) حاضرة في الميدان ليفهم العدو ان لغة المقاومة هي الرد على أي عدوان يفكر القيام به في أي وقت وفي أي مكان.

لقد حضرت الإرادة الشعبية بالأمس وغابت الإرادة السياسية، حيث كان المطلوب من الدولة تقديم شكوى الى الأمم المتحدة عن الخرق الإسرائيلي للسيادة اللبنانية من خلال عمليات التجريف لأراض لبنانية في تلال كفرشوبا والاعتداء على الأهالي رغم الحضور الكثيف لليونيفل ودعوات الناطق باسمها اندريا تيننتي الى ضبط النفس.

والسؤال الذي نطرحه اليومَ على المسؤولين والغيارى من المواطنين : إلى متى ستستمر هذه الانتهاكات الصارخة للسيادة اللبنانية دون أي حساب؟

علي حمدان-  الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى