أين لبنان من الصحّة النفسيّة والعقليّة؟
صدى وادي التيم – لبنانيات /
حلّت دولٌ عربيّة في المراتب الأخيرة ضمن تقرير الحالة العقليّة للعالم خلال 2022 الصّادر عن Sapien Labs. أين لبنان اليوم من الصحّة العقليّة والنفسيّة؟
“بعيدٌ جدًّا للأسف”، تقول الإختصاصية في علم النّفس والمُعالجة النفسيّة شارلوت الخليل. وتُشير في حديثٍ لموقع mtv إلى أنّ لبنان واجه تحدّياتٍ متعدّدةً في السّنوات الأخيرة، سياسيّة واقتصاديّة مع عدم استقرارٍ دائم، بالإضافة إلى جائحة كورونا، الإنفجارات… كلّ هذه الأمور أثّرت على صحّة اللبنانيّين النفسيّة ورفعت نسبة المُعاناة من عوارض القلق والإكتئاب”.
وتُضيف الخليل أنّ “أبرز المشاكل النفسيّة التي نشهدها اليوم هي القلق، اضطراب ما بعد الصّدمة PTSD، اضطرابات في النّوم، بالإضافة إلى سلوكيّات معيّنة مثل اللجوء إلى شرب الكحول وأخذ المُهدّئات”.
من جهتها، تُشير الطّبيبة النفسيّة والمسؤولة عن الطّاقم الطبّي في مركز “إمبرايس” للصحّة النفسيّة د. يارا شمعون إلى أنّ “الوضع الذي نعيشه وتراكم الأزمات صعب جدًّا وهذا يؤثّر سلباً على الصحّة النفسيّة عند اللبنانيّين، والصّدمات الجماعيّة المتكرّرة تضع كلّ فردٍ منّا في حالة ضغطٍ دائم”، موضحةً: “هذا الواقع لا يعني أنّنا نُعاني من اكتئابٍ سريريّ، ولكن لا نتمتّع بالصحّة النفسيّة كما تُعرّفها منظّمة الصحّة العالميّة.. أي قدرة الشّخص على التأقلم مع ضغوط الحياة اليوميّة والإنجاز وفق الإمكانات والعمل بإنتاجيّة وأن يكون فعّالاً في المجتمع”.
وتُتابع شمعون في حديثٍ لموقع mtv: “تزايدت طلبات المُساعدة النفسيّة خصوصاً مع ارتفاع تكلفة العلاج في وقتٍ يعجز قسمٌ كبيرٌ من اللبنانيّين عن تحمّلها، وأبرز الحالات التي نشهدها هي الاكتئاب والقلق والتوتر”.
ماذا يجب أن نفعل لمواجهة الظّروف الصّعبة وتحصين أنفسنا؟ يُمكن تخفيف الأعباء بتضافر الجهود والتّعاون بين الدّولة والمجتمع والفرد، “ولكن مع غياب الدّولة وبما أنّنا لا يُمكن الإعتماد عليها، لا بدّ من العمل على صعيد المستوى الفردي”، تقول الخليل. وتُشدّد على وجوب الإعتناء بالصحّة الجسديّة والنفسيّة من خلال الحفاظ على روتينٍ معيّن، وتجنّب الأخبار السلبيّة قدر الإمكان والتّخفيف من متابعة مواقع التواصل الإجتماعي، مضيفةً: “علينا معرفة أنّنا نقوم بكلّ ما نستطيع في هذه الظّروف الصّعبة التي تُفرَض علينا”.
كما تؤكّد الخليل أهميّة العودة إلى العلاقات الحقيقيّة مع العائلة والأصدقاء: “إيجاد الدّعم المعنوي والنّفسي قدر الإمكان يُساعدنا على تخطّي أصعب الظّروف، وطلب المُساعدة ليس علامة ضعف ولكن علامة قوّة”.
بدورها، تُشدّد شمعون على وجوب الإعتناء بالذّات بقدر الإمكان وحسب قدرات كلّ شخص، والعيش كلّ يوم بيومه، والتركيز على الأمور التي يُمكن تغييرها مقابل غضّ النّظر عن كلّ التفاصيل الأخرى التي لا قدرة لنا على التّعامل معها. وتنصح أيضاً بمُمارسة الرياضة وتقنيّات التنفّس العميق والتأمّل، لافتةً إلى أنّ تطبيقات المُساعدة الذاتيّة قد تكون مُفيدة مثل Step By Step من وزارة الصحّة.
المصدر: كريستال النوّار – موقع mtv