“مَيْلي” أوّل مقهى للنّساء البعلبكيّات
صدى وادي التيم – لبنانيات /
كسرًا لنمطيّة الأماكن والمقاهي المرتبطة حصرًا بالرّجل، وتأييدًا لحقّ النّساء بوجود مساحة آمنة ومسليّة لهنّ انطلق بعض النّسوة بمشروع مكتبة ومقهى للنّساء في بعلبك.
“نعمل على إنشاء مكتبة ومقهى صغير كمساحة للنّساء، الصّغيرات، طالبات المدارس، العاملات، الأمّهات..” تقول “مِهاد حيدر” إحدى النّسوة المشاركات في تأسيس مكتبة ومقهى “مَيْلي” في منطقة “دورس” في بعلبك. تمّ اختيار الموقع قريبًا من “ثانوية بعلبك الرّسميّة للبنات” بجانب “حلويات الجبّة” مباشرة. تم إطلاق اسم “مَيّلي” على المكتبة من باب العفويّة فهو إسم يشبه الكلمات الّتي تستخدمها النّساء لدعوة بعضهنّ على جلسة شرب القهوة أو ليتبادلنَ الأحاديث. فمكتبة ومقهى “ميْلي” تشجّع على أحقيّة النّساء بالتّحدّث والمشاركة الكلاميّة والتّواصل، حتّى ببعدها السياسي.
تخلو الأطراف، خاصّة في بعلبك من وجود مطاعم ومقاهي ومساحات آمنة للنّساء إلّا ضمن مطاعم ومقاهي ربحيّة مشتركة. الهدف الأساسي من إنشاء المكتبة هو خلق مكان مريح خالٍ من الضغوط الّتي يفرضها وجود الرّجل عادةً. “الشوارع، السّاحات، الأسواق، الأرصفة، المحلّات، البيوت، كلّها للرّجل” تضيف مِهاد وتقول إنّ فكرة المكتبة هي خلق مساحة للنّساء لصياغة هويّة مكانيّة خاصّة بهنّ دون أي تكلفة أو غاية ربحيّة. فتؤكّد أنّ المشروبات الّتي يقدّمها المقهى ستكون بأسعار رمزيّة.
كما سيكون المقهى مساحة استجمام، واعدًا بالموسيقى الحلوة والكتب والنّقاشات ما بين النّسوة من مختلف الفئات العمريّة والجنسيّات، بمواضيع تهمّهنّ.
بدون شكّ يتخطّى مشروع “مَيلي” فكرة المكتبة والمقهى، “بل هو استعادة مساحتنا نحن النّساء بالفضاء العام” تقول مِهاد. هو محاولة لخلق توازن بفضاء عام غير متوازن أبدًا. وفي ظلّ الصّعوبات الّتي يواجهها افتتاح المقهى الّذي كان مقرّرًا مع بداية هذا الشّهر، تشير أنّ العرقلات ماديّة بالدرجة الأولى فالمكتبة ينقصها عدّة مستلزمات أساسيّة، أهمّها الكتب.
مشروع “مَيلي” هو بداية واعدة تمهيديّة لمشاريع أخرى تشجّع النّساء على خلق مساحات عاديّة لتصير أساسًا طبيعيًّا من مساحتنا كجموع.
مناطق نت