معركة بين الاستخبارات السورية وجاسوس إسرائيلي انتهت بإعدامه!

صدى وادي التيم-أمن وقضاء/

في مثل هذا اليوم قبل 58 عاما انتهت مغامرة الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين بإعدامه في دمشق.

وُلد إيلي كوهين في مدينة الإسكندرية بمصر في عام 1924 لأسرة يهودية بثمانية أطفال، لجأت إلى هناك من حلب السورية.
غادر والدا إيلي كوهين مصر إلى إسرائيل في عام 1949، فيما بقي هو بغرض إكمال دراسته على الرغم من أنه كان قد طرد من الجامعة على خلفية “أنشطته الصهيونية”.
فر كوهين الابن من مصر إلى إسرائيل، وانضم هناك على الفور للعمل في “الوحدة 188” التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، التي كانت تنفذ عمليات خاصة في الدول العربية، ولذلك فصل إيلي كوهين عن العملاء الميدانيين حتى لا تكتشف هويته من قبل الاستخبارات المصرية المضادة.
ترك إيلي كوهين السلك العسكري وعمل في مجال المحاسبة، إلا أنه في عام 1959 تقرر اعتباره المرشح الأنسب لتنفيذ مهمة سرية خاصة يصل بمقتضاها إلى المؤسسات القيادية السورية العليا.
اجتاز كوهين الابن تدريبا خاصا استغرق نحو عام، وأرسل العميل مطلع عام 1961 إلى الأرجنتين تحت ستار رجل أعمال ثري من أصل سوري يدعى كامل أمين ثابت، وهناك نسج علاقات بقضائه أوقاتا طويلة في المقاهي والنوادي العربية، وتصادف أن تعرف على “أمين الحافظ”، الملحق العسكري في السفارة السورية في الأرجنتين، والعسكري الطموح الذي أصبح في وقت لاحقا رئيسا لسوريا.

عقب ذلك سافر الجاسوس الإسرائيلي إلى أوروبا “كممثل لشركة بلجيكية”، وانتقل في لبوس ” كامل أمين ثابت” إلى هدفه الرئيس دمشق في عام 1962، باعتباره قوميا سوريا ورجل أعمال سخي.

استأجر شقة مقابلة تماما لمبنى هيئة الأركان العامة للجيش السوري، وبدأ على الفور في إقامة حفلات صاخبة يحضرها عسكريون سوريون.

كان الجاسوس الإسرائيلي يسجل كل ما يتفوه به هؤلاء من أحاديث “ما كان لها أن تجري خارج أسوار وزارة الدفاع السورية”.

علاوة على ذلك، كان كوهين يرصد ما يجري من أحداث من خلال مراقبته اللصيقة لسيارات المسؤولين العسكريين السوريين التي تصل او تغادر هيئة الأركان العامة، ثم يرسل بواسطة جهاز لاسلكي عشرات البرقيات المشفرة بالمعلومات التي حصل عليها إلى إسرائيل، وخاصة عن وصول أسلحة سوفيتية، والخطط العسكرية، ومواقع مستودعات الأسلحة، وكذلك “الحالات المزاجية للمسؤولين الرفيعين والصراعات داخل القيادة العسكرية السورية”.
الاستخبارات السورية تمكنت من إيقافه بعد ان اقتحم ضباط مكافحة التجسس شقة إيلي كوهين، وعثروا في مخابئ بداخلها على متفجرات وجهاز إرسال لاسلكي، وتبينوا لاحقا أن الهدف، ضابط في الاستخبارات الإسرائيلية.
حكم الإعدام شنقا في إيلي كوهين نفذ ليلة 18 مايو 1965، في ساحة المرجة بدمشق، وبقيت جثته معلقة هناك لمدة سبع ساعات، وانتهت المغامرة الرئيسة لتبدأ منها قصة أخرى طويلة دارت حول البحث عن جثمانه لاستعادته.
لم تنجح المحاولات التي قامت بها وزارة الخارجية الإسرائيلية بقيادة غولدا مائير لوقف عملية إعدامه، ولم تجد الجهود التي بذلتها حكومات فرنسا وبلجيكا وكندا وحتى بابا الفاتيكان بولس السادس في إنقاذ كوهين من حبل المشنقة، بل وطرحت لاستعادته قبل إعدامه، عروضا”سخية” لتبادل الأسرى، وحتى دفع فدية “ضخمة بمقاييس ذلك الوقت” قدرها خمسة ملايين دولار.

عقب الإعدام، وبعد مرور خمس سنوات، حاول عملاء الاستخبارات الإسرائيلية سرقة جثمان إيلي كوهين بهدف إعادة دفنه في إسرائيل، إلا أن العملية باءت بالفشل.. يعتقد إسرائيليون أن السوريين إثر ذلك “أخفوا الرفات في مخبأ عميق في مكان ما داخل وحدة عسكرية في دمشق، أو ربما أحرقوه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى