عدّاد التحرّش في لبنان الى ارتفاع والدولة في سبات عميق
صدى وادي التيم-لبنانيات/
لم تعد العاصمة بيروت المدينة التي تضج بالحياة، إنما أصبحت اليوم وللاسف مدينة الظلام.
فالخطر أصبح يرافقنا في كل لحظة وبكل أشكاله، من سرقات وقتل ونشل وعصابات متروكة تضحك على المواطنين وتتجول بينهم دون رقيب أو حسيب وغياب الامن في لبنان حدث ولا حرج.
وصلنا إلى مرحلة، أصبح الخوف ينتابنا، إذا قررنا الخروج من المنزل أو ممارسة الرياضة أو الذهاب الى مكان عملنا وكأن ما نعيشه فيلم رعب.
ولعّل أبرز مثال على ذلك، الحادثة التي حصلت مع احدى الشابات منذ يومين، اذ تعرضت لمحاولة اغتصاب قرابة التاسعة مساء قرب محلة “كيدز موندو” في “البيال”.
وكما اعتدنا دائما، لا يزال المعتدي مفلتا من العقاب وستبقى هذه الحوادث تغتصب حياتنا وحريتنا اليومية من دون محاسبة.
هذه الحادثة، هي مصير المئات من الشابات اللواتي يعشن الرعب كل يوم.
المماطلة بايقاف الجاني ومحاسبته، والفوضى التي نعيشها ستأخذ لبنان إلى المجهول أكثر من ما هو عليه اليوم. فان تطبيق قانون تجريم التحرّش الجنسي واعادة النظر فيه، بات امراً ملحاً في ظل تزايد عمليات ومحاولات الاغتصاب، والحل الوحيد لمعاقبة المجرمين وحفظ حق الضحية. فهذا الموضوع مرفوض وللاسف على الرغم من أننا نحاول أن نوصل الصوت ونتوجه الى دولتنا والمسؤولين، فالنتيجة نفسها. دولتنا نائمة ومسؤوليها لا يهمهم سوى تركيب الصفقات وتجميع الاموال، وعملية محاسبة المجرم لا منفعة منها بالنسبة لهم، لانها لا تزيد أرصدتهم في البنوك… فلماذا المحاسبة؟
وفي هذا السياق، أكدت الناشطة النسوية حياة مرشاد أن “لا معطيات واضحة عن الحادثة بعد وأعتقد أن هذا الامر طبيعي، لان الفتاة تريد المحافظة على خصوصيتها ولا تصرح بأي شيء ولا نعتقد أن احدا استطاع أن يعلم من هي الفتاة”.
وشددت على أنه “لا يهم من تكون ولكن المهم ان هذه الحادثة وقعت في مكان عام في بيروت وهو مكان تلجأ اليه النساء لممارسة الرياضة، ولكن المؤسف في الموضوع أن المارين من هناك لحظة وقوع الحادثة، قد رأوا الجريمة ولم يحركوا ساكنا لمساعدتها أو انقاذها من المجرم وهذا الشيء يستدعي أن ندق وبأسرع وقت ناقوس الخطر”.
ولفتت مرشاد إلى ان “الازمة هي على ناحيتين، الناحية الاولى أن النساء لم يعدن بمأمن حتى بالاماكن العامة في لبنان، وغياب وجود الكاميرات وغياب الانارة، زاد من الشعور بعدم الأمان”.
وتابعت: “من الناحية الثانية، فان الناس باتوا يتعايشون مع مشاهد تعنيف النساء وتعرضهنّ للاغتصاب وباتوا لا يشعرون حتى بمسؤولية تجاه الضحية لمساعدتها”.
واضافت: “ان فكرة أن يشعر المعنف أو المجرم والمتحرش أنه بآمان وبأنه يستطيع التجول بالشوارع العامة دون أن يتعرض له أحد وهو يمارس المشاغبات بكل برودة، هي نتيجة غياب الدولة التي من واجبها محاسبة المجرم وحماية الضحية ولكن للأسف هي غائبة كلياً عن كل ما يحدث من حولها”.
وختمت مرشاد بالقول: “هوية الشخص لم تعرف بعد وهو لا يزال حر طليق”.
ما حدث في العاصمة بيروت غير مقبول ويجب محاسبة المجرم بانزال أشد العقوبات عليه وعدم السكوت عن هذه الجريمة لأنها جريمة بحجم مجتمع.
المصدر:ريتا عشقوتي