النازحون السوريون يفاقمون الوضع البيئي …جبال من النفايات تتكدس بشكل عشوائي

صدى وادي التيم-لبنانيات/

العجز المالي في بلديات المرج برالياس وقب إلياس وامتناع الدول المانحة عن التمويل وضع اكثر من ٣٥٠ الف نسمة يعيشون مقابل جبال من النفايات في مكب برالياس الذي استحدث مقابل معمل الفرز المتوقف عن العمل، ما بات يهدد الصحة العامة في البلدة الأعلى نسبة بالسرطان.

وكأنه لا يكفي هذه البلدة ما تعانية من تلوث في مجرى نهر الليطاني لتزيد النفايات في الطين بلة، فكيف اذا ما أضيف الى مجرى الليطاني مكب جديد قديم تحول بسرعة الوقت الى جبال من النفايات.

يعود تكدس جبال النفايات بأسبابه نتيجة توقف معمل الفرز عن العمل وقد تحول تجميع النفايات في محيط المعمل الى حالة لا يمكن وصفها الا بالكارثة التي تهدد صحة الجميع من سكان بلدة برالياس في البقاع الاوسط التي تستضيف العدد الأكبر من النازحين السوريين في لبنان.

تحول محيط معمل الفرز بعد توقف المعمل في العام ٢٠٢١ نتيجة ضعف امكانيات البلديات الثلاث الى مكبات عشوائية قاتلة.

انشيء معمل فرز النفايات الصلبة خصيصاً لمعالجة نفايات ثلاث بلدات في البقاع الاوسط وهي بلدات قب الياس، المرج وبرالياس في العام ٢٠١٧ في خراج بلدة بر الياس بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبتنفيذ من صندوق التنمية الاقتصادية الاجتماعية على قطعة أرض بمساحة ٢٠٠٠٠ الف متر مربع غربي جبال سابقة من نفايات تم طمرها في العام ٢٠١٧ عند بدء عمليات الفرز في المعمل وتوقف عمليات الحرق.

انتهى عقد تشغيل المعمل في العام ٢٠١٩ ومُدد لسنة واحدة، ومن بعدها تم تسليم المكب الى بلدية برالياس المنحلة والعاجزة اليوم عن إدارة شؤون ضعف التمويل والامكانيات نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار. القدرات المحدودة للبلديات الثلاث وضغط النزوح السوري وضع هذه البلدات امام حائط مسدود ليتحول الى ما يشبه الكارثة نتيجة ضغط النزوح السوري ففي بلدة برالياس وحدها ٨٢ مخيما للنازحين السوريين وبمقابل كل ثلاثة نازحين سوريين يعيشون في بلدة برالياس يعيش لبناني واحد من سكانها، واذا ما احصينا عدد سكان برالياس فهو يتراوح ما بين ٢٩ الى ٣٠ الف لبناني يقابلهم ٩٠ الف نازح سوري، وما ينطبق على بلدة بر الياس ينطبق على بلدتي المرج وقب إلياس بنسب ثلاثة نازحين مقابل لبناني واحد يعيشون داخل البلدات الثلاث الى سكانها من اللبنانيين .

عودة تشغيل معمل الفرز يلزمها ١٢٠٠٠ دولار شهريا لمعالجة ١١٠ اطنان من النفايات من مخلفات البلدات الثلاث وهي تتوزع على الشكل التالي ٥٠ طنا برالياس ٣٠ طنا قب الياس و٣٠ طنا المرج وهذا يفوق قدرة على المعالجة في جبال ترتفع بشكل يومي وهي لا تسلم يوميا من نكيشة النفايات الباحثين عن الخردة والبلاستيك وغالبا ما يلجأون لعمليات الحرق بحثا عن المواد الصلبة من أجل بيعها لتجار الحديد والخردة.

بلدية برالياس أبلغت الاسبوع الماضي بلديتي المرج وقب إلياس بالتوقف استقبال مخلفات البلدتين بسبب عدم قدرة بلدية بر الياس عن استيعاب نفاياتهما في محيط معمل الفرز بعدما أصبحت جبال النفايات إلى صورة هي اشبه بالجبال الطبيعية المحيطة بها بالقرب من معمل الفرز على الطرف الغربي لسلسلة جبال لبنان الشرقية وقد تحولت المنطقة بمساحتها مرتعاً لتكاثر الحشرات والذباب والقوارض، والاخطر من كل ذلك هو تسرب عصارة هذه النفايات الى المياه الجوفية والابار الارتوازية.

الاهالي يرون ان لا حل الا بتدخل الدول المانحة او بجمع الأموال من المنظمات الدولية او الهيئات المحلية او بفرض ضريبة عن كل نازح سوري من سكان البلدات الثلاث ما بين دولار او نصف دولار من أجل إعادة تشغيل المعمل وإلا فان النفايات ستنتشر في الاحياء والشوارع داخل هذه البلدات بعد حالة العجز التي وصلت إليها البلديات تماشيا مع الموازنات الخجولة والضرائب والعائدات المستوفاة من الصندوق البلدي وعوائد الخليوي على دولار ١٥٠٠ ليرة لبنانية.

الناشط الاجتماعي عمر الميس قال نحن امام كارثة بيئية احد أسبابها عدم قدرة البلديات عن القيام بواجباتها نتيجة ضغط النزوح السوري ما ادى تكدس جبال من النفايات في خراج نتيجة توقف المعمل عن عمليات الفرز ما ادى الى اقفاله وتوقف اي عملية للمعالجة، إعادة تشغيل المعمل تحتاج إلى ١٥٠ الف دولار اميركي وهي غير متوفرة في صناديق البلديات، اما الحل فهو عند الدول المانحة والـ undp ويسكن المنطقة اكثر من ٨٠ الف نازح يمكن أن يساهموا بعمليات التمويل لازالة ومعالجة النفايات بإن نفرض على كل نازح سوري، ما بين دولار واحد شهريا الى خمسين سنتا من أجل إعادة تشغيل المعمل. وهذا يتطلب

اجتماعا طارئا من الجميع من أجل معالجة سريعة قبل ان تحل بنا كوارث الموت والمرض المحتم فهذه فالكارثة ان لم تعالج بإزالة هذه الجبال من النفايات التي تتهدد الجميع .

رئيس بلدية المرج منور الجراح أكد ان البلدات الثلاث تستضيف اكبر عدد من النازحين السوريين، وهناك اعداد كبيرة منهم في بلدة المرج، والمنطقة تعيش اليوم أزمة نفايات غير مسبوقة، ومنذ ١٥ يوما والنفايات تتكدس في شوارع المرج، المعمل الذي كان يستقبل يومياً حوالى ٣٠ طنا من نفايات بلدة المرج توقف عن العمل، اما بالاسباب التي اوصلت الى الكارثة فالبلدية لزمت متعهد التشغيل على سعر صرف ١٥٠٠ ليرة وهو لم لديه القدرة على تحمل الخسائر او الاستمرار بالعمل على سعر صرف دولار ١٥٠٠ ليرة.

وطالب الجراح وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناصر ياسين والجمعيات والـ ngos من أجل حل سريع للمشكلة، والا سندخل في كارثة بيئية خطيرة تهدد مجتمعاتنا بما فيه المجتمع المضيف.

المصدر:حسين درويش – الديار

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى