️ لبنان نجا من كارثة.. جزء كبير منه كان سيختفي تحت الأنقاض!

 

صدى وادي التيم-لبنانيات/

يجمع علماء الجيولوجيا اللبنانيون على أنّ «لبنان نجا من الكارثة، فهو يقع على نفس خطّ النار الذي انفجر أمس في تركيا، وزلزال بالقوة نفسها كان مرشحاً للانفجار على أيّ نقطة في الخط الزلزالي الجامع لصفائح قارّية والبالغ طوله 1000 كلم، يحتلّ بلدنا 225 كلم منه، ويقسمه نصفين طولياً، ولكن لم يكن من الممكن التنبؤ بمكان انفجار هذه الطاقة». ولو تحرّرت هذه الطاقة تحت لبنان، «كان من الممكن أن يختفي جزء كبير منه تحت الأنقاض، ولا سيّما أنّ خطّ النار الزلزالي يمرّ تحت مدنه السّاحلية الرئيسية، وهذه الصورة من الضروري أن تبقى حاضرة في أذهان أصحاب القرار، كي يعرفوا حجم الخطر المحدق» تقول الدكتورة مارلين البراكس رئيسة المركز الوطني للجيوفيزياء في المجلس الوطني للبحوث. وتبرّر طول مدّة الهزة، التي قاربت الدقيقة بـ«أنّ البعد الجغرافي بين لبنان ومركز الهزة في تركيا يؤدّي إلى وصول الموجات الزلزالية بشكل متلاحق، الأمر الذي يزيد من وقت الشعور بالاهتزاز».

فالق اليمونة هو المسؤول عن زلزالَي 1202 و1759

أما وقد تجاوزنا الخطر هذه المرة، تبقى الهزّات الارتدادية «وهي لا بدّ منها، وستستمرّ في الساعات المقبلة إلى أن تستقرّ القشرة الأرضية التي تحرّكت مكانها». ويطمئن المختصون إلى «انخفاض حدّة الارتدادات مع مرور الوقت. فمنذ فجر أمس حتى المساء، تمّ تسجيل أكثر من 30 هزة ارتدادية، لم يشعر الناس بمعظمها لضعف قوتها

 

وفي ما يتعلّق باحتمال حصول تسونامي، تطمئن البراكس إلى أن «خطره انتهى بعد مضيّ الدقائق الأولى من الزلزال»، لافتة في المقابل إلى أنّ «نظام الإنذار المبكر من أخطار التسونامي وارتفاع موج البحر في البترون معطل»، في حين يعمل المركز الوطني للجيوفيزياء بالموجود، «فهناك 10 محطات رصد زلزالية شغالة من أصل 12، وفي حال اضطررنا إلى استبدال بطارية يشكل لنا الأمر أرقاً

 

الزلازل اللبنانية

تقوم المنطقة الجغرافية اللبنانية على صفيحتين تكتونيتين، العربية من الشرق والإفريقية من الغرب. على كوكب الأرض هناك 12 صفيحة تكتونية، غير ثابتة، وتتحرّك باستمرار. يطلق على الحدّ الفاصل لالتقاء الصفائح التكتونية اسم «الفالق»، ولبنان مبني على الفوالق التي تقطّعه من جنوبه إلى شماله، وأهمها فالق سرغايا، روم، واليمونة، بالإضافة إلى فوالق صغيرة، أكثرها نشاطاً الذي يمرّ في بلدة صريفا، والذي سجّل تحرّكات استثنائية خلال عام 2008، ووجود هذا التنوع الجيولوجي ينعكس تضاريس وتشكيلات على الأرض اللبنانية، فسلاسل الجبال لم تكن ستتكوّن لولا وجود الفوالق، حيث «ترتفع قمم جبال السلسلة الغربية ميلّمتر واحد كل سنة نتيجةً لضغط الصفائح

 

اليمونة العظيم

يعدّ فالق اليمونة الأهم، والأخطر لبنانياً، ويمثّل جزءاً من الأخدود الإفريقي العظيم، حيث يمتد من بحيرة فيكتوريا في إفريقيا، وصولاً إلى جبال طوروس في تركيا. وبحسب داني عازار، أستاذ الجيولوجيا في كليّة العلوم، «هناك ضغط تكتوني متعاظم بين الصفيحتين العربية والإفريقية كان سينفجر في مكان ما، تنفّس الاحتقان في تركيا هذه المرّة، ولكنّ الهزات الارتدادية ستصل حتماً إلى لبنان، إنّما بقوة أقل من نقطة الزلزال»، ويذكّر عازار بنشاط اليمونة المستمر منذ آلاف السّنين، فـ«هو المسؤول عن زلزال أيار عام 1202، وزلزال تشرين الثاني عام 1759 الذي أدّى إلى انهيار 3 أعمدة من أصل 9 من معبد جوبيتير في قلعة بعلبك»، أمّا زلزال آذار عام 1956، فحرّكه فالق روم، وهو متفرّع من الأخدود الأعظم.

فؤاد بزي “الأخبار”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!