اختفاء نهري دجلة والفرات في العراق!

صدى وادي التيم – اخبار العالم العربي /

تعمل الحكومة العراقية على معالجة شح المياه الذي تعاني منه البلاد، وانتشرت أخيرًا صور وصفت بـ”المفزعة” تظهر استمرار انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات، وهو القضية التي باتت تمثل قلقا كبيرا في البلد الذي شهد أولى الحضارات الإنسانية، والتي كانت الزراعة بسبب توفر المياه العذبة أساس نشأتها وتطورها.
الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر قاع نهري دجلة والفرات في بعض المناطق، خاصة في المحافظات الجنوبية والجنوبية الشرقية، لدرجة تمكن الشخص من المرور على قدميه من ضفة إلى أخرى بينما كان ذلك مستحيلا من قبل ويحتاج إلى جسور وقوارب ليعبرهما.
ويهدد نقص كميات المياه نسبة كبيرة من المواطنين الذين يعملون في الأراضي الزراعية، علاوة على إمدادات المياه لباقي القطاعات، وتزايدت الدعوات لجلسات النقاش والتفاوض بين الأطراف المشتركة في تلك الأزمة والمتمثلة في تركيا وإيران وسوريا والعراق.
حجم الكارثة
وفقا للتقديرات، يحتاج سكان العراق نحو 71 مليار متر مكعب من المياه، ومن المتوقع أن تنخفض المياه السطحية إلى 51 مليار متر مكعب سنوياً بعد إكمال كل مشاريع السدود خارج الحدود.

ويبلغ إجمالي معدل الاستهلاك لجميع الاحتياجات، كحد أدنى، نحو 53 مليار متر مكعب سنويا، بينما يحتاج العراق إلى 70 مليار متر مكعب لتلبية احتياجاته، وتقدر كمية مياه الأنهار في المواسم الجيدة بنحو 77 مليار متر مكعب، وفي مواسم الجفاف نحو 44 مليار متر مكعب.
وانخفض تدفق المياه خلال السنوات الماضية، سواء القادمة من تركيا أو إيران، حيث تشكل مياه نهري دجلة والفرات، التي تأتي من تركيا ما نسبته 70% من مجموع الثروة المائية العراقية، فيما تشكل نسبة المياه الواردة من إيران عبر عدد من الأنهار الصغيرة نحو 12%، في حين تأتي النسبة المتبقية من الأمطار والبحيرات الصناعية والخزانات المائية والمياه الجوفية.

وشهدت الأهوار خلال السنوات الماضية ما بين عامي 2003-2018، تراجعاً كبيراً في منسوب المياه حتى أصيبت بجفاف كبير، الأمر الذي أدى إلى نفوق آلاف الحيوانات والأسماك، وهجرة السكان المحليين بعيداً بحثاً عن مصادر المياه.
وكذلك انخفض الإيراد في سد دربندخان في محافظة السليمانية في كردستان العراق، وأيضا سد دوكان في المحافظة نفسها والتي وصلت نسبة الانخفاض فيه إلى 70%.
وتعد ديالى الأكثر ضرراً بين المحافظات العراقية كونها من المحافظات الزراعية المهمة ومصدر إروائها يعتمد على نهر ديالى سيروان بنحو 80%، وكذلك نهر دجلة بنحو 19-20%.
أسباب الأزمة
وبحسب وزارة الموارد المائية العراقية، تعود أزمة المياه في البلاد إلى أكثر من سبب؛ التغيرات المناخية واحتباس الأمطار وضعف الغطاء الثلجي، فضلا عن الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة.
وأشارت إلى عوامل أخرى غير مباشرة أثرت منها التوسع السكاني الكبير على الأنهار خاصة لدول المنبع.
وأكدت أن من بين الأسباب كذلك التوسع في إنشاء السدود الخزنية الكبيرة والمشاريع الإروائية واستغلال الأراضي وجميعها عوامل أدت إلى زيادة استهلاك المياه وبنسب كبيرة ما أثر على نوعية المياه الواردة للعراق.

ويعاني العراق بشدة من نقص المياه، خاصة بسبب سد إيليسو التركي الذي بُني عند منبع نهر دجلة، والسدود التركية الأخرى التي بنيت على روافد أصغر.
وتحملت البلدان المجاورة لتركيا تبعات نقص المياه الناتج عن قيام تركيا بناء السدود على نطاق واسع لتأمين المياه للزراعة والطاقة الكهرومائية، خاصة سد إيليسو الذي بُني في أعلى مجرى نهر دجلة في تركيا، وكذلك السدود التركية الأخرى التي بنيت على روافد أصغر.
وسد إيليسو ثاني أكبر سد في تركيا بعد سد أتاتورك على نهر الفرات، والذي اكتمل بناؤه عام 1990.
تحذيرات أممية
حذرت منظمات ومؤسسة أممية من مستقبل العراق مع انخفاض وشح المياه في البلاد. فوفقا لتوقعات “مؤشر الإجهاد المائي” لعام 2019، فالعراق سيكون أرضاً بلا أنهار بحلول عام 2040، ولن تصل مياه النهرين إلى المصب النهائي في الخليج.
وفي تصريحات سابقة قال رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بغداد، آوكي لوتسما، إن “العراق بلغ بين عامي 2021 و2022، مستوى قياسيا في الجفاف وارتفاع درجات الحرارة الشديد والذي بلغ 54 درجة مئوية/ 130 درجة فهرنهايت، سجلت في الجنوب”.

المصدر : سبوتنيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى