طاقة شمسية لمائة وخمسين مركزًا للرعاية الأولية بدعم من “اليونيسف”
صدى وادي التيم – لبنانيات/
أعلنت وزارة الصحة العامة و”اليونيسف” اليوم عن تجهيز 150 مركزا للرعاية الصحية الأولية في مختلف المناطق اللبنانية بالطاقة الشمسية لضمان استمرار خدمات التطعيم، إلى جانب خدمات الرعاية الصحية الأولية الأساسية الأخرى، في ظل الانقطاع المتزايد للتيار الكهربائي. فبموجب الدعم التمويلي المقدم من ألمانيا من خلال بنك التنمية الألماني وحكومة الولايات المتحدة، ستبدأ اليونيسف في تنفيذ مشروع تجهيز هذه المراكز بالطاقة الشمسية في شهر آذار الحالي ليتم الانتهاء من الأعمال بحلول نهاية شهر أيار 2023.
جاء ذلك، في لقاء في وزارة الصحة العامة حضره الوزير الدكتور فراس الأبيض وشارك فيه كل من السفيرة الأميركية في لبنان دوروتي شيا والسفير الألماني أندرياس كيندل وممثل اليونيسف في لبنان أدوارد بيجبيدر ورئيسة دائرة مراكز الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة الدكتورة رندا حمادة ومعنيون.
وأكد الوزير الأبيض “أن المشروع يلبي محورا أساسيا في الاستراتيجية الوطنية للصحة التي تم إطلاقها قبل أربعة أسابيع، ويتعلق بتغيير اعتماد قطاعنا الصحي على موارد غير مستدامة نحو موارد أكثر استدامة ونحو الوقاية”.
وقال: “إنني أعتقد، أن استمرارية مراكز الرعاية الصحية الأولية تحقق هذا الهدف حيث قدمنا الدعم لأكثر من مائتي وسبعين مركزا للرعاية في السنتين السابقتين ولكن مسألة تأمين الإستدامة في قطاع الطاقة تحديدا أمر جوهري وقد جاء هذا الدعم في مرحلة حرجة لمنح مراكز الرعاية إستقلالية معينة تخولها الإستمرار في خدماتها”.
ونوه وزير الصحة العامة بالدعم المستمر الذي يتلقاه لبنان من المجتمع الدولي، لافتا إلى أنه “لا يتوجه فقط إلى مجتمع اللاجئين بل إلى المجتمع اللبناني بالمستوى نفسه”.
أضاف:” بغض النظر عن هذا الدعم، فإن المسؤولية الكبرى في إصلاح القطاع الصحي تقع على كاهل لبنان ووزاراته”.
وأردف : “إن مسألة المساءلة وبناء الثقة ركيزة أساسية. وأنا على يقين بأن الإستراتيجية الوطنية للصحة التي تم وضعها بالتعاون مع جهود استشارية كبيرة محلية ودولية، تحدد رؤيا واضحة وخريطة طريق لاستعادة هذه الثقة”.
وشدد الأبيض على ضرور إظهار النية كما الإرادة، لافتا إلى “أن الأفعال أكثر تعبيرا من الكلام”. وقال:” وسط الفوضى والإضطرابات التي تعم مختلف القطاعات في لبنان، إستمرت شبكة الرعاية الصحية في تقديم الخدمات الفعالة، واستمر العاملون الصحيون في بذل الجهود المضنية مثبتين أنهم أبطال حقيقيون”.
وتابع وزير الصحة العامة مشيرا إلى “أن الأزمة التي نعيشها كشفت أن الأنظمة التي كنا نعمل عليها سابقا لم تعد صالحة ويجب إيجاد ما هو أفضل منها، لذا إن ما يتم القيام به لا يقتصر على مقاربة الوضع من وجهة نظر مرحلية وآنية ومحدودة إنما برؤية شاملة واستراتيجية تهدف إلى إصلاح النظام الصحي للخروج بنظام أقوى يتمكن من خدمة الناس بشكل أفضل وهنا تكمن الشرعية الحقيقية لأي دولة”.
وبدوره قال ممثل اليونيسف في لبنان أدوارد بيجبيدر: “سيؤدي هذا الاستثمار اليوم إلى تحسين الخدمات الصحية الأساسية للأطفال. فمن الضروري حفظ اللقاحات في درجة الحرارة المناسبة لضمان فعاليتها، والكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية أمرا بالغ الأهمية لضمان سلامة اللقاحات ودعم مراكز الرعاية الصحية الأولية في مواصلة خدمات التحصين الخاصة بها إلى جانب الخدمات الصحية الأساسية الأخرى”.