قاتلو الطيور المهاجرة في لبنان.. همجٌ لا انتماء لهم إلى البشر ولا انتساب

 

صدى وادي التيم – لبنانيات /

شعب همجيٌّ، مريضٌ، ومختل.. هذا أقل ما يمكن أن يقال عن بضعة من الرعاع الذين قرّروا أن يتفننوا بقتل الطيور المهاجرة من خلال إطلاق العنان لبواريدهم، والشروع بالقتل، فقط ليتلذذوا بهذا المنظر.

هكذا هي الحال منذ أيام في لبنان، إذ إنّهُ وسط حال الفلتان الأمنيّ، فلتت أخلاق اللّبنانيين معها، وبدؤوا بقتل الطيور المهاجرة ، لتصبح منصات التواصل الإجتماعيّ ساحة مبارزة ما بين هؤلاء القتلة، ليتفاخر كلّ “قاتل” بما جنته رصاصته.
مجازر بيئية
ففي الأيام الماضية ضجّت منصات التواصل بصور يظهر من خلال صيادون لبنانيون يقومون بإطلاق النار على الطيور المهاجرة، إضافة إلى انتشار فيديو يظهر قيام هؤلاء بمحرقة بحق الطيور من خلال الإطلاق العشوائيّ بأسلحةٍ حربيّة “على عينك يا دولة”.
فالدرسات تحذّر وتحذّر، إذ إن المجازر البيئية التي تلاحق الطّيور، يستحوذ لبنان على النّسبة الأكبر منها، إذ حسب الدراسات البيئية العالميّة يعتبر لبنان من أخطر البلدان التي قد تمرُّ به الطيور المهاجرة.

فالأرقام تؤكد على أنّه حوالي ٢,٥ مليون طائر يُقتل سنويًا في لبنان، وسط تكتمٍ غريب ومريب للقوى المسؤولة عن ردع هذه الأفعال “الإجرامية” التي من شأنها أن تعرّض حوالي ٣٠٠ نوع من الطيور التي تمرُّ في لبنان إلى خطر الإنقراض، خلال رحلتهم التي يشكّل لبنان إحدى أهم المحطات التي تسلكها هذه الطيور، والتي تحلّق فوق سهول لبنان الداخلية من أقصى الشمال إلى سهل البقاع، حيث المستنقعات والمحميات الطبيعية وصولا إلى أقصى جنوب البلاد.. لكن هذه الرحلة كانت الرحلة الأخيرة لعدد كبير من هذه الطيور.
تقاعسٌ رسميّ!

وزارة البيئة غائبة كليًّا عن المجازر التي تحدث على مدار السنة، فلا تحرّك واضح إن كان أقله لردع هذه الأحداث، إذ إنّ المستغرب هو أنَّ هؤلاء المجرمين معروفون بالصّور والأسماء، ولم تكلّف القوى الأمنية عناء نفسها بإلقاء القبض على أحدٍ منهم ليكون عبرةً لغيره.
فلا ضيم بالقول وسط كل هذا بأنَّ القوى المسؤولة سواء سياسيًّا أو أمنيًّا مشاركة بهذه الجرائم طالما لم تحرك ساكنًا.
عدا عن وزارة البيئة فالتقاعس أيضًا مصدره من قوى القرار، إذ أن ما يناهز الـ٧٠٪ من الأحراج هي خالية من الحرّاس بسبب التعطيل والمناكفات السياسية، ما يجعل هذه الأحراج مسرحًا رسميًا لعمليات قتل الطيور، ليضرب هؤلاء “المجرمون” قانون إغلاق موسم الصيد بعرض الحائط.
اللجوء للأمم المتحدة
كثيرة هي الطيور المحميّة بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية، وهذا ما يستدعي أن تعلن الدولة “النائمة” في لبنان حال طوارئ بيئية أقلها، لأن ما يحصل من قبل بعض من الغوغاء والهمج ينذر بكارثة مستقبلية، سيكون مجرمو لبنان سببًا رئيسيًّا بإحداثها.
ومن هنا فإن استمرار تقاعس الدولة يستوجب أن يجاريه تحرّك نحو الأمم المتحدة من خلال رفع شكاوى طارئة ليكون هناك تحرّك رسمي على الصعيد الدولي للجم عمليات القتل الإجرامية بحق الطيور المهاجرة طالما لا تحرك محليّ يذكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى