الأغنية اللبنانيّة تعاتب سمير حنا :”معليش الله يسامحك “

 

صدى وادي التيم-فن وثقافة/

إنّه صاحب الحنجرة الذّهبيّة الّذي أغنى الوطن والتّراث اللبنانيّ لأكثر من أربعين عامّا ، رحل منذ قرابة العامين والنّصف بصمت ووجع .إنّه سمير حنا  الّذي عُرف بتواضعه الشّديد، وصوته  الجبليّ وشكله القروي الذي ميزه عن فنانيّ جيله، وهو الّذي حقق نجاحًا باهرًا في لبنان وبلاد الاغتراب بعد اتجاهه للأغنية اللبنانيّة الممزوجة  بالطرب الشّعبي، وشهد عزّ نجاحه وتألقه في فترة  الثّمانينات ، حيث عاش مسيرة طويلة مع الجمهورمكلّلة بالمحبة والنّجاح ، قدم خلالها العديد من الأعمال الّتي “ربينا عليها ” في مشوار غنائي حافل بالعطاء لسنوات طويلة .

سمير حنا ذاك الفنّان العاشق للنّغم والحياة ،لم تكن مسيرته سهلة ومفروشة بالورود ،وهو الذي تسنّى لي ان أحاوره في أكثر من لقاء إذاعي جمعني به في إذاعة صوت لبنان   ضمن برنامج “نغمات ” ، كان صريحًا صادقًا في أقواله، مصرًا على تقديم الفنّ الراقي رغم كل ما يجري من تحديات للأغنية اللبنانيّة الّتي تعاني ما تعانيه من انحطاط وهبوط ، وهو الّذي يؤكد :”أن الغربة زادت من عزيمته على تقديم اللون الذي اشتهر به، لأن الفن يفتقد إلى الأصالة،  وسأظل أردّد  رح نضل لابسين شراويل جدودنا”.

إنّه  رمز من رموز الزّمن الجميل ، و أحد أبرز الفنانين الذّين حظوا بجماهيرية واسعة، واستهوتهم الأسفار ولقاء المغتربين من لبنانييّن وعرب. وهو الّذي اشتهر بأغانيه الشّعبية،  وقد بدأ مشواره مغنيًا في الرّحلات وجوقة الكنيسة لينطلق إلى كل مكان .

لثد  تأثر حنّا بالفنان الراحل وديع الصافي، وعمل قبل احترافه الغناء في المحاسبة، لكنّ الصدفة حملته للقاء الصحافي سعيد فريحة الذي سمعه يغني في أحد المطاعم، فطلب منه الاستمرار في الغناء، ودعاه إلى المشاركة في إحياء الحفل السنوي لـ”دار الصياد”، وهناك التقى باالشحرورة صباح التي قررت دعمه، ليشاركها مجموعة من الحفلات بين لبنان ودول الاغتراب.
غنّى سمير حنا الوطن الحب والإنسان و بقيت أعماله محفورة في ذاكرة اللبنانييّن الذين عشقوها  ، أبرزها “معليش الله يسامحك” للمبدع الياس الرحباني الذي يعتبر من أكثر الملحنين تعاوناً معه ،إلى أغنية “الليلة يا ويلي ” لفيصل المصري ، إلى “خصرك لما مال” لايلي شويري، وصولا إلى “يللي مش عارف اسمك” و”قالولي  عنك دلوعة” “قالولي دقوا بوابا ”  “الله مع اللي سافروا ” “لبسنا شراويل جدودنا” وغيرها كثر…

في الختام نودُّ أن نرسل لك باقة أشواق “يا قمر لو رحت بعيد ”  ، معلنين عتبنا ” معليش الله يسامحك”على رحيلك المفاجئ عنّا ، ونحن الذين غنّينا  معك “ما زال بحب ربينا” “قالولي دقوا بوابا  ” ” كنا سوى  ” الليلة يا ويلي “، “يا منديلها الطاير”   وغيرها من أغاني الحنين الّتي ما زال صداها   في البال .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى