ما الذي ينتظره اللبنانيون خلال الأشهر الستة المقبلة؟؟
صدى وادي التيم – لبنانيات /
هناك انتظار في لبنان لثلاثة تطورات محتملة، ولكن من دون تأكيد على أن أياً من هذه التطورات الثلاثة ستحصل فعلاً:
التطور الأول هو إمكانية حدوث حرب في المنطقة بين إسرائيل وإيران تحدث ما بين شهري أيار وآب المقبلين.. وبالطبع فإنه في حال وقعت هذه الحرب، فإن لبنان قد يكون أحد ساحاتها… وهنا سيدخل البلد في سياق جديد لا أحد يدري على ماذا سينتهي!؟؟
..هذا التطور التصعيدي المحتمل يوجد معلومات خارجية بشأنه، قوامها تقديم تل أبيب تحذير لكل الدول المشاركة بمفاوضات فيينا حول إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، بأن آخر فرصة لهم كي يفعلوا شيئاً عملياً لوقف تقدم إيران نحو لحظة إنتاج القنبلة النووية، هي شهر أيار، وبعد هذا التاريخ فإن تل أبيب حسب زعمها ستتصرف عسكرياً ضد طهران سواء بمفردها أو بالتشارك مع الولايات المتحدة الأميركية!!
التطور المحتمل الثاني الذي ينتظره اللبنانيون هو أن يكون لعودة توتال إلى العمل في حقول الغاز اللبنانية نتائج عملية.. وهذا احتمال متوقع، وأبدت توتال مؤشرات عملية مؤخراً عليه، ولكن مع ذلك فليس هناك أي ضمانة يعتدى بها تقول أن البحث عن الغاز في لبنان سيبدأ، أو أنه إذا بدأ سيؤدي إلى اكتشافات وإلى دخول لبنان نادي مصدري الغاز العالمي أو الإقليمي..
هناك انطباع عميق بأن لبنان لم يحسن التفاوض مع بايدن بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل؛ بمعنى أنه بالنظر لكون واشنطن كانت خلال لحظة التفاوض على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، مستعجلة للحصول على توقيع لبنان عليه، ومستعجلة لإرسال غاز قارش إلى أوروبا لتطويق الغاز الروسي؛ فإن لبنان كان يستطيع أن يربط توقيعه على الاتفاق بأن تحقق واشنطن للبنان شروطه الأساسية المتعلقة بملف النازحين السوريين ورفع الحصار الاقتصادي عنه، الخ..
الاحتمال الثالث هو حصول تطور على مستوى الحوار الأميركي الإيراني يؤدي الى انفراج سياسي داخل لبنان.
والواقع أن هناك جهات عديدة داخل لبنان وخارجه، تؤكد أنه لا يمكن إيجاد حل سياسي للأزمة في لبنان إلا في حال حصل توافق إيراني أميركي على ذلك؛ وهو أمر مستبعد كثيراً اليوم؛ إذ يبدو بنظر بعض المراقبين أن واشنطن لا تريد التدخل مباشرة بملف لبنان حتى لا تسمح لطهران بأن تعرض أو تفرص عليها ضرورة التفاوض معها أيضاً بشأن لبنان….
..ومن خلال ما تقدم من الاحتمالات الثلاثة، يمكن الاستنتاج بأن حل أزمة لبنان مرتبطة بمعادلات إقليمية ودولية وداخلية غير متوفرة حتى الآن.. وهذا ما يجعل معظم المراقبين يتوقعون أن أزمة لبنان طويلة ومستمرة بالتدحرج لغاية بلوغها لحظة الانفجار بالداخل وأيضاً على مستوى محيطها الاقليمي، وحينها سيصبح الوضع اللبناني خطراً لدرجة انه سيستدرج دول القرار في العالم للنظر بكيفية إنهاء التوتر اللبناني ذي الامتدادات الخارجية..
الهديل