جمهوريَّةُ اللُّوبياء: “الأسعار نار” والكيلو بـ٥٠٠ ألف
صدى وادي التيم – لبنانيات /
يعيشُ اللُّبنانيُّون ضائقةً اقتصاديَّةً استحكمت مخالبُها هذا العام أكثرَ من أيِّ وقتٍ حتَّى خنقت رقابَ الصَّائمين، خصوصًا مع تزامن الصَّوم لدى الطّائفتين الإسلاميَّة والمسيحيَّة، والحاجة إلى تناول الخضروات، لتحضير الصَّحن “الملك – الفتُّوش” الذي بات وجودُه على السُّفرة الرَّمضانيَّة عبئًا على كاهل كثيرٍ من العائلات اللُّبنانيَّة.
حركةٌ خجولةٌ
الأفضل نيوز جالت في رابع أيَّام رمضان في أسواق الخضار في البقاع، حيث بدت الحركةُ خجولةً وحذِرةً لناحية اقتصار التَّسوُّق على بضع كيلوات من السِّلع الأساسيَّة للمائدة، في ظلِّ التَّفاوتِ في أسعار السِّلع والموادّ الغذائيَّة بين محالّ أو سوبرماركت وآخر، غير أنَّ القاسمَ المشترك هو الغلاءُ الفاحش، وغيابُ رقابة وزارة الاقتصاد عن التَّلاعب بالأسعار.
عبدالرَّحمن (صاحب محالّ لبيع الخضار) يصفُ الأسعار بـ”االمرتفعة” والحركةَ بـ”االخفيفة”، فالناس تشتري حاجتها فقط، ولا تلجأ إلى التَّخزين؛ مع علمهم أنَّ الأسعارَ تتضاعف بين يومٍ وآخر، ولكنَّه لفتَ إلى أنَّ أكثر المبيعاتِ لديه هي الخضروات الورقيَّة كالنَّعناع والخسّ والزَّعتر والفجل والبقدونس مع العلم أنها الأغلى، وهذا يشكّل مفارقةً بالنِّسبة إليه.
لائحةٌ بأسعار الخضار في رمضان
في ظهر الأحمر، يقصدُ البقاعيُّون أحد محال بيع الخضار والفاكهة الذي يشتري بدوره خضرواته من سوق قبّ الياس الشّهير، حيث جاءت الأسعار كالآتي:
البندورة ٦٥ ألفًا
الخيار ٧٥ ألفًا
الخس ٥٠ ألفًا
الجزر ٦٠ ألفًا
الفجل ٣٥ ألفًا
النَّعناع ٣٥ ألفًا
البقدونس ١٠ آلافٍ
الزَّعتر ٣٥ ألفًا
البقلة ٣٥ ألفًا
الملفوف الأحمر ٢٥ ألفًا
الملفوف ٢٥ ألفًا
الكوسا ٨٠ ألفًا
البطاطا ٤٥ ألفًا
الثّوم ٢٥٠ ألفًا
البروكيلي ٧٥ ألفًا
اللّوبياء ٥٠٠ ألفٍ
البصل ١٠٠ ألفٍ
الباذنجان ٦٥ ألفًا
الفراولة ١٠٠ ألفٍ
التُّفاح ٥٠ الفًا
الموز ٥٠ الفًا
اللَّيمون ٥٠ ألفًا
الحامض ٥٠ ألفًا
وكان قد نشرَ رئيسُ الدَّوليَّة للمعلومات جواد عدرا عشيّة بدء رمضان، لائحةً بأسعار صحن الفتوش على مدى السَّنوات الماضية بالمقارنة مع هذا العام، والتي وصلت إلى ٢٢٥ ألف ليرة على الأقلّ للشَّخص الواحد، بعد أن كانت في العام ٢٠٢٠ قد وصلت إلى ٤،٢٥٠ ليرة، وازدادت نحو ثلاثة أضعافٍ في العام ٢٠٢١ لتصل إلى ١٢،٣٠٠ ليرة، وفي العام ٢٠٢٢ إلى ٥٠،٥٠٠ ليرة.
وعن الأسعار تشيرُ أمينة (لبَّايا) إلى أنَّه ورغم الأوضاع الاقتصاديَّة الصَّعبة إلا أنَّ سُفرتها كريمةٌ، لكنَّ تفاوت الأسعار هو الذي يحُول دون تنويع الأصناف على المائدة الرّمضانيَّة لهذا العام، ما يدفعها للتَّقشُّف؛ في ظلِّ دولرة الأسعار وتقاضي الرَّواتب باللِّيرة اللُّبنانيَّة.
التَّرشيشي: هذه أسبابُ ارتفاعِ أسعارِ الخضروات
علَّقَ رئيسُ تجمُّع مزارعي وفلَّاحي البقاع إبراهيم التَّرشيشي على غلاء أسعار الخضار مع بداية شهر رمضان، لموقع الأفضل نيوز بالقول: إذا عُرِف السَّبب بطُل العجب. فالغلاءُ يعود إلى ارتفاع سعر صرف الدُّولار وانهيار قيمة العملة الوطنيَّة، وكثرةِ الطَّلب على الخضار مع ارتفاع الحاجة الاستهلاكيّة في أشهر الصِّيام ممّا يرفع الأسعار تلقائيًّا، هذا بالإضافة إلى تدنِّي درجات الحرارة وهطول الأمطار؛ الأمرُ الذي حالَ دون قطف الإنتاج وتوضيبه وطرحه في السُّوق المحليَّة بما يسبِّب ذلك من كسادٍ في الإنتاج.
ويشيرُ التَّرشيشي إلى أنَّ نحو ٧٠٪ من الخضار في لبنان يتمُّ استيرادُه من الدُّول المجاورة مثل سورية والأردن ومصر، ما يرفع أسعار الاستيراد بسبب القوّة الاستهلاكيَّة لهذه المنتجات مع رمضان في دول المنشأ، في الوقت الذي ترتفع أسعارُ الـ٣٠٪ من الكمِّيَّة الباقية؛ لأنَّ تكلفة الإنتاج اللُّبنانيّ، من أسعار البذور والأسمدة والحرث والنَّقل لدى المزارع، تفوق كلفة البيع.
اللُّوبياء بـ٥٠٠ ألف
وإذ عزا التَّرشيشي ارتفاعَ سعر اللُّوبياء الجنونيّ إلى الـ٥٠٠ الف إلى أنَّ الكميَّات قليلةٌ والطَّلب مرتفعٌ، رفض التَّذرُّعَ بأنَّ ارتفاع أسعار الخضروات في الأسبوع الأوَّل من رمضان سببُه الأساسُ وصولُ الدُّولار إلى ١٥٠ ألف ليرةٍ؛ لأنَّ هذا الارتفاع كان لساعاتٍ قليلةٍ فقط ولم يتأثر الخضار بذلك كما يتمُّ التَّداول.
لا احتكارَ للخضار.. لهذا السَّبب
وسأل التَّرشيشي عبر موقعنا: كيف يمكن للمُزارع أن يحتكر البندورة والخيار والخس والبقدونس والنَّعناع واللّوبياء والكوسا وكلّ الخضار الذي يحتاج إلى قطافٍ يوميًّا، خصوصًا أنَّه لا يمكن تخزينها أو تبريدها ممّا يجعلها لـ”الكب”..! معتبرًا أنَّ المُزارع غيرُ مسؤولٍ عن هذا الارتفاع ولا يمكنه الاحتكارُ بأيِّ حال.
خبرٌ سارٌّ
وحول إمكان ارتفاع الأسعار أكثر حتَّى أواخر رمضان، قال: “الأسعار خاضعةٌ لمعيار العرض والطلب وارتفاع الدولار، وبالتَّالي لا يمكن التَّبُّؤ بشيء”.
إلّا أن رئيسَ تجمُّع مزارعي وفلَّاحي البقاع، وعَد بتوفُّر كميَّاتٍ أكبر من المنتجات الزِّراعيَّة اللُّبنانيَّة في السُّوق المحلِّيَّة بالتَّزامن مع تغيُّر الطَّقس في لبنان وميوله إلى الدِّفء مطلع نيسان المقبل، ممَّا سيخفِّض الأسعار بشكلٍ تدريجيٍّ، وتحديدًا البطاطا والبصل، ما سيُغرِق السُّوقَ الوطنيَّة بالكميَّات الكافية للاستهلاك المحليّ.
إذًا، يدفع اللُّبنانيُّون ثمنَ السِّياسات التَّقديَّة التي اقترفتها أيادي الزُّعماء عبر عشرات السُّنوات، والتي كادت أن تظهرَ اليوم انفجارًا اجتماعيًّا لولا أموال المغتربين التي لا تزال تشكِّل حتى اليوم حبَّة المسكِّن الوحيدة للوجع اللُّبنانيّ.
المصدر: إسلام جحا – الأفضل نيوز