مؤشرات على استقرار مقبل في “الشرق الاوسط”… نفوذ روسيا والصين يتعزز والدور الاميركي الى انحسار؟

صدى وادي التيم-من الصحافة العالمية/

تتسارع الأحداث في الشرق الأوسط، تحالفات تتبدّل، تفاهمات واسعة تترسّخ وحروب شارفت على الانتهاء. حقبة جديدة مقبلة عليها المنطقة عنوانها العريض “الاستقرار”.

سنة 2018، أعلن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان أن الشرق الاوسط سيكون “أوروبا الجديدة”. دلالات هذه العبارة بدأت تتظهّر جلياّ، من استئناف العلاقات السعودية الايرانية، مروراً بالانفتاح العربي على سوريا، ووصولاً الى طي صفحة الحرب في اليمن.

بات واضحاً أن الشرق الاوسط مقبلٌ على فترة من الاستقرار والتطور والازدهار، وأن صفحة الحروب والربيع العربي والثورات طويت، وأن عنوان المرحلة المقبلة يمكن اختصارها بـ”صفر مشاكل”.

جملة مؤشرات وأحداث طرأت على العالم والمنطقة، رسمت معالم جديدة للمنطقة، وأظهرت في طيّاتها المشهدية المرتقبة في المرحلة المقبلة.

شكّل الاتفاق السعودي – الايراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين برعاية صينية، وما رافقه من لقاءات، الحدث الابرز وخلط الاوراق في المنطقة برمتها. في اليمن، ثمّة تفاؤل كبير بقرب انهاء الحرب التي دامت اكثر من عقد،  نتيجة للجهود الكبيرة التي تبذل بهدف التوصل لاتفاق يفضي الى وقف اطلاق النار في اليمن.

على المقلب السوري، بات الانفتاح العربي – الخليجي المستجد على نظام الاسد يتنامى اكثر فاكثر، والمعطيات تشير الى قرب عودة سوريا الى جامعة الدول العربية. وفي السياق عينه، فان تركيا تسعى لاعادة ترتيب العلاقات مع الاسد بعد القطيعة التي رافقت الحرب السورية. فقد كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن اجتماع وزاري رباعي تستضيفه موسكو مطلع الشهر المقبل حول سوريا، لافتاً الى أنه يرمي لتحقيق عدة أهداف من بينها التحضير للقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد.

الى ذلك، يشكّل التقارب المصري – التركي من جهّة، والسعودي – التركي من جهة أخرى، محطّة فاصلة في الصراع السنّي – السنّي في المنطقة.

كل هذه التطوّرات يمكن القول أنها بتوقيع صيني – روسي. فروسيا والصين تسعيان لتعزيز نفوذهما في منطقة الشرق الاوسط، بعد الانسحاب العسكري منه للولايات المتحدة. ولعلّ الاستقرار الامني هو المفتاح الاوّل امامهما للسير قدماً وتحقيق مآربهما السياسية والاقتصادية.

يمكن استخلاص من كل ما ورد سابقاً، أن المرحلة المقبلة ستتسم بالاستقرار والازدهار الاقتصادي، برعاية روسية – صينية. وسيسعى الطرفان للسيطرة على مفاتيح المنطقة الاقتصادية. فكيف ستتصرّف واشنطن ازاء هذه المعطيات؟ وهل يُسحب البساط من تحت اقدامها في الشرق الاوسط أم تنتفض على الأمر الواقع ويعود التوتر من جديد ؟ وهل يكون قدوم الغواصة النووية الاميركية الى الشرق الاوسط التي أعلنت عنها البحرية الأميركية يوم السبت الفائت فاتحة لتحركات جديدة تأجج الصراعات من جديد؟ أم أنها مجرد رسالة أميركية… “لمن يهمه الأمر”؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى