هل تخلّى كيم حقاً عن النووي؟.. وماذا طلب بالمقابل من واشنطن؟
وفي بادرة لبناء الثقة قبل اجتماع قمة مرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال كيم أيضا إنه “سيدعو خبراء وصحافيين من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الشهر القادم لمراقبة إغلاق موقع التجارب النووية السري تحت الأرض”.
وقال المتحدث باسم حكومة سيول، يون يونغ تشان، الأحد، إن تصريحات كيم جاءت، الجمعة، عندما اجتمع زعيما الكوريتين في بانمونغوم، وهي قرية على حدودهما المشتركة، كاشفا عن تفاصيل إضافية حول القمة.
وأكد المتحدث باسم سيول أن الرئيس الكوري الشمالي كيم قال لنظيره الجنوبي بالنص نقلا عن المحضر الرسمي للاجتماع: “أعلم أن الأميركيين بطبيعتهم يتعاملون معنا كعدو، ولكن عندما يتحدثون معنا سيرون أنني لست من النوع الذي يمكن أن يطلق أسلحة نووية على الجنوب، سواء عبر المحيط الهادئ أو نحو الولايات المتحدة”، نقلا عن تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
ويعد تصريح كيم ذروة في دراما التصالح مع الجنوب. وكانت بيونغ يانغ هددت مرارا بهجوم نووي خلال ذروة التوتر مع سيول وواشنطن العام الماضي.
وكشف متحدث سيول عن مزيد من التفاصيل حول المحادثات التي دامت يوما كاملا بين كيم ومون، فيما أعرب الكثيرون عن شكوكهم بشأن الإيماءات الودية التي أطلقها الزعيم الكوري الشمالي، وما إذا كانت ستتحول إلى وعود فارغة تهدف إلى رفع العقوبات المفروضة.
والجمعة، وقع كيم ومون إعلانا مشتركا يعترف فيه بـ “شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية” و”نزع السلاح النووي الكامل” كهدف مشترك للكوريتين. لكن خلال أحداث القمة التي تم بث بعضها مباشرة في جميع أنحاء العالم، لم يتخل كيم بالفعل عن أسلحته النووية.
وفي التفاصيل الإضافية التي أطلقها مسؤولون كوريون جنوبيون يوم الأحد، بدا كيم وكأنه يضيف بعض الأشواك إلى تعهده الناعم بنزع الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن نزع الأسلحة النووية من بلاده قد يكون عملية طويلة تتطلب عدة جولات من المفاوضات وخطوات لبناء الثقة، لكنه وضع فكرة غامضة عما سيطلبه بلده الفقير مقابل التخلي عن أسلحته النووية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كوريين جنوبيين أن كيم قال: “إذا اجتمعنا كثيرا مع الولايات المتحدة واتخذنا خطوات لبناء الثقة مع الولايات المتحدة، وإذا وعدنا بإنهاء الحرب وعدم الاعتداء، فلماذا نعيش في ضائقة ولدينا أسلحة نووية؟”.
وأطلع الرئيس الكوري الجنوبي، ترمب، رسميا عن تفاصيل القمة مع كيم خلال اتصال هاتفي، السبت، بحسب مكتب مون، الذي أوضح أن الرئيس الكوري الجنوبي أبلغ ترمب أن كيم أعلن أن علاقته مع ترامب يمكن أن تسير على نحو جيد، وبدوره أعرب ترامب عن تطلعه إلى هذا اللقاء.
والأحد هاتف رئيس كوريا الجنوبية، رئيس الحكومة اليابانية تشينزو آبي لينقل رغبة كيم في فتح حوار مع طوكيو التي تعرضت من قبل لتهديدات صواريح كوريا الشمالية النووية.
وكانت شبه الجزيرة الكورية تتجه نحو الحرب، عندما قام الرئيس الكوري الشمالي بخطوة غير مسبوقة نحو المصالحة.
والأسبوع الماضي تعهد كيم بإنهاء كافة التجاربة النووية والصاروخية، والجمعة، كان أول زعيم كوري شمالي يخطو داخل أراضي كوريا الجنوبية.
وفي القمة اتفق الزعميان على بدء محادثات مع واشنطن لمناقشة التوصل إلى معاهدة سلام تنهي الحرب الكورية 1950-1953 رسميا.
ولكن كوريا الشمالية لم تقدم حتى الآن جدولا زمنيا لنزع الأسلحة النووية، ولم توضح التفاصيل المقصودة بـ “شبه جزيرة كورية منزوعة من الأسلحة النووية”.
وتوقع مسؤولون في سيول هذا الغموض في إعلان قمة الجمعة، انتظارا من كيم لنتائج قمته مع ترامب.
ومن بوادر حسن النية، تعهد كيم بتوحيد التوقيت بين الكوريتين. وعام 2015، أوجدت بيونغ يانغ توقيتها الخاص وهو خلف توقيت كوريا الجنوبية واليابان بنحو نصف ساعة. وتسبب هذا الاختلاف في التوقيت في إثارة الاضطراب بين المسؤولين خلال الاتفاق على تنظيم القمة بين الزعيمين يوم الجمعة.
وقال كيم خلال القمة، نقلا عن المتحدث الكوري الجنوبي: “خلال وجودي في القاعة، شاهدت ساعتين على الحائط، واحدة تشير إلى توقيت سيول والأخرى إلى توقيت بيونغ يانغ. هذا ليس جيدا.. لما لا نعيد توحيد التوقيت”.
كما تعهد زعيم كوريا الشمالية بالامتناع عن الاعتداء على سيول. وقال بالحرف الواحد: “أنا مصمم على عدم تكرار التاريخ المؤلم للحرب الكورية. يجب أن لا نسفك الدماء مجددا. أتعهد بعدم استخدام القوة مجددا”.
(العربية)