هل سقطت صفة ‘اللّاجئ’ عن السّوري في لبنان ؟؟
صدى وادي التيم – لبنانيات /
اللاجئ هو الشّخص الّذي “فرّ” من بلده ولا يقدر على العودة لأنّه يعاني من خوف مبرّر من الاضطهاد جرّاء عرقه أو دينه أو جنسيّته أو انتمائه لفئة مجتمعيّة معيّنة.
وعليه، فاللّاجئ هو شخصٌ أُجبر على مغادرة وطنه الّذي نشأ فيه، هربًا من الاضطهاد والعنف، أو من تهديدٍ خطير يمسّ حياته أو حرّيّته الشّخصيّة أو سلامته النّفسيّة والجسدية.
لهذا فإنّ اللّاجئين يتمتّعون بحماية القانون الدّوليّ ولا يُمكن إعادتهم إلى أوطانهم لأنّ حياتهم أو حرّيّتهم معرّضةً للخطر.
لكن، وبعد انتهاء الحرب السّوريّة، باتت أغلب المناطق والمحافظات السّوريّة “آمنة”، وقابلة للعيش فيها، خاصّةً مع تعهّد الحكومة السّوريّة بعدم المسّ بمواطنيهم العائدين، وضمان أمنهم وسلامتهم.
وبما أنّ المواطن السّوريّ الّذي حاز على صفة “لاجئ” في لبنان، بات يدخل إلى سوريا دون أيّ معوّقات أو تهديد ما، ما يعني أنّه حياته لم تعد مهدّدة بحسب ما أرسته القوانين الدّوليّة، وهو يعود إلى الدّاخل اللّبنانيّ نظرًا لحجم استفادته من المساعدات والإعانات الّتي يحصل عليها من منظّمات وجمعيّات دوليّة.
وفي هذا الخصوص، كشف وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، في تصريح من السراي الحكومي اليوم، عن أنّ “37 ألف سوري دخلوا سوريا خلال فترة عيد الفطر، ثم عادوا إلى لبنان بعد انقضاء عطلة الأعياد، بما ينفي عنهم صفة النازح”.
ثمّ عاد زميله وزير الشّؤون الإجتماعيّة وقال: “تسقط صفة النّازح عن كلّ شخص يغادر الأراضي اللبنانية”.
لذلك، ما المانع أن يعود السّوريّون إلى بلدهم، وتُقدّم إليهم المساعدات اللّازمة لصمودهم؟.
يبقى أن تتضافر كلّ الجهود اللّازمة داخليًا وخارجيًا لعودتهم سالمين، وأن لا يستمرّ هذا الملف في البازارات السّياسيّة الرّخيصة، فهذا الموضوع إنسانيّ ولا يحتمل المدّ والجزر والنكاوات الضّيّقة والخاصّة، فلبنان بجغرافيّته الصّغيرة، واقتصاده المأزوم لا يحتمل هذا العدد الهائل من اللّاجئين، ناهيكم عن التّهديدات الأمنيّة، وارتفاع عدد الجرائم المترافقة مع هذا اللّجوء.
لذا، على الحكومتين اللّبنانيّة والسّوريّة التّعاون فيما بينهما، ووضع خطّة عمليّة ومدروسة، بعد التّنسيق مع الأمم المتّحدة وجامعة الدّول العربيّة تمهيدّا لعودة
بلال جولاني